نجاح مشروع 4 فتيات فلسطينيات بمساعدة برنامج الأمم المتحدة بغزة

الثلاثاء, أكتوبر 12, 2021 - 07
تقارير منوعة

نادين الفيومي

مراسلة صحفية

نجحت رانيا العكلوك مع ثلاث من رفيقاتها بالفوز بتمويل مشروعهن الخاص وإنشاء مشغل للأزياء يحتوي على كل المعدات اللازمة للعمل في السوق المحلي. 

وتشعر رانيا بالغبطة كونها نجحت في الحصول على الدورة التدريبية من خلال صندوق التشغيل وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لأنها كانت البداية للوصول إلى تحقيق طموحها بإنشاء مشروعها الخاص.

"بدأت مشواري بالأشغال اليدوية، وجدت الموهبة في صناعة الحقائب والجزادين، الأدوات الخشبية والملابس من العبايات والشالات، وشعرت بأنه لدي الموهبة والمهارة في تنسيق الألوان، وكان من الممكن تطوير عملي، واتبعت دورة تدريبية في مجال معين.

وحالفني الحظ في المشاركة في الدورة التدريبية من خلال إعلان عبر الفيسبوك، لعدم قدرتي على دفع رسوم دورات متخصصة في هذا المجال. لجأت لتصميم الأزياء والخياطة، من أجل تطوير مهاراتي حتى تكون مكملة لبعضها البعض". 

ونظراً للاوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة، ومحدودية مصادر الدخل، لم تستطع رانيا ورفيقاتها تطوير مهارتهن ذاتيا من خلال دورات تدريبية مدفوعة، فكانت الفرصة من خلال هذا المشروع.

"نحن أربع فتيات طموحات، أحببنا أن يكون لنا مصدر رزق خاص بنا، بغض النظر عن ظروف كل واحدة منا. فكل واحدة منا تمتلك مهارات مختلفة، ورغبنا بجمعها في مشروع واحد. تعرفنا على بعضنا من خلال الدورة التدريبية التي تلقيناها من خلال صندوق التشغيلي. كل واحدة منا لديها موهبة خاصة فيها، رسم البترون، الكروشيه بأنواعه، التطريز بأنواعه، الأشغال اليدوية بأنواعها، وركزنا عليها حتى نأخذ أكثر من تخصص بأفكار مختلفة في كل وحدة، وجمعناها في مشروع واحد لتتجمع فيه أربع صبايا بأربع خبرات، وأربع طموحات بأربع مناطق مختلفة، وسمينا المشروع فور كوينز Four Queens، بمعنى أربع ملكات. إننا نؤمن بالعمل الجماعي، وبتكوين مشروع متكامل ونعمل مع ناس أكثر".

وأطلقت العكلوك وشريكاتها اسم Four Queens على مشروعهن، الذي شكل مرحلة تغيير في حياتهن بنسبة لا تقل عن 90%. 

"مشروعنا فاز لأنه مشروعنا متكامل، لأننا أربع صبايا، قد ينتقد البعض أن 4 صبايا في مشروع واحد قد يكون كثيرا. إلا اننا نعتقد أن كل واحدة منا مميزة بشيء معين. مشروعنا شامل متكامل، كروشية تطريز أشغال يدوية، ويغطي كل المجالات والتطريز على الملابس والصوف.

هذا المشروع حقق حوالي 90% من التغيير في حياتي. أن تتحقق لي فرصة بهذا الشكل وبهذا الحجم بالنسبة لظروفنا الشخصية وبالنسبة للوضع الاقتصادي والسياسي في قطاع غزة... ووفروا كل المعدات والمواد الخام وبقي علينا استغلالها وإظهار مواهبنا في العمل".

واستهدف مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز قدرات النساء في قطاع غزة من خلال تدريب حوالي مائة امراة، بعضهن حققن نجاحاً في عملهن الخاص بعد التدريب.

تشيتوسي نجوتشي، نائبة الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي قالت إن المشروع يركز على الفتيات اللواتي لديهن ظروف اقتصادية صعبة:

"المشروع هو عبارة عن محاولة للتركيز حقا على الشابات اللاتي واجهن ظروفا صعبة خاصة بسبب القيود، وكذلك بسبب الأعمال العدائية الأخيرة. والنساء بشكل عام هن الأكثر تضررا، وهن اللاتي يعتنين بأسرهن أو أطفالهن ومن المهم حقا أن نمكّن النساء.
هناك طرق عديدة لتمكين النساء. أحد الجوانب هو تمكينهن اقتصاديا. ولدينا هذا المشروع "تمكين قدرات النساء في غزة" الذي تموله الحكومة اليابانية بالشراكة مع صندوق التشغيل الفلسطيني، وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بطبيعة الحال. 
وما نحاول القيام به هو تحسين مهارات النساء في المجالات التي تشتد الحاجة إليها من حيث الإمكانات الاقتصادية. نحن نعزز مهاراتهن الفنية ومعارفهن، ولكن أيضا مهاراتهن التفاوضية والقدرة على تسويق أنفسهن والقدرة على أن يصبحن سيدات أعمال يتمتعن بالثقة في عملهن. إذا، لدينا مائة سيدة تم تدريبهن، الكثيرات منهن في طريقهن لأن يصبحن سيدات أعمال ناجحات. ونحن هنا لدعمهن."
 

اقتصاد قطاع غزة يعاني من معدلات عالية في البطالة، وقد يحتاج قطاع غزة الكثير من التدخلات من أجل إحداث تغيير في الواقع الاقتصادي، بما يشمل حرية الحركة والاستيراد والتصدير، إلا أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال هذا المشروع يساعد النساء الطموحات على إقامة مشاريعهن الخاصة من أجل مساعدة أنفسهن وعائلاتهن.