أزواج متحولون وزوجات متحولات

مقالات عامة
ريم ملاك تكتب : أزواج متحولون وزوجات متحولات
الكاتب: 

ريم ملاك

كاتبة وشاعرة - تونس
الخميس, ديسمبر 1, 2022 - 02

 

الزواج هو أسمى العقود وأقدسها في هذه الدنيا وهي شريعة الله عز وجل حيث جاء في كتابه العزيز في سورة النّساء: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}. 

 

 

والزواج كان ولايزال أنسا وسكنا وميثاقا غليظا بين قلبين وروحين تواعدا على الإخلاص والوفاء قال الله تعالى في سورة الرّوم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}.

ولكننا  أصبحنا نشاهد لللأسف الشديد في حياتنا اليومية وفي مجتمعاتنا العربية والاسلامية تجاهلا لهذه القيمة الإنسانية  فنرى أزواجا وزوجات يعيشون إزدواجية في الشخصية وتراهم يتخذون أصدقائهم أو صديقاتهم في العمل أوخارجه  بديلا عن شركاء حياتهم فتراهم يتصرفون معهم بحرية مبالغ فيها وينقلون أخبارا عن بيوتهم وأسرار عن عائلاتهم  وهذا وإن كان محرما شرعا فهو يعتبر خلقا سيئا وتصرفا مشينا.ولا نتحدث عن البشاشة واللطافة خارج البيت فترى الزوج مع أهل بيته يكون عبوسا قمطريرا وعندما يكون خارجه يتحول لإنسان آخر ماشاء الله حسن الخلق والخلق، طيب القلب وخفيف الروح.لا أدري سر هذا التحول ولكنني أتساءل دوما كيف لرجل سوي يقدر حياته الزوجية ويتحمل مسؤولياته العائلية أن يتصرف هكذا تصرف وهو يعلم جيدا أن بيته يعني زوجته ورفيقة دربه ويعني أيظا أبناءا ينتظرون كل يوم عودته بوجه بشوش وعيون ضاحكة وحضن دافي.الحال مثله مع الزوجات فترى الواحدة منهن تخرج من بيتها وكأنها مدعوة لحفل زفاف فترى اللبس المثير والوجه المدهون بالأصباغ ورائحة العطور والضحكات والبسمات  أما ما رث من الثياب والوجه الشاحب والصراخ فهو من نصيب زوجها وأولادها.هنالك رجال للاسف الشديد لا يقدرون الحياة الزوجية ولا يفقهون حتى فن التعامل مع الزوجة وكل تفكيرهم  كيفية الزواج بأخرى فهذا أكبر همهم ويهددون ويتوعدون في أية مشكلة تعترضهم مع زوجاتهم بأنهم سيتزوجون بثانية ولا يعرفون بأن هذه العبارات حتى وان لم تكن صادقة لأن أغلبهم عاجزون حتى على تلبية احتياجات زوجة واحدة فان مثل هذا الكلام يعكر صفو الحياة الزوجية ويزعج نفسية الزوجات والأبناء على حد السواء.كذلك المرأة تراها في أية مشكلة تعترضها مع زوجها إما أن تروح لبيت أبيها تعتصم هناك أو أن تحول بيتها لحلبة مصارعة وهي لا تعلم أن الغلبة لن تكون لأحد فالكل خسران وأولهم الأبناءأدعو كل زوج أن يراعي الله في زوجته أن يكرمها ويعاملها بالحسنى أن يلتمس لها الأعذار فهي التي تطبخ وتغسل وتراعي أبناءها وليكن تصرفه كتصرف الرسل والصحابة. وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو أعظم مثال فقد كان خلقه القرآن، و كان لينا وكريما ولطيف المعشر، وكان طلق الوجه ليس عبوسا، ، ينادي كل زوجة من زوجاته باسم تحبه وكان يساعدها في أعمال البيت .

وأدعو كل زوجة إلى أن تراعي الله في زوجها فهو ليس مجرد آلة لكسب الرزق وتوزيعه عليها وعلى أبناءه فقط بل هو رئيس العائلة وحاميها فوجبت مشورته والإهتمام به وتقديره واحترامه.

لا أنكر أن صعوبات الحياة والظغوطات النفسية التي يتعرض لها الأزواج يوميا لها دور في ضيق الخلق وهذا ما يجعلهم يتحولون من حال إلى حال  ولكن لا بد من إيجاد حل للتوازن النفسي داخل وخارج الأسرة .والوجه البشوش المبشر الذي يلاقي به كل طرف أصدقاءه عليه أن يحتفظ حتى بالقليل منه عند عودته لمنزله وإن كان يتعلل بالعمل والتعب طول اليوم فالطرف المقابل  يتعب أكثر منه. فالزوجة تحتاج لرجل يكون لها وقت الحزن صديقا ووقت الحاجة حبيببا ووقت النصيحة أخا ووقت الشدة أبا تريد رجلا تهرب إليه لا منه رجل يشعرها بالأمان لا بالخوف والهوان .والرجل يحتاج إلى شمس صباح في بيته إلى لؤلؤة تضي حياته إلى بدر دائم لا يغيب ويكون معه في كل زمان ومكان


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0