في لبنان، تضم مدينة طرابلس القديمة العديد من المعالم الأثرية القديمة التي تحفل بالتاريخ والتراث العريق. ومن بين تلك المعالم العريقة هي "حمامات طرابلس التراثية". فقد بنيت هذه الحمامات في العصر الروماني وهي واحدة من المظاهر الفنية الفريدة والمميزة في تلك الفترة الزمنية. وتعد الحمامات الأثرية القديمة الوحيدة المتبقية في طرابلس، إذ تم تدمير بعضها ولكن البعض الآخر نجا حتى اليوم ويشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ هذه المدينة المميزة. في هذا المقال، سنتعرف عن كثب على حمامات طرابلس التراثية وأهميتها في حياة المدينة القديمة.
ما هي حمامات طرابلس التراثية ؟
حمامات طرابلس التراثية هي أحد المعالم الأثرية التي تعرف بها مدينة طرابلس، حيث يتضمن تاريخها تسعة حمامات تراثية، بعضها دمر وبعضها الآخر بقي حتى اليوم. كانت هذه الحمامات وجهة للترف والتسلية في الماضي وتم استخدامها لإعادة إحياء التقاليد والعادات الاجتماعية. وما يزال بعضها يستخدم حتى اليوم من قبل السكان المحليين. تحتاج هذه المعالم الأثرية إلى الترميم المستمر للحفاظ على تفاصيلها التاريخية وجمالياتها.
التاريخ القديم لحمامات طرابلس
تعود تاريخ حمامات طرابلس القديمة إلى فترة المماليك، حيثُ بُنيت تلك الحمامات الأثرية في تلك الفترة المميزة، وشكّلت حينها عنصرًا هامًا في الهندسة العمرانية التي كان يمتلكها العسكريون والشخصيات العسكرية وأصحاب النفوذ؛ حيث كانوا يستخدمونها للاستحمام والترفيه، والتحدث مع بعضهم البعض، قبل ظهور تقنيات الصحية الحديثة.
الحمامات التي دمرت
تعد الحمامات التراثية من المنشآت الهامة لتاريخ طرابلس القديمة، حيث تضم البلدة تسعة حمامات، إلا أنه قد دمرت ثلاثة منها، بما في ذلك حمام النزهة الذي جرفه طوفان النهر، وحمام القاضي وحمام العطار اللذان لا يعرف تاريخ إزالتهما. ويعتبر اهتمام النظراء والقائمين على الحفاظ على الحمامات الباقية ضروريًا للحفاظ على التراث الإنساني الثمين الذي يقدمه هذه المنشأة التاريخية.
الحمامات التي بقيت
يوجد في طرابلس حمامات تراثية قديمة مهمة، حيث بقيت ستة منها حتى اليوم. ويعتبر حمام العبد هو الحمام الوحيد الذي شيّده المماليك ولا يزال يعمل حتى اليوم في مدينة الفيحاء. وتعد حمامات العطار والحاجب من الحمامات التراثية الهامة التي بقيت قائمة في طرابلس، إضافة إلى حمامي عز الدين والنوري الذي يعد واحدًا من الكنوز الأثرية الأقدم في لبنان.
استخدام الحمامات التراثية
تستخدم الحمامات التراثية بطرابلس كوسيلة للاسترخاء والعلاج النفسي والجسدي. فبعد يوم عمل شاق يتوجه المواطنون إلى هذه الحمامات الأثرية للاستحمام والاسترخاء، والاستمتاع بروائح العطور الشهية والصابون الطيب. كما كانت الحمامات في السابق تستخدم كمكان للتخلص من الأتربة والأوساخ بعد العمل في الحقول والمزارع. وما زالت الحمامات التراثية في طرابلس تستخدم حتى اليوم كوسيلة للتخلص من الأتربة والأوساخ، بالإضافة إلى تقديم خدمات العلاج النفسي والجسدي.
ترميم حمامات طرابلس
تم ترميم العديد من حمامات طرابلس التراثية خلال السنوات الأخيرة، بهدف الحفاظ على هذه المعالم الأصيلة التي تشهد تاريخ المدينة وتجذب السياح. شمل الترميم إصلاح الأضرار البنائية وتحسين حالة الحمامات ليصبحوا جاهزين للاستخدام من جديد. وقد تم تحويل بعض الحمامات إلى مواقع سياحية بعد الترميم، حيث أصبح بإمكان الزوار الاستمتاع بتجربة الحمام التقليدي التي كانت تستخدم في القرون الوسطى.
الحمام النوري: واحد من الكنوز الأثرية الأقدم
يعتبر حمام النوري في طرابلس شمال لبنان واحدًا من الكنوز الأثرية الأقدم في المنطقة. تم بناؤه على يد الأمير سنقر بن عبد الله النوري في عصر المماليك ويبلغ مساحته حوالي ٥٤٥ متر مربّع. نال حمام النوري شهرة كبيرة بسبب موقعه الاستراتيجي قرب سوق الصاغة في حي النوري، وهو ما جعل المنطقة تحمل اسمه. يوجد في الحمام لافتة مؤرخة تقسيمه وجميع التفاصيل الخاصة به.
موقع حمام النوري
يقع حمام النوري في وسط طرابلس، ويعتبر من بين الحمامات التراثية الباقية التي تم احتفاظ بها. يحتوي الحمام على المرافق اللازمة للحمام التقليدي، كما يتميز بالعمارة الإسلامية القديمة والزخارف الجميلة. يعد حمام النوري موقعاً مميزاً تزوره الكثير من الأشخاص للاستمتاع بتجربة الاسترخاء والاستحمام العريقة.
تاريخ حمام النوري
يعود تاريخ حمام النوري إلى القرن السابع عشر، حيث تم بناؤه في عهد الحاكم العثماني محمد باشا الشامي. ويتميز هذا الحمام بأسلوبه المعماري الرائع والديكورات الجميلة، مما يجعله واحداً من الحمامات الأكثر روعة في طرابلس. وقد تم تقسيم الحمام إلى عدة أجنحة، بما في ذلك قاعات الاستحمام والمصانع وغرف الملابس وشرفات الاسترخاء. وتوفر هذه المنشأة الرائعة للزوار تجربة لا تنسى من الاسترخاء والاستمتاع بالتقاليد التراثية للحمامات في طرابلس.
تفاصيل حمام النوري وتقسيمه.
حمام النوري هو أحد حمامات طرابلس التراثية الواقع على طريق مصراتة الساحلي ويعود تاريخه إلى القرن السابع عشر الميلادي. يتميز الحمام بتقسيمه إلى جناحين رئيسيين، الجناح الأيمن للرجال والجناح الأيسر للنساء، كما يحتوي على دورات مياه ومنطقة لاغتسال وحفرة داخلية للطبخ. يعاني الحمام من الإهمال والتآكل ويحتاج إلى صيانة وترميم للحفاظ على تراثه التاريخي الثمين.
إضافة تعليق جديد