مراوحةٌ شعريّةٌ بين الشّاعر النّاصر السعيدي من تونس والشّاعرة بُشرى محمّد من سوريا

مراوحةٌ شعريّةٌ بين الشّاعر النّاصر السعيدي من تونس والشّاعرة بُشرى محمّد من سوريا
الثلاثاء, فبراير 28, 2023 - 06

بقلم : النّاصر السعيدي  و بقلم : بشرى محمّد

ورقة أدبية من إصدار مجلة الفنون والإعلام 

 

وسآتيكِ كلّما استحالَ اللّقاءْ ،
عند الأصيلِ ، عند المساءْ ،
كلّما اشتقتُ إلى البُكاءْ ،
أبتغي دفئًا ، وأشتهي حُضنًا ناعمًا ،
فَمَنْ غَيْرُكِ يضُمّنِي ؟
لأشكوهُ حُبًّا ملتهبًا 
وخيانةً وهجرًا 
وخذلانًا ودُعَاءْ //
فكلّ الذين عرفتُهُمْ مَرُّوا على جسدي
وتناثروا على الأرصفة كأوراق الخريف 
ثمّ داسُوا على رُوحِي ، كما الرّحَى //
سآتيكِ وقد أنهكتْكِ الأيّامُ
أشتهِي منك الشّفاءْ ،
فكلّما صحوْتُ يُغرينِي ضُعفكِ
وقد أجْلُدَكِ بسياطِ اللّوْمِ
لا يرهبُني منك ألمُ الصّراخِ وقت الدُّجَى ،
آتيكِ لأشكو لكِ :
كيف زاروني وقد أنهكهُمْ ضعفهُمْ
ولانَتْ عظامهمْ
وخارتْ قواهم خائبينَ خاسئينْ ،
فكنتُ لهم طبيبا ، وكنتُ لهم سبيلا ً
وعاندْتُ لأجلهمْ الفصولَ والطّقُوسَ
وصيَّرْتُ خريفَهمْ ربيعًا ، يزهُو بالخمائلِ والياسمينْ ،
ولمّا أكملَ الموسم رحلته 
مرّوا على أشلائي 
غير عابئينْ ، غير مكترثينْ 
هامسينَ ، شاكرينْ //
أصارحْكِ يا سيّدةَ الحُسْنِ
دَعِي قلبكِ يستكينْ ،
أعترفُ ، أنّه ما كان يوما المُبتغى ،
كان فقط الطّريقْ ،
لا أدري ، للشكِّ أمْ لليقينْ ///

*بقلم : النّاصر السعيدي 
.....................................................
دائما تأتيني متألما باكيا.. 
 أحتضنك ومن غيري يحتويك
 تشتكي نار الحب
 لوعة الخيانة ، الهجر و الخذلان 
كل من عرفتهم مروا على جسدك كأوراق الخريف
 على الأرصفة داسوا على روحك كالرّحى 
ثم تأتيني وأنا المنهكة كي أداويك...
 في كل صحوة لك تصفع ضعفي
 تجلدني بسياط اللوم
 وأنت من يصرخ ألما 
تخبرني أنهم زاروك ضعافا
 فكنت السبيل وكنت الطبيب 
وكنت في خريف عمرهم الربيع 
وعند انتهاء المواسم مروا على أشلائي وشكروك...
 اهدأ أيا قلبي ، لم تكن يوما المبتغى ،
 كنت فقط الطريق ...

*بقلم : بشرى محمّد


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0