رواية غٌصَّة وسيناريو وحصار

رواية غٌصَّة وسيناريو وحصار
الجمعة, يناير 7, 2022 - 02

كتب : الدكتور سمير محمود - مصر

عن دار الأدهم للنشر والتوزيع صدرت للكاتب الصحفي ناصر خليفة "روايته الأولى" تحت عنوان "غُصَّة وسيناريو وحصار" الرواية  ترصد القضايا المجتمعية والنفسية وتسلط الضوء على 3 شخصيات هما "محمود" وزوجته "عفاف" وصديقه "علي"

"الخيانة الزوجية" دفعت "علي" للتخلص من صديقه ليخلو له الطريق مع "عفاف" .  "من منًا خَلَد إلى نومه ولم يتوسد «سيناريو» أعده لغَده.. ومن منَّا لم يندم على يوم باع نفسه للأوهام.. فالحياة مجرد «حبكَة رواية» تدور أحداثها في ساحات من خيال"، بهذه الكلمات استهل الكاتب والروائي ناصر خليفة روايته الجديدة "غٌصَّة وسيناريو وحصار"، الصادرة حديثا عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، والتي تقدم للقارئ تحليلًا لقضايا مجتمعية ونفسية يعاني منها المجتمع، في الفترة الزمنية بعد عام 2013.

وتسلط الرواية الضوء على ثلاث شخصيات رئيسية وتتعمق فى نفوسهم، من خلال علاقة ثلاثية معقدة، فهناك "محمود السيد"، صاحب الشخصية الطيبة الضاحك البشوش، لكنه خجول بعض الشئ، ويعاني من توترات نفسية وعصبية، الأمر الذي دفعه للميل أحيانا إلى العزلة، وقليلًا ما كان يرافق أحدًا من سكان حارة "المرزوقي"، المكان الرئيسي في الرواية، أما الشخصية الثانية هي "علي رفعت" الشاب الذي فصل من المعهد الأزهري بسبب ارتكاب بعض الحماقات داخل المعهد وخارجه مما تسبب في فصله من المعهد وطرده من القرية وهو في الخامسة عشرة، يظل شريدا ضائعا حتى يستغله احد قادة "جماعة إرهابية تعمل لصالح جهات مجهولة" يعمل علي رفعت لصالحهم في تجنيد بعض الشباب، يستمر حتى يحل بحارة المرزوقي ليقع في غرام عفاف وهي الشخصية الثالثة "عفاف"، زوجة محمود، الفتاة الجامعية والتي تتميز بالجمال الجذاب الذي يلفت انتباه معظم رجال الحارة، وهي تعاني من مشكلات في حياتها كزوجة مع محمود وهذا ما دفعها للميل نحو صديق زوجها علي رفعت وتعشقه وهي لا تعلم ان هذا العاشق سيكون سببا رئيسيا في قلب حياتها رأسا على عقب .

تدور أحداثها في أجواء اجتماعية ونفسية "متوترة" عند أبطال القصة واشتباكاتهم مع بعضهم البعض، من خلال ما تعكسه طبيعة النفس ومتغيراتها وتقلباتها في سياجات وسياقات النقيضين هما-الخير والشر- من خلال ما تسعى -هذه الشخصية أو تلك- نحو تحقيق الاحتياجات الخاصة ورغباتها  ماديا أو نفسيا ومعنويا .. في هذا الاطار جاءت الرواية محاكاة لواقع بعض البشر في مجتمعنا في حارة شعبية سماها المؤلف من نسج خياله "حارة المرزوقي" شخصيات الرواية هم من الذين تغلَّب عليهم "ضعفُ نفوسهم" وسيطر وتحكم في أهوائهم ودفعهم  في طريق الاستجابة لهذا "الضعف" حتى جرفتهم رغباتهم نحو مسارات مخالفة لقوانين الإنسانية والعُرف والشرع والأصول حتى أودت بهم لنتائج غير محمودة العواقب، خاصة عندما لم يتمكن هذا الشخص أو ذاك من تحقيق رغباته واحتياجاته بطريقة طبيعية ومنطقية وقانونية..  

 بالرواية عقد كثيرة إلا أن العقدة المحورية كانت بالحدث الأهم في الرواية وهو مستوحى من أحداث قضية لجريمة وقعت بالفعل في المجتمع، لكن المؤلف بنى عليها من خياله "حبكة الرواية" وخلق محاور أدت لحدث الذروة، فجاءت الرواية وكأنها موضوع مختلف، وقد تكون الفكرة ليست بالمبتكرة لكن المعالجة مختلفة وجديدة إلى حد ما.. نسج المؤلف شخصيات روايته من خلال  "غُصة" ومعاناة داخلية كُبتت داخل كل شخصية خاصة شخصية الأبطال الرئيسيين "علي ومحمود وعفاف" .

تتصاعد الأحداث من خلال صراع شخصيات الرواية، وتتوالى الأحداث من خلال سرد أقرب ما يكون من سرد سيناريو كما يقول المؤلف نفسه " إنه يعتبر الرواية هي "سيناريو روائي" فمن الواضح تفوق اللغة الصحفية على اللغة الأدبية مما جعل الأحداث وكأنها تجري بميكانيكيه" حتى تصل للنهاية..

تمتاز الرواية بسهولتها وبساطتها، فعندما تقرأ الرواية تجد نفسك مشدودا مع الأحداث  وتقرأ بتشوق ورغبة في الاستمرار دون توقف.. جاءت لغة السرد سهلة والاسلوب بسيط وسلس، فلا يجد القارئ صعوبة في متابعة القراءة وفهم المعاني والرسائل التي بين السطور من خلال الفكرة ومعالجتها.. استطاع المؤلف أن يخلق تفاعل مع الشخصيات وحواراتها --التي جاءت بالعامية المصرية-- في المواقف والأحداث، حتى أنك تتصور  الشخصيات وكأنها تتحرك أمامك.
تنتهي الرواية بنهاية ربما يتفق معها القارئ أو يختلف .. لكنها نهاية حتمية وضرورية من وجهة نظر المؤلف
 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0