الفلسطينية ليلى الشوا : فنانة تشكيلية رسمت فلسطينيتها بإبداع

الفنانة التشكيلية ليلى الشوا
الكاتب: 

نسرين حلس

رئيس التحرير
التاريخ: 
الأحد, أكتوبر 30, 2022 - 00

الفنانة التشكيلية ليلى الشوا، اسم متميز بين المثقفين الفلسطينين،  كسرت ذلك القالب الذي حوصر بها الفلسطيني حيث الكوفية " الحطة والعقال ، وقبة الصخرة والبندقية وخيمة اللاجئ  وصنعت معادلة خفيفة وعميقة من خلال إعادة صياغة الحكاية الفلسطينية بمزج مفردات التراث الشعبي بأحدث ما توصل إليه الفن من تقنيات، كانت في أساسها محاولة لاختراع مفهوم جديد للفن. رحلت وفلسطين حكايتها في لونها الوهاج، حيث جسدت أعمالها الفنية التشكيلية ورسوماتها معاناة شعبنا وقضيته الوطنية  وخلدت كفاح ونضال وبطولات رحلة الحرية والخلاص المنشود من الاحتلال ورجسه، وكرست مسيرتها الإبداعية لما يزيد عن خمسين عاما دفاعا عن قضية فلسطين وروايتها في مقابل الرواية المقابلة رواية الوهم والكذب والتزوير، ورحلت مخلفة ورائها إرثا إبداعيا سيظل يروي للأجيال حكاية المبدع الذي يكرس وقته وجهده وإبداعه من أجل ثقافة وطنية خلاقة.

من هي ليلى الشوا في سطور قليلة 
ليلى رشاد الشوا، فنانة فلسطينية معاصرة، تمثّل رؤية جديدة في تاريخ الحداثة الفنية. حملت فلسطين إلى العالم؛ فلسطين القضية والشعب من خلال فنها وأعمالها، ولدت العام 1940 في غزة وهي ابنة رئيس بلدية غزة الراحل الحاج رشاد الشوا. بدأت دراسة الفن في سن مبكرة في مدرسة ليوناردو دافنشي، تخرّجت من كلية الفنون في الجامعة الأميركية بمصر، انتقلت إلى إيطاليا لتدرس الفن في جامعة سان جاكامو بروما. عادت بعدها إلى غزة لتعمل مفتشة للتربية الفنية بمدارس الأونروا. انتقلت إلى بيروت وأقامت معرضها الشخصي الأول العام 1970. ثم أقامت معرضها الشخصي الثاني في الكويت عام 1972. عادت إلى غزة عام 1975 وساهمت في تأسيس"مركز رشاد الشوّا الثقافي" الذي يحمل اسم والدها، قبل أن تتتقل للإقامة في لندن العام 1987 حيث استقر بها المقام حتى تاريخ وفاتها 24 أكتوبر 2022.

عُرضت أعمال الشوا على النطاق الدولي ولها أعمال معروضة في أماكن عامة (مثل المتحف البريطاني) وفي مجموعات خاصة. استخدمت صور في الكثير من أعمالها كقاعدة في طباعة الشاشة الحريرية.

وقدّمت الراحلة في معظم أعمالها تساؤلات حرجة بمنظور نقدي وساخر وعبثي أحياناً، خاصّة منذ أواخر الثمانينيات حين فكّكت منظومة القمع التي تتعرَّض إليه المرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، وتسلّط النظام الأبوي، وسعيها للتمردّ على واقعها ومقاومته.

 وعند إعلان وفاة الشوا كانت وزارة الثقافة الفلسطينية: قد نعتها كاسم من أسماء الثقافة الفلسطينية، رحلت وفلسطين حكايتها في لونها الوهاج، حيث جسدت أعمالها الفنية التشكيلية ورسوماتها معاناة شعبنا وقضيته الوطنية  وخلدت كفاح ونضال وبطولات رحلة الحرية والخلاص المنشود من الاحتلال ورجسه، وكرست مسيرتها الإبداعية لما يزيد عن خمسين عاما دفاعا عن قضيتنا وروايتنا في مواجهة رواية الوهم والكذب والتدليس والتزوير، رحم الله الفنانة ليلى الشوا التي تركت خلفها إرثا إبداعيا سيظل يروي للأجيال حكاية المبدع الذي يكرس وقته وجهده وإبداعه من أجل ثقافة وطنية خلاقة.


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0