سيدة الأردن الأولى الملكة رانيا العبدالله آسرة القلوب بإنسانيتها

سيدة الأردن الأولى الملكة رانيا العبدالله آسرة القلوب بإنسانيتها
الكاتب: 

نسرين حلس

رئيس التحرير
التاريخ: 
الاثنين, يونيو 5, 2023 - 07

اكتسبت شهرة واسعة في الأوساط الإنسانية، وواحدة من أفضل المدافعات عن حقوق الإنسان في العالم. تميزت شخصيتها القوية بدعمها لعدد من المشاريع التنموية والإنسانية في الأردن، ولها جهود كبرى في تطوير النظام التعليمي الحكومي وتحسين مستوى حياة الأردنيين.  وكيف لا ، إنها الملكة رانيا العبدالله، زوجة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. واحدة من أهم الشخصيات النسائية في الأردن والعالم العربي.

لقبت الملكة رانيا العبدالله بالعديد من الألقاب منها ملكة القلوب، سيدة العطاء، أيقونة الخير ، ملكة الأناقة والبساطة وملكة الإنسانية، إلا أن لقب سيدة الأردن الأولى كان ولازال يعتبر الأقوى لكونها  أكثر السيدات تأثيرا في المضمار الإنساني ، وهي التي أولت اهتماما بالغا  بالقضايا الانسانيه، مثلت الأردن كناشطة اردنية عربية ودولية في جميع مجالات حقوق المرأة والطفل والانسان.

ولا شك في أنها تُعَد أحد أهم وأبرز الشخصيات في العالم العربي، حيث تقوم برعاية الكثير من الأعمال الخيرية والإنسانية، وداعمةً للعديد من المجتمعات، كما تحرص على حماية حقوق النساء والأطفال، وتحث على توفير التعليم للفتيات في جميع أنحاء العالم. ومن خلال رئاستها الفخرية للمبادرة العالمية لتعليم الفتيات،  فإنها تسعى جاهدة إلى تحسين حياة الملايين من الفتيات حول العالم، وترعى الكثير من المشاريع التي ترفع من المستوى العام للحياة في المجتمعات.

والملكة رانيا العبدالله، لها نشأة خاصة وفريدة من نوعها، فاسمها رانيا فيصل صدقي الياسين، ولدت في  عام 1970  في الكويت ، لأبوين أردنيين من أصل فلسطينيي، من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية من عائلة الياسين وأمها السيدة إلهام علي ابراهيم راسخ ربة منزل من عائلة راسخ في نابلس. وهي الوسطى واحده من ثلاثة ابناء، حيث تكبرها أختها دينا بثلاثة أعوام وأخوها مجدي بعام واحد . أنهت دراستها في المدرسة الإنجليزية الحديثة في الكويت.  ثم حازت على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1991. وبعد تخرجها عادت إلى الأردن وعملت في مجال المصارف لفترة، ثم غيرت مجال عملها وتحولت إلى العمل في مجال تقنية المعلومات لفترة قصيرة . كان والدها طبيبًا للأطفال في إحدى مستشفيات الكويت، وكانت تحب دراسة اللغات والكتابة منذ صغرها. حسب وصفها، فإن والدها كان يحب أن يثير اهتمامها بالتحدث عن مجموعة مختلفة من المواضيع، ومزجها في عدد من المجالات المختلفة لإثارة فضولها. وهذا ساعدها على اكتشاف مواهبها ومهاراتها المبكرة في تعلم اللغات وكتابة الشعر، ومن ثم تطوير مهاراتها ومواهبها في وقت لاحق. 

 وعندما تزوجت الأمير عبدالله الثاني، كان حدثا لفت أنظار العالم إلى الأردن والملكية الأردنية. فقد التقت بالأمير عبد الله أكبر أنجال الملك حسين خلال حفل عشاء في يناير 1993، وكانت في ذلك الوقت تبلغ من العمر 23 عامًا بينما كان عبد الله 31 عامًا. وبعد مرور شهرين أعلنا خطبتهما، وتم الزواج بعد ستة أشهر . وقد كان حفل زفافهما في ذلك الوقت بمثابة عيد قومي. أثمر  عنه  إنجاب أربعة أبناء هم:الأمير الحسين (ولي العهد).، الأميرة إيمان. الأميرة سلمى. الأمير هاشم.

