بفلم الشاعرة نسرين حسن
أيها العالم ...لاتكن خائنا ..باردا
كن كذبةً بيضاءَ كالياسمين
ضحكةً وغدةً أو عطرا يطلقُ من زجاجتهِ كسجين
افتح أبوابك لنا
وادخل عميقا في أرواحنا المتناثرة بين الزجاج...الأنقاض..البرد..الحزن
وكن أكثر اكتمالا من ورقة زيتون
تشابك بتجاويفنا السحيقة
حيثُ الالمُ قانيا كالحبر
لنرى السماءَ دافئةً كفراشِ الصوف
خالدةً كالموت
أيها العالم الغريب ...
كن ظهرَ سفينة ينحني الفرحُ تحت أشرعتها
لاتكن روتينياً كاللاهوت..الصلوات ...الجنازات
كن مباغتاً كالحياة..الحب ..الشمس..العقل
أيها العالم..ياسكينا غُرست في قلبي
سأشرح لك الحقيقة
الكلُّ أوغاد عبأتّهم الحروب بالرصاص والأحقاد
الكل أخرسٌ والدم يسيلُ من قلبي
شعبٌ يتقلبُ في نكبتهِ
كغزالٍ جريح
و الورد في شفتيه يحتضر
ومئات من الجهات الأربع غطت ملامحه
ليرتجف عاريا فوق الحبر...الدموع..السعال
أيها العالم أشعرُ برغبة في النوم
ليسقطَ الهدوءَ في غرفتي
وينشد القلقُ أغنيته على غبار القصيدة
القلقُ وحشٌ في الاعماق
فلسفةٌ تشعرنا بالرضى بالمتعة...
نعيشُ كالدود على جثة الليل
لا أرصفة...ولا ورود..ولا شرفات
من الليلِ إلى الليل
الكل يدخل غابةَ الموتى
يسندُ وركيهِ على سرّة الهواء
الجذعُ السميك للحياة
تدلى في الماء
وعلينا أن نكون حجرا تحت شمعةٍ
الضوءُ سيكشفُ أكوام الحطب
أين اللحم؟
الجوعُ غايةٌ غامضة...الحيتان تلتهم الأسماك
الوحدة تلتهم التأمل
وما الفرق بيننا وبينكم؟
الغابة للجميع والوقت والأرض
كل شيءٍ في مكانه
الشمس...الزمان...المكان
الاوغاد ....الابطال
العدالة...الصخرة
وكل هذا العالم بامبريالياته وامبراطورياته...عاهرةٌ تجرُّ وشاحها
فوق عظامنا
فتلمعُ النهاية الآتية من الساعة المعلقة على الجدرانِ المتصدعةِ
والنهاية ميتةٌ ولن تأتي
وهذا العالم شبحٌ غريبٌ يصرخ بلا سببٍ
تحت المطر...الثلج ...أنقاض الزلزال
أصبحنا خارج الزمن ..الكتب ..روايات الابطال
نحوّل الورقَ الأبيض إلى أحلام
الى بيوت مضيئة
نحوّل الضباب إلى أفكار
الرياح إلى حكاياتٍ
القمصان إلى أعياد حب
الدموع إلى مناقير عصافير
والضحايّا إلى بحّارةٍ وسيمين
إضافة تعليق جديد