الشتات الحلقة العاشرة "مخيم عقبة جبر"

الكاتب: 

الدكتور محمد ربيع

كاتب وشاعرومفكر - واشنطن دي سي
الأربعاء, أغسطس 25, 2021 - 06

بعد سقوط الثلوج بأسابيع، وبسبب الخوف من تكرر تلك التجربة القاسية، قرر والدي بناء بيت كبير مكون من غرفتين، وذلك بدل الخيمة الصغيرة التي كنا نسكنها. وفي الحال، ودون استشارة أي من المسئولين في المخيم، قام الوالد بمصادرة كل المساحات التي تحيط بالخيمة، استعان بشباب العائلة على جمع كمية كبيرة من القش، خلط القش بتراب أحمر أحضره من أريحا على ظهر حمار استعاره من صديق، نقل الماء من القناة التي تجري خلف الخيمة مباشرة، وقام على مدى أسبوعين تقريبا بتصنيع عدة آلاف من مكعبات الطوب. وقبل أن يحل الصيف، كان العبد أبو ربيع ومعاونوه قد شيدوا غرفتين كبيرتين مكشوفتين بلا سقف، أمامهما ساحة واسعة، أو حوش كبير، يحيط به سور مرتفع نسبيا بعلو متر ونصف تقريبا. ومن ثم قام العبد أبو ربيع بحفر حفرة عميقة في زاوية بعيدة عن غرف النوم، في أقصى الزاوية الشمالية الشرقية من الحوش، لتكون مرحاضاً خاصاً ولكن معزولاً، ولف من حوله سوراً من البوص والقماش وبقايا الخيمة المنكوبة. وهكذا أصبح بإمكان أفراد العائلة وضيوفهم استخدام مرحاض يوفر لهم الخصوصية، ونظيف جداً بمقاييس ذلك الزمان والمكان، وأعفاهم بالتالي من مشقة الخروج إلى الشارع واستخدام مرحاض عام لا تتوفر فيه الحدود الدنيا من النظافة أو الخصوصية أو الوقاية من الأمراض المعدية. 

بعد فترة استراحة كادت تطول، استأنف العبد أبو ربيع عملية البناء، حيث قام بشراء عدة قطع من الخشب الجيد، وضعها فوق الغرفة الشرقية، صنع كمية كافية من الطين المخلوط بالقش والتبن، وقام بسقف تلك الغرفة، ما جعلها تغدو غرفة عادية، ولكن بلا باب أو شباك، في مقدورها حماية من بداخلها من حرارة الشمس وبرد الشتاء وعواصف الربيع وزوابع الصيف الرملية إلى حد كبير. إلا أن سقف الغرفة غدا حاجزاً حرم من بداخلها من الصغار والكبار على السواء من رؤية القمر ومناجاة النجوم والتمتع بالهواء العليل الذي يندر مروره على ذلك المكان. لذلك، ودون إخوتي وأخواتي، اخترت الغرفة الأخرى بجدرانها الأربعة وسقفها المفتوح مكاناً خاصاً بي، أنام فيه في الليل، والتجئ إليه في النهار حين أكون بحاجة للهدوء، وحين أكون مضطراً للاستلقاء على بطني، فوق أرض غرفة خالية من أي أثاث لاستكمال واجباتي المدرسية وتسطير خواطري الفكرية والشعرية التي بدأتْ تتفتح بعد انتقالي للدراسة في مدرسة أريحا للبنين في عام 1952. 

