من جنوب بلاد الرافدين، شابٌ امتطت أنامله صهوة القلم منذُ نعومة أظفاره، وظل يراوغ مع العقبات التي تقف أمامه، كي يجتازها ويحقق حلمه بكتابة النصوص الفنية. من أجل أن نتعرف بشكل واسع إلى هذا الشاب؛ أجرينا معه حواراً صحفياً حدثنا فيه عن سيرته وبداياته قائلاً :
ثمة من يقف حجر عثرة أمام هذا الإنجاز المتميز، ولكن لا أستطيع أن أتلاعب بالنار وأفصح عما بداخلي في الوقت الراهن.
- في بداية الأمر، شكراً على توجهكم واهتمامكم الكريم. اسمي (مسلم البصري)، خريج بكالوريوس ترجمة إنجليزية، عملت بعدة شركات عالمية بعد تخرجي: (هواوي، تكنو، فيفو، تطبيق السوق المفتوح). بدأت رحلتي مع الكتابة منذ سنوات الدراسة الابتدائية، حيث كنتُ أتطلع شوقاً لكتابة تعبير ما، عندما يطلبه أحد الأساتذة، للإفصاح عما في داخلي حول الموضوع المطلوب. وبعد مضي دراستي الابتدائية، ووصولي إلى المتوسطة، كنتُ أشاهد المسلسلات الخليجية، وكنت آمل أن يكون اسمي من ضمن كتاب الدراما الخليجية، لما أثرته في داخلي المسلسلات القديمة، منها: (درب الزلق، على الدنيا السلام، خالتي قماشة)، وغيرها من الأعمال المهمة. وفي ذات يوم في الصف الثاني المتوسط، كتبت قصة درامية حول البحارة والعلاقات الاجتماعية، ووجدتُ نفسي أصف الشخصيات والأماكن بشكل جيد، حتى أنني سعيتُ للتواصل مع جهات الإنتاج عبر الفاكس، و في الحقيقة كانت محاولة من دون دراسة أو فهم. وفي هذهِ المدة كنتُ أرسم شخصيات وأحداثاً في مخيلتي لا تتعلق بالحاضر، إذ كنتُ أرسم على الورق مدناً وسكاناً، وأظن بها أنها عبارة عن أراضٍ تشبه القارات الموجودة بالفعل، ولكن في جانب بعيد من الكرة الأرضية، أي عالم آخر داخل عالمنا. وكان من ضمن الدول دولة أسميتها بلجيكا، وهي دولة موجودة بالفعل من دون أن أعلم حتى وصولي إلى صف الثاني متوسط واطلاعنا على الجغرافية الأوربية. واسم آخر لدولة أخرى لا أذكرها في الوقت الحالي، ولكنها كانت موجودة في مخيلتي من ضمن الدول الوهمية والأحداث التي كنت أرسمها في خيالي. وبعد وصولي إلى الإعدادية بقي حلم الكتابة يطاردني، ولكنني انشغلتُ بحلم آخر، وهو دخولي إلى الكلية العسكرية، ولكنني لم أوفق في القبول، حتى بالترشيح، مع أن معدل تخرجي كان عالياً، وأنا خريج القسم العلمي؛ فبقيَ الطموح ما بين الكتابة وعالم البوليس. وبعد دخولي الجامعة بقيتُ أحاول وأحاول الوصول، حتى مررت بظروف متنوعة ومختلفة من الوعود والأحداث، التي لا يسعني شرحها لطولها وكثرتها. وبعد سنوات... ومن ضمن الأشخاص الكثيرين الذين تواصلتُ معهم وأخذت الوعد منهم بوصولي، كان ثمة رجل حقيقي وصادق، هو المخرج العربي (أيمن ناصر الدين)، الذي سعى، وحاول إيصال نصوصي إلى مكانها المناسب، إذ كان دائم التشجيع، وإعطائي الأمل بالوصول إلى ضالتي. وبعد محاولات حقيقية وصعبة منه توصلنا إلى جهة لإنتاج مسلسل (الكاسر)؛ فكان الأستاذ عمار علوان هو من حقق حلمي، بمساعدة الصديق الحبيب أيمن ناصر الدين، ليكون الكاسر (أول أعمالي).
وعن الهجمة الشرسة التي جرت لمسلسل الكاسر، قال (مسلم البصري):
- حدث ذلك من عدة أسباب، على رأسها تراكماتُ بعض الأعمال الفنية، التي قد يظن البعض أنها تسيء إلى (جنوبنا العظيم). أما بقية الأسباب فأنا أعرفها، ولكن من الصعب التحدث عنها بالوقت الحاضر. وتبقى من وجهة نظري، ومن الواقع لا على التعيين، لذا أفضل أن أحتفظ بها لنفسي.
- وأضاف مسلم...
- ثمة من يقف حجر عثرة أمام هذا الإنجاز المتميز، وعلى حد قولنا: لا يوجد دخان من دون نار. ولكن لا أستطيع أن أتلاعب بالنار وأفصح عما بداخلي في الوقت الراهن.
- في نهاية الحوار، قدم البصري الشكر والامتنان للجمهور العراقي والصحافة المحلية والعربية.
إضافة تعليق جديد