الداخل الإسرائيلـــــي في سن 75 من التآكل والتصدع ..

مقالات عامة
الكاتب محسن الحاتمي يكتب : الداخل الإسرائيلـــــي في سن 75 من التآكل والتصدع ..
الكاتب: 

الكاتب محسن الحاتمي

كاتب حر - سلطنة عمان
السبت, مارس 11, 2023 - 00

 تفتك بحكومة نتنياهو الحالية أشد الانقسامات نتيجة التشريعات القضائية التي أقرها وهي في حالة شرخ عميق بين الأحزاب المؤيدة والمعارضة وحالة من عدم الانسجام التام وتعدد أشكال المعارضة لدرجة تأثيرها السلبي على قوات الاحتياط، بأن "إسرائيل تتآكل من الداخل " 
إن قضية تآكل المجتمع الإسرائيلي من داخله قضية تبدو من الطبيعي لأنه مجتمع غير متجانس، وبين مكوناته تناقضات دينية وأيديولوجية وحضارية، إنه مجتمع يقوم على تجميع الشتات اليهودي صاحب الثقافات المتعددة والمتباينة من دول مختلفة سياسياً واجتماعيا ، التي لا تقبل الانسجام ككتلة واحدة عند الإقامة في (إسرائيل) ومهما حاولت الشخصيات اليهودية الإصلاحية لحل هذه الإشكالية التعددية إلا أنها كل مرة تقابل بالفشل لأسباب تزايد قوة اليمين واليمين العقدي مما يعزز هذا الفشل في كل جلسة ومحاولة لملمة إصلاحية ، وتجعل من العقديين أصحاب حقّ توراتي في حكم الدولة، وقد عبّر عن ذلك سيموتريتش، وبن غفير، وهما يجران بالحكومة للتعامل مع الضفة الغربية ، والسكان العرب، تعاملًا دينيًا توراتيًا و كان لبلدة الحوارة وما قادته ميليشيات التطهير العرقي في كشف الوجه الحقيقي وطبيعة تعامله مع السكان العرب ، وبالإضافة إلى  التباين بين الأحزاب الدينية فيما بينها، وهذا التنازع ليس وليد المشكلة القضائية فحسب ، بل هو سابق عليها، وهو نتاج  مجتمع غير متجانس في مكوناته، ووليد حالة استقواء عنصري متغلغل له مستويات متباينة، لذا من الطبيعي أن يتآكل مجتمعهم من الداخل، والأزمة القضائية الحالية تزيد حدّة هذا التآكل. ومهما أمتلكت من القوة العسكرية، والقوة الاقتصادية فهي لا تمنعان من التآكل الداخلي ، ولكنها تؤخر السقوط فقط  إلى وقت آخر فهي بمثابة وقتية .... فيما ظهر التهديد الوجودي للإستثمارات  والتداعيات الاقتصادية و تلاشت الثقة الاقتصادية والإستثمارات بدأت تقل وتيرتها عن السابق وسيتدفق المستثمرون إلى الخارج وخاصة الذين يخدمون في الإحتياط وهم من الفئة التطوعية بحثاً عن مصدر رزق آخر لهم. ناهيك عن مغادرة كبرى الشركات التقنية المتقدمة وشركات التامين وباقي الشركات الأخرى تحذو حذوها ... فيما  ترتكز قوة  "إسرائيل" في الولايات المتحدة إلى 3 ركائز: قيم مشتركة، مصالح مشتركة، والقوة السياسية للمجتمع اليهودي والإنجيلي فإن  الثورة على النظام تخرّب كل الثلاثة... أساس القيم تصدّع، المجتمع اليهودي منقسم ويبتعد، وشراكة المصالح قائمة على قوة عسكرية واستقرار اقتصادي مما يظهر علامات إستفهام كبيرة بحاجة إلى أجوبة مقنعة وحلول شافية .
مما يجعلها عرضة للتجاذبات وعدم التكيف المجتمعي وفي حالة من عدم الإستقرار و تعيش في صراع شديد داخلي في خضم المظاهرات نتيجة إقرار تشريعات قضائية جديدة مما أنعكس