كان البيت الذي بناه الوالد في مخيم عقبة جبر، وفي ذلك المكان المطل على خيامه بالذات، بمثابة قصر منيف يؤمه الزوار من كل حدب وصوب، خاصة أثناء ساعات الغروب وقبل هروب الشمس خلف الجبال، وكأنه شاهد يذكرهم بما فقدوه من بيوت. ولقرب البيت من قناة الماء، تمكن العبد أبو ربيع من ممارسة هوايته المحببة وزراعة بعض الورود والأزهار في ساحة البيت الكبيرة، بدأها بزراعة عباد الشمس، تلك الوردة التي تقف شامخة في النهار، تنحني في الظهيرة أمام عين الشمس خوفاً على وجهها الجميل من الجفاف، تطأطئ رأسها في المساء احتراماً لقدسية الليل وسواد عينيه، وتستقبل عين الشمس في الصباح الباكر بوجه مشرق باسم. كلما أتذكر تلك الوردة الرائعة واقفة تزهو بجمالها في ذلك المكان النائي القاحل، أتساءل من أين وكيف حصل العبد أبو ربيع على بذور عباد الشمس... هل يا تُرى كانت تلك البذور هي الشيء الثمين الوحيد الذي حمله معه من بلدته الحبيبة يازور، والرفيق الذي رافقه رحلة الشتات من دون أن ييأس أو يشيخ؟ يبدو أن القدر أبى أن يترك العبد أبو ربيع يغادر بيته وقريته لآخر مرة من دون أن يضع في جيبه شيئا يشم فيه رائحة الأرض الطيبة التي ولد فيها وغمرها بالحب عمراً. ليس من السهل الحصول على إجابة لتلك التساؤلات بعد أن مات العبد أبو ربيع وهربت الذكريات إلى عالم الخلود، لكن وجود بذور عباد الشمس دفعته حين استقر بنا الحال في عقبة جبر إلى إحياء بعض ذكريات الماضي وزراعة تلك الوردة الجميلة وغيرها من ورود ونباتات زينة. وحين رأيتها تتفتح في حديقة بيتنا العامر تذكرت أن آخر محصول لقطعة الأرض التي سجلها الوالد باسم جدتي كان عباد الشمس، الوردة التي لم يفارق حبها قلبي، ولم يغب جمالها عن عيني، ما جعلني أحاول كل عام أن أزرعها في حديقة بيتنا الكائن في منطقة واشنطن، لكن السنجاب يتسلق النبتة ويأكل الثمار قبل نضوجها.

 كان المهندسون الذين اختاروا موقع المخيم وقاموا برسم مخططاته قد أخذوا بعين الاعتبار التقاليد الشعبية الفلسطينية وخصوصية العائلة القروية وميلها العام نحو المحافظة من النواحي الاجتماعية، ما جعلهم يتركون مسافات كبيرة نسبياً بين كل خيمة وأخرى، وساحات واسعة أمام كل تجمع صغير من الخيام. ولقد ساعدهم على وضع وتنفيذ ذلك المخطط كبر حجم المنطقة التي أقيم المخيم على أرضها، وخلوها من الموانع الطبيعية كالجبال والتلال والوديان. وهذا سمح للوالد ولكثيرين غيره من سكان المخيم بمصادرة بعض المساحات الواقعة أمام خيامهم وبالقرب منها، وضمها إلى البيوت المصنوعة من الطين التي أقاموها مكان الخيام التي سكنوها. إذ بعد إتمام بناء بيتنا وبناء السور من حوله، وبسبب عدم اعتراض المسئولين على ما فعله العبد أبو ربيع، سارع الكثيرون من الأقارب والأصدقاء والجيران والغير من أهالي المخيم إلى تقليد الوالد، وإقامة بيوت مشابهة وفرت لهم خصوصية أكبر وحماية أفضل من الزوابع، ومن تقلبات الجو حيث تتفاوت درجات الحرارة كثيراً بين الليل والنهار.

