الإساءة العاطفية ...!!

مقالات عامة
الكاتب محسن الحاتمي يكتب : الإساءة العاطفية ...!!
الكاتب: 

الكاتب محسن الحاتمي

كاتب حر - سلطنة عمان
الأربعاء, أغسطس 23, 2023 - 08
الايذاء العاطفي أو النفسي يبدأ بطلب وينتهي بالتهديد... هو أحد أنماط أساليب التلاعب النفسي حينها  المعنف يتخذ  مدخل التحكم بمشاعر المستهدف تدريجياً والسيطرة عليها بأساليب قبيحة أو إقناعه برؤية الاشياء وفق منظوره الشخصي لتحقيق مكاسب شخصية لصالحه متجاهلا النتائج والآثار المترتبة على الطرف الآخر بغرض اقصاءه وتحطيمه وثنيه وعزله في دائرة مغلقة محاطا بكومة هائلة من الشك و التحطيم وجلد الذات وسلب مفهوم الثقة بالنفس منه والسيطرة على قراراته وغالبا ما تكون مرتبطة بوجود علاقة وثيقة بينهما ، وهنا ليس كل إنفجار عاطفي يعتبر إساءة عاطفية بالأحرى  لا تتسرع إلى منادات زوجتك بالمسيئة  عندما يحدث سوء تفاهم بين الزوجين لعدم القيام بالواجبات الأسرية أو ينتقدك أحد الزوجين أو أحد أفراد العائلة . كل هذا يعتبر  طبيعي ، إنها دلالة واضحة على أننا جميعًا بشر لسنا معصومين من الوقوع في التقصير والخطأ. فقط الرجل الآلي الذي لا يشعر بالعاطفة والإحساس معدوم الضمير. وهنا يمكن أن يكون النقد مبررًا جيدًا، وكلنا نحتاج ببساطة إلى الابتعاد عن شيء ما أو شخص ما من وقت لآخـــــــر  ....!!  إن الأعتقاد السائد لدى الأغلبية من الناس بأنه نمط من أنماط الإبتزاز اللفظي يمارس تجاه المستهدف كالتقليل من شأنه ومحاولاً السيطرة عليه وعزله عن العائلة والأصدقاء  و إنتقاده بشكل دوري متكرر متعديا بذلك كافة الحدود والخطوط الحمر وممارسة عليه أساليب الهدم والإيذاء الأكثر غموضا وغير واضحة للعيان مثل التخويف والتلاعب النفسي ومنعه من الإستمتاع والفرح  باذلاً مجهودا ليفسد عليه كل ما من شأنه لتطوير ذاته ويحد من قدراته  إلا أنه أعم من ذلك وأشمل عكس الإيذاء الجسدي، والإساءة العاطفية تأتي متكررة زائرة في كل مرة وبأنواع وطرق مختلفة ويمكن التمييز بينها وبين الأذى الجسدي إلا أن الأساءة العاطفية صعبة الإكتشاف والظهور في طور بدايتها ومراحلها الأولى تتخذ دوماً نمط يمكن تمييزه من خلال تعاملك مع الشخص، ويمكن أن تتخذ الإساءة العاطفية على شكل الوصف بالألقاب، أو التحقير ، أو أي سلوك يجعل الشخص يشعر بالتقليل من شأنه أو أنه لا قيمة له. وهذا من شأنه في بعض الحالات، ان يبدأ الشخص في الاعتقاد بأنه قبيح أو غير مرحب فيه أو نذر شؤم ، أو أنه لا يمكنه بتحسين وتطوير أداءه  من الشخص الذي يتعامل معه ..!!  ومن تأثيرات الإساءة العاطفية عليك لدرجة إن المعتدي باستطاعته أن يغيّر من شخصيتك، فتجد نفسك كثير الاعتذار والانسحاب بسبب أو دون سبب، وتردّ بإنفعال شديد سواء أكان من يؤذيك حاضرا أم غائبا وله المقدرة على أن يغيرك تماماً دون ترك أثر أو خيط تقوده بأنه أساء إليك عاطفياً  بمثابة السم اللفظي الذي لا يسهل تعقبه .ومما يميز المعتدي ببراعته في التلاعب النفسي اللفظي والأسواء من هذا كله يشعرك بالقهر فهذا أسوأ الإيذاء العاطفي تاركاً كيانك محطماً قد اخترق ذاتك واصابه بالشلل المحبط الكئيب منزوع الثقة بالنفس والإعتماد على الذات مدمراً حينها جدار حماية الذات من التعافي السريع في الوقت القصير  ويجب علينا دوما ان نبقى على يقظة تامة و المقدرة على التمييز بين السلوكيات المسيئة و الصحيحة وعمل درع حماية وتحصين الذات من أية اختراقات من شأنها تدمير وإساءة الذات ولا تبقى عرضة للتٱكل والهشاشة التي تفتك بتقدير الذات ونزع كيانها واستقلالها ، لذا من الصعب جداً  أن يكتشف المستهدف أنه يتعرّض للإساءة أو يميّز أنماط الأذى الذي تعرض له .... إن التعافي من الايذاء العاطفي  يعتبر صعوبة جدا والتعري والظهور بهشاشة ذاتك  والافصاح أمام شخص آخر و تخبره بتعرضك لشكل من أشكال تلك الإساءة ،لكن بمجرد البدأ والتفكير في محادثة شخص ما محل ثقة يعتبر خطوة إيجابية وتقدم ملموس لتحررك من ترسبات وتراكمات تلك الإساءة وكيفية التحرر منها ولكي تستجمع شجاعتك وترمم ثقتك بنفسك وإعادة انعاشها لتقر ما تمر به ولربما حاولت ايقاف تطور تلك الإساءة وبمجرد التحدث مع من تثق بهم سيشعرك انك لست وحيدا في مواجهة تلك العاصفة انك لست ضعيفا وقد يشاركك تجربته المشابهة وحينها تلتمس منه عزاءا يهون عليك مشقة سوابق تجربته  ....

Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0