وقد كان زواجها مع الملك يعكس حبهما الكبير وتفانيهما في خدمة شعب الأردن. وكونها ملكة جديدة، بدأت التكاتف مع الأسرة الملكية لتعزيز الثقافة والقيمة الأردنية ودعم مختلف المجالات الاجتماعية في البلاد. وقد قالت فيما سبق: "نحن جميعًا أفراد من عائلة واحدة، ونحن نعمل جميعًا معًا من أجل تحسين حياة مجتمعنا". 

وتعتبر  العيداللة من المشاهير الذين يسعون جاهدين لدعم المجتمعات ومحاربة الفقر عن طريق العديد من المبادرات الخيرية والإنسانية. وبفضل جهودها المستمرة تمكنت من تأسيس مؤسسة الملكة رانيا العبدالله لتعزيز الإنسانية ومواجهة الفقر، كما شاركت بنشاط في العديد من المشاريع الإنسانية والتعليمية في العالم العربي وحول العالم. عندما تحدثت عن دورها في المجتمع، قالت: "أنا أعتقد أن معنى النجاح يكمن في القدرة على مساعدة الآخرين، وفي التأثير الإيجابي الذي يتركه عملك في الحياة الإنسانية." 

والملكة رانيا العيدالله تشغل منصب الرئاسة الفخرية لمبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات، وهي المبادرة التي أسستها الأمم المتحدة عام 2000 لزيادة حصة الفتيات في التعليم، وتحسين نوعية الخدمات التعليمية المقدمة للفتيات. وقد شجعت على العمل في مجال تعليم الفتيات وتوفر فرص التعليم لجميع الفتيات. وفي هذا الصدد، قالت: "يجب أن تكون التعليم متاحًا للجميع، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين أو الخلفية الاجتماعية". 

كما أنها تشغل دورًا هامًا في حماية حقوق الإنسان، حيث تعمل على تعزيز الوعي بأهمية الحقوق الإنسانية والمساواة بين جميع الأفراد. وتدعم النساء والأطفال واللاجئين والأشخاص ذوي الإعاقة لتحقيق حقوقهم ومساعدتهم على العيش بكرامة. بالإضافة إلى ذلك، فهي تعمل على مكافحة التحرش الجنسي والعنف ضد النساء والفتيات، وتدعو إلى تعزيز حقوق الأقليات ومحاربة التمييز والعنصرية في جميع أنحاء العالم. وقد قالت في ذلك "تعزيز حقوق الإنسان هو الأساس الذي ينبني عليه السلام والتعاون والتطور الاجتماعي والاقتصادي وجميع جوانب الحياة". 

وقد أسست العبدالله الجمعية الملكية للتوعية الصحية، عام 2005​ ، وهي مشروع يحمل اسم الملكة رانيا العيدالله، يهدف إلى نشر الوعي الصحي وتعزيز سلوكيات صحية لدى المجتمع المحلي. وتضم الجمعية فريقاً من المتطوعين والمختصين في مجال الصحة، حيث تقوم بتنفيذ برامج تثقيفية لزيادة الوعي الصحي لدى المجتمع. وتتماشى الجمعية مع الأولويات الصحية الوطنية لزيادة الوعي الصحي من خلال تطبيق برامج وقائية للصحة الجميلة، و يقول الموقع الرسمي لجلالة الملكة رانيا العيدالله: "النجاح في بناء مجتمع صحي يحتاج إلى الأفراد الصحيحين، وهم من يعرفون كيفية المحافظة على صحة جسمهم وعقلهم". 

باختصار، فإن المعروف عن الملكة رانيا العبدالله أنها ملكة عربية تُعرف بأنها من أكثر السيدات تفانياً واهتماماً للأسرة المالكة وحقوق النساء والأطفال. وبفضل هذا التفاني، حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة، مثل "نيشان الأمير هنري من رتبة الصليب الأعظم" و"النجمة العظمى لوسام الشرف للخدمات المقدمة لجمهورية النمسا". ومن خلال جمعية الملكة رانيا العبدالله لرعاية العسكريين وأسرهم، تركت بصمتها في مجال رعاية الجنود وطلاب المدارس، وهو الإرث الذي نأمل أن يتبعه الأجيال المقبلة. 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0