إن تخوف العبد أبو ربيع من قيام  المسئولين عن إدارة المخيم بإجباره على هدم البيت واسترجاع الخيمة زال بسرعة حين جاؤوا لتهنئته وتشجيعه على استكمال بيته، وبدأوا باستبدال خيام المخيم ببيوت من الطين. ويبدو أن سياسة وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كانت تستهدف مساعدة سكان المخيم على استعادة الشعور بالأمن والاستقرار تمهيدا لتسيير عجلة الحياة، وتخفيف وطأة البؤس والحرمان. ولذا ما كاد ينتهي عام 1952 حتى كان مخيم عقبة جبر قد تحول بسرعة عجيبة إلى قرية كبيرة، تختلط فيها كل العادات والتقاليد واللهجات الشعبية الفلسطينية، شوارعها عبارة عن أزقة ضيقة، قليلة النظافة، كثيرة النفايات، تتجول القطط الضالة والفئران والصراصير والعقارب فيها حرة بلا حسيب أو رقيب، تستغفل الحشرات والحيوانات غفوة السكان لتنتقل من بيت لآخر بحثاً عن طعام أو فريسة تسطو عليها. ومع السماح بالبناء، واستمرار موجات اللاجئين الهاربين من البرد والراغبين في الانضمام إلى أقاربهم بالوصول يومياً، تضاعف حجم مخيم عقبة جبر، وتضاعف عدد سكانه أكثر من مرة خلال سنتين. ومع حلول عام 1954 كان عدد سكان المخيم قد تجاوز الاربعين ألفاً، ينتمون لأكثر من 106 قرى ومدن فلسطينية استولت عليها القوات الإسرائيلية وشردت سكانها. وعلى الرغم من تواصل عمليات الهجرة من مخيمات أريحا بدءاً من أواخر الخمسينيات، والانتقال إلى مدن عمان والزرقاء والسفر إلى الخارج، إلا أن عدد سكان مخيم عقبة جبر بلغ حوالي 50 ألف نسمة مع حلول عام 1967، عام الهزيمة. 

من ناحية أخرى، بدأ مخيم عقبة جبر، كما بدأت المخيمات الأخرى، ومن دون وعي أو تخطيط، في صهر الشعب الفلسطيني اجتماعياً وثقافياً في بوتقة واحدة. إذ لم تتبلور اللهجة الفلسطينية المعروفة اليوم على سبيل المثال، سوى في مخيمات اللاجئين التي ضم كل منها عشرات الآلاف من النازحين، حيث فرضت الظروف الحياتية الواحدة وضيق المكان، وحتم الاحتكاك المتواصل بين الناس في الشوارع والأسواق والمدارس والمقاهي، وحتى في السجون، توحيد اللهجات وتقارب التقاليد والعادات. إن من يستعرض التطريز على الثوب الفلسطيني التقليدي، وحتى أزياء الرجال القديمة، يلاحظ مدى تنوعها من حيث اللون والشكل وفنون التصميم بين منطقة وأخرى. كما وأن من يطلع على اللهجات التي كانت سائدة في القرى المتجاورة والمتباعدة على السواء سوف يندهش مما تتميز به لهجات وعادات وتقاليد الفلسطينيين من تنوع. وهذا إن دل على شيء، فانما يدل على عمق جذور المجتمعات الفلسطينية في التاريخ، خاصة القروية منها، واتجاهها إلى العيش في شبه عزلة عن جيرانها، وحرصها على تطوير تقاليد وعادات خاصة بها، وحبها لأرضها، وتمسكها بوطنها على مدى عهود وأجيال بلا عدد. وكما فرض التواجد القسري في مخيمات مكتظة بالسكان على الفلسطينيين نمطاً جديداً من التفكير والتواصل مع الآخر، أجبرتهم الظروف المعيشية والسكنية الصعبة على التعايش والتفاعل وتطوير ثقافة جديدة، اختلفت قليلاً عما تعودوا عليه في قراهم التي جاؤوا منها، اختلطت فيها تقاليد وعادات وقيم عشرات القرى والمدن والعشائر. 

