سيناريو وحوار قصة بقلم الكاتب ناصر خليفة

الكاتب ناصر خليفة
الكاتب: 

الكاتب ناصر خليفة

كاتب حر
الأحد, نوفمبر 14, 2021 - 03

قبل شهرين كنت على موعد مع صديق لم أره منذ سنوات بعيدة، وبمحض الصدفة عثرت عليه صديقا عند أحد الأصدقاء الفيسبوكيين فتواصلت معه حتى تأكدت أنه هو ذاته  أحمد السيد المظلوم زميل الدراسة المختفي، فبعد أن تخرجنا من الجامعة؛ فرَّقت بنا السبل وحالت بيننا تداعيات الحياة خاصة بعد أن علمت أن  أحمد قد غادر القاهرة عائدا إلى موطنه الأصلي في "أرض المظلومين" بعدها انقطعت أخباره إلى أن أهداني  الفيسبوك إليه، سعدت به كثيرا وسعدت أكثر عندما وجدته قد عاد للقاهرة من جديد .. تواعدنا حتى التقينا على كافيه وسط البلد، تعانقنا عناق المحبين المشتاقين.. فهو نعم الصديق المهذب وصاحب الفكاهة والشعر ايضا .. طلبت له قهوته وقدمت له سيجارة فقال: بطلت السجاير فقلت له : الحمد لله عقبالي يا صاحبي .. فلحقني : لكني "اشيش" .. فضحكنا وطلبت له الشيشة وأخذنا نتجاذب أطراف حديث ذكريات الزمن الحميل من جهة، ثم ما آلت آليه أحوالنا الاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى  .. مر الوقت في ضحك وسرور وبهجة لقاء الأحبة .. إلى أن سألته عن أحوال عائلته فتغير وجهه وبدا عليه الوجوم و الحزن والأسى ! وكأني وضعت يدي على جرح به مندمل حتى انهمرت عيناه بالدموع فقلت له : ماذا بك ماذا حدث ؟! جفف دموعه ثم قال بصوت متألم :  ألم تعلم بما حدث لعائلة مظلوم ؟ قلت لا لم أعلم شيئا واردفت أتساءل  : ماذا حدث ؟ هل أصابكم مكروه ..!؟ كان احمد لا يزال واجما غاضبا فلم يستطع الكلام فقال : قصتنا حكاها جدي قبل سنة في لقاء مع برنامج إذاعي ! ألم تسمع به ؟
قلت له لا .. صمت أحمد برهة وكأنه يتذكر شيئا ما، ثم مد يده وأخرج من جيبه هاتف وأخذ يقلبه..
ثم قال : اقرأ هذه القصة التي كتبها صحفي مصري بأسلوبه حين سجل حلقة من برنامج اذاعي اتصل جدي بالبرنامج ليحكي  ملخصا لمشكلتنا مع الحرامي الذي سرق بيتنا،  كان جدي يتأمل في هذا البرنامج خيرا لتوصيل صوت قضيتنا لعلهم يجدون لها حلا عادلا .. واستطرد احمد يقول :  اقرأ يا صديقي وبعد الانتهاء سوف نكمل حديثنا .. 
-- وبدأت أقرأ ما كتبه الصحفي المصري حين فرَّغ الحديث ودونه باللهجة المصرية : 
● اهلا وسهلا بكم أعزائي المستمعين في برنامج  (فتاوى على هوانا ) 
-- الو سامو عليكو .. سامو عليكو .. الو  سامعيني .؟!
-- المذيع : وعليكم السلام اتفضل يا فندم معاك برنامج "فتاوى على هواهم" .. نتعرف بحضرتك ..!؟
-- معاكم الحاج مظلوم ابو العربي ..
-- المذيع بصوت ضاحك: اهلا وسهلا يا حاج مظلوم .. اتفضل بسؤالك يا حاج  ..  بس قلنا الاول أنت بتكلمنا منين ! 
- بكلمك من ارض المظلومين !
-- المذيع يكرر الضحك ويقول: تحياتنا لأولاد عمنا في أرض المظاليم .. احنا معانا في الاستوديو الشيخ "خراش أبو العلا الورداني"  رئيس "جمعية تحرير الفتاوى" وصاحب كتاب (أصول الحكاوي في طبخ الكرشة والعكاوي) هيجاوبك  اتفضل قول مشكلتك يا حاج مظلوم .. اتفضل  سامعينك ! 
اندهش الحاج مظلوم ومن حوله مما قاله المذيع لكن فضلوا أن يعرضوا مشكلتهم لعلهم يجدوا من ينصفهم وينصف قضيتهم ولو كان على يد الشيخ خراش ابو العلا الورداني الذي لم يسمع فيه أحد من قبل ! 
استمر انقطاع الصوت حتى تحدث المذيع يقول : اتفضل يا حاج مظلوم ساكت ليه !
--مظلوم :  شوف يا بيه : من كم سنة دخل علينا حرامي في غفلة  سرق غرفة من بيتي احتلها قهر وقعد فيها ومعاه سلاحه وناس من بره ساعدته لحد ما اتمكن وطرد أولادي اللي كانوا في الغرفة بعد ما ضربهم وأصابهم بطعنات ! انا دافعت انا وولادي وبعض أولاد عمي وجيراني لكن مقدرناش عليه يا بيه ! جريت أيامها على الشرطة لكن بدون فايدة يا بيه .! الشرطة قالت يبقى الحال على ما هو عليه !  وانا ارتضيت قهر وظلم وغصة  من الحرامي المجرم العدو مغتصب .. قاطعه المذيع وهو يقول : طيب يا عم مظلوم الحكاية دي من سنين ولسه لحد الان الحرامي موجود ؟!  
-- يا بيه منا هكملك الحكاية اصبر عليا الله يرحم والديك 
-- المذيع : اتفضل بس اختصر علشان فيه غيرك منتظرين من ساعة عالتليفون .. 
-- يا بيه محدش مصيبته أكبر من مصيبتنا أنا وأولادي..! يا بيه اللي منتظر من ساعة غير اللي منتظر من سنين وسنين !
ثم أردف مظلوم يروي حكايته مع "الحرامي" الذي  اغتصب بيته .. فيقول :
يتبع بالجزء الثاني  ،،


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0