عبدالله شكري قصة نجاح صنعت المستحيل 

الثلاثاء, سبتمبر 7, 2021 - 15
أخبار الرجل

إيمان عزازي

مراسلة صحفية - مصر

 

النجاح و الصعود إلى القمة لا يقتصر على فئة معينة  و لا على شخص معين . و لكن كل ما يستلزمه هذا النجاح و التفوق هو الإصرار و العزيمة و هذ هو موضوع اليوم و الذى يمثل فيه دور البطل الطفل الذى حول المحنة الى منحة و تدور القصة حول الطفل الذى نشأ بدار الأيتام واعتمد على نفسه حتى أصبح معيدا بالجامعة ، فهو من يذاكر على ضوء أعمدة الإنارة لعدم قدرته على شحن عداد الكهرباء ، و هو الذى حرص على إخفاء ظروفه الاجتماعية لكي لا يكون محلاً للشفقة.

عبدالله شكري ابن دار "المدينة المنورة" لرعاية الأيتام بالعاشر من رمضان هو نموذج مُشرف وقدوة لأي شاب، فهو لم يستسلم للظروف التي فرضت عليه أن ينشأ في دار رعاية حيث حرمه القدر من العيش وسط جو أسري طبيعي، لكنه رغم ذلك سعى جاهدا لتحقيق أهدافه، واعتبر هذه الظروف بمثابة منحة وليست محنة حيث يرى أنه لا يوجد نجاح بدون ضغوط ومحن، فمن قلب المحنة تأتي المنحة.. فما هي الدروس المستفادة من قصته؟ الإجابة في التفاصيل القادمة:  

في البداية يحكي عبدالله شكري أنه أقام بدار المدينة المنورة لرعاية الأيتام منذ أن كان عمره عامين حتى وصل للثامنة عشر من عمره، ثم انتقل لسكن خاص بصحبة أربعة من إخوته بدار الرعاية، حيث قرروا جميعاً أن يعتمدوا على أنفسم، واستكملوا دراستهم بجانب عملهم في نفس الوقت حتى لا يضطرون لطلب المساعدة من أحد، بالإضافة إلى أنهم لم ينكروا دور دار الرعاية في بداية مشوارهم الجامعي. 

ويواصل شكري قصته، قائلا: التحقت بالمدرسة في المراحل التعليمية الأولي بالعاشر من رمضان، وكنت دائم الاعتماد علي نفسي، وكنت لا أحب الاعتماد على الدروس الخصوصية، وكافحت كثيرا لدرجة أنني كنت أضطر للمذاكرة على ضوء أعمدة الإنارة في الشارع، ففي كثير من الأوقات كانت الكهرباء تقطع عن الشقة، وفي ظل ضيق الحال لم أكن أستطيع أن أشحن كارت العداد الكودي فكنت إلجأ لأعمدة الإنارة بالشارع لأستكمل مذاكرتي.  

وأضاف شكري أنه كان يتطلع لأن يصبح لاعب كرة قدم، لكنه لم يستطع تحقيق حلمه بسبب عدم وجود قيد عائلي، لكنه واصل سعيه حتى أصبح معيدا بكلية التربية الرياضية بجامعة الزقازيق. مشيرا إلى أنه عمل في أحد الأندية بالعاشر من رمضان بجانب دراسته بالكلية لتوفير نفقاته واستكمال تعليمه لتحقيق أهدافه، حيث كان يبدأ يومه من الساعة الخامسة صباحا، وينتقل عبر المواصلات من العاشر إلى الزقازيق، ونظرا لأن كليته عملية فكان ملتزما بالحضور دائما ويعود من الجامعة إلى العاشر للعمل بالنادي حتى العاشرة مساء. 

وتابع حديثه قائلا: كنت أخفي ظروفي الاجتماعية عن جميع زملائي وأساتذتي حتى لا أكون محلاً للشفقة والدعم، وفضلت الاعتماد على نفسي وبذل الجهد كي أصل لأفضل مستوى، كما أتطلع للوصول إلى مستوى أعلى بكثير مما أنا عليه الآن وأسعى دائما لأن أكون قدوة حسنة ومحفزا لمن يعرفني.  طبعا «ربنا مبيضيعش تعب حد فربنا دايما معاك وهتوصل في الوقت المناسب» وحقا إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وبالتالي يجب على الإنسان ألا يستسلم للظروف المحيطة به مهما كانت صعوبتها فمن قلب المحن تأتي المنح على هيئة عوض ولطف من الله. 

وأعرب شكري عن مدى امتنانه لكل من: الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والسيد رئيس جهاز العاشر من رمضان، والدكتور محمد كمال وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعي بمحافظة الشرقية، والدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق لدعمهم ومساندتهم لي وتكريمهم الحافل لمجهودي.


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0