كان العبد أبو ربيع من السباقين في التأقلم والتكيف لمتغيرات الحياة الجديدة، ولذا اتجه نحو التخلي عن بعض التقاليد والأعراف القديمة خدمة للصالح العام وتجاوباً مع احتياجات المرحلة، وهذا ساعدنا على أن نكون أكثر تحرراً من غيرنا من زملاء الدراسة وأولاد الجيران، وأكثر تطلعاً نحو التعليم من غالبية سكان المخيم. وحين انتقلنا للعيش في مدينة أريحا بعد سنوات، قطعنا شوطاً أطول في ذلك الاتجاه... الاتجاه نحو التعليم والتحرر من عبء عديد من التقاليد والعادات البالية. ومما ساعدنا على تحقيق ذلك الهدف بسرعة اتجاهنا نحو الاختلاط مع سكان المدينة ومن كان يسكنها من أبناء القدس والقرى المحيطة بها مثل العيزرية وأبو ديس. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العبد أبو ربيع وزوجته صبحه اتجها نحو تعليم الأولاد وتزويج البنات، ما جعل يُسرى ورهيفه تتزوجان في سن مبكرة، وفتح المجال لكافة الأبناء لمواصلة الدراسة الثانوية والجامعية. ولكن حين جاء دور ابنته الصغرى وداد، كان العبد أبو ربيع قد تغير كثيراً، ما جعله يعطيها فرصة كاملة، بل حرية كبيرة لم يتمتع بها أي من الأولاد من قبل، إلا أن وداد لم تحسن الاستفادة من فرصتها كما يجب، إذ توقفت عن الدراسة بعد نهاية المرحلة الثانوية، وانخرطت في صفوف حركة فتح، وتفرغت للعمل الوطني المتعلق بالضفة الغربية. 

أخبرني الوالد بعد ربع قرن من مغادرة جفنه، أنه حين وصل بعائلته إلى منطقة عقبة جبر في أوائل عام 1949 لم يكن قد تبقى في جيبه من أموال سوى ثلاثة قروش ونصف القرش، وأن ذلك الوضع المالي المزري والفقر المدقع كان  من أهم الأسباب التي دفعته لقبول عرض العراقيين بالسفر معهم إلى بغداد. كان على العبد أبو ربيع، وقد وصل إلى صحراء عقبة جبر القاحلة، أن يُعيل بتلك القروش القليلة عائلة كبيرة مكونة من تسعة أشخاص. وحيث أن ذلك كان مستحيلاً، فإن الحصول على مصدر دخل جديد، مهما كان متواضعا، كان أمراً في غاية الأهمية والإلحاح. وهنا جاء دور جدتي لتنقذ أولادها وأحفادها من السقوط في براثن الجوع وقسوة الفقر. كانت الحاجة حِسِنْ ثرية بكل ما كان لتلك الكلمة من معنى في مخيم يسكنه آلاف المُعدمين، وتنعدم فيه فرص العمل، ولا يصله من المعونات الخارجية إلا أقل القليل. لقد كان لديها من الذهب والعملة ما تزيد قيمته على 200 جنيه استرليني، وهي أموال جمعتها أثناء فترة تعاملها مع جيرانها من اليهود في يازور، ما جعل الحاجة حِسِن تغدو قارب نجاة اسهم في إنقاذ حياتنا وكرامتنا من الانهيار. 

لم تتوان الجدة عن تقديم الدعم المالي لأولادها خاصة عمي جمعة، كما أنها، وقد تعودت على التجارة، لم يكن باستطاعتها البقاء بلا عمل جالسة في خيمة تعصف بها الرياح والزوابع من كل جانب، وتقسو عليها الشمس طوال النهار. لذلك فتحت دكاناً صغيراً، كان والدي يساعدها في إدارته أحياناً، وكنت أقضي الكثير من الوقت إلى جانبها، أساعدها واسليها وتسليني بقصصها الشيقة. لم تقدم لنا الحاجة معونات مالية بعد استقرار الأوضاع المعيشية، بل كانت تقدم لنا بعض احتياجاتنا من المواد الغذائية المتوفرة لديها بلا مقابل. وبسبب حالة الفقر العام في المخيم، كانت مبيعات الدكان قليلة والإقبال على الشراء ضعيفاً للغاية، ما جعل مبيعات العدس والسكر والكاز والصابون النابلسي تشكل ما بين 70-80% من مجموع المبيعات. ومع بدء العمل في إقامة المخيم، بدأت وكالة غوث اللاجئين بتقديم معونات غذائية للناس، كان أهمها الطحين والزيت والسكر والحليب الجاف والبيض المجفف وعلب السردين، كما تبعتها خلال أشهر عدة منظمات إغاثة دولية، أذكر منها جمعية الكويكرز (Quakers) الأمريكية التي كانت تقدم للناس ملابس مستعملة تجمعها في أمريكا. وبسبب كبر حجم الأمريكيين عامة بالنسبة للعرب، كنت أشاهد صبية يلبسون بنطلونات وقمصان يتسع الواحد منها لاثنين أو ثلاثة من أمثالهم، وعليها كتابات بالانجليزية لا يفهمونها ولا يستطيعون قراءتها. لا أذكر أنني أو أيا من اخوتي أو أخواتي استعمل تلك الملابس على الرغم من أننا كنا بحاجة لألبسة جديدة. وهكذا تكاتفت عدة عوامل للإسهام في استقرار الأمور المعيشية: عمل العبد أبو ربيع مع وكالة غوث اللاجئين في مشروع نصب الخيام، الجدة والدكان، والمعونات الغذائية الدولية، ما فتح المجال لتحرك الحياة نحو الأمام، ولكن ببطء شديد مؤلم.

حين بدأت وكالة غوث اللاجئين عمليات توزيع المواد الغذائية الأساسية على سكان المخيم، قامت بإصدار بطاقات تموين لكل عائلة تُبين عدد أفرادها وأسماءهم وأعمارهم. وفي اليوم المحدد لتوزيع المعونات الشهرية، كانت السيارات المحملة بالمواد الغذائية تصل من أريحا في حوالي العاشرة صباحاً، وتبدأ عمليات التوزيع بعد تفريغ السيارات من حمولتها في المخازن. وحين يتم توزيع ما يكون قد وصل في ذلك اليوم من مواد غذائية، وهو ما كان يحدث عادة خلال ثلاث ساعات تقريباً، كانت عمليات التوزيع تتوقف، ولا تُستأنف إلا في صباح اليوم التالي. وبسبب حالة البؤس والفقر التي سادت حياة الناس في حينه، وفي ضوء عدم توفر أي مخزون من الطعام لدى معظم العائلات، فإن غالبية الناس كانت تذهب إلى مكان توزيع المعونات في منتصف الليلة السابقة على أمل استلام مخصصاتهم قبل نفاذ الإمدادات في اليوم الأول. كان الشيوخ والشباب والأطفال يصطفون في صفوف طويلة، وينامون أحياناً ساعات جالسين على الأرض في البرد في وسط الظلام، ينتظرون دورهم لاستلام حصصهم في اليوم التالي. وكان على كل من لا يحالفه الحظ في اليوم الأول أن يعيد الكرة من جديد في الليلة التالية، أو أن ينتظر بضعة أيام لاستلام حصته، ولقد شاءت الظروف أن أصطف أكثر من مرة مع المصطفين طوال الليل، وأغفو معهم ساعات، وأعيد الكرة مرة أو مرتين قبل أن أحصل على المخصصات. وفي ليلة من تلك الليالي، صحوت في الصباح لأكتشف أن ساعة الأوميجا التي كانت في جيبي قد اختفت... يبدو أن أحد الواقفين أمامي أو خلفي اغتنم فرصة نومي وسرقها... كنت في الواقع قد وضعتها في جيبي خوفاً عليها، وخوفاً من قيامها بإغراء أحد زعران المخيم ودفعه لمحاولة سلبها مني بالقوة. كان والدي قد اشترى الساعة من يافا في الثلاثينيات قبل زواجه من والدتي بأيام، ولذا كانت عزيزة عليه كثيراً، توحي له بذكريات سعيدة وتذكره بأيام جميلة. إلا أن الوالد أهداني إياها بعد حصولي على المرتبة الأولى في الصف الخامس الإبتدائي في تلك السنة، وتمكني من تحقيق تفوق غير مسبوق في المدرسة.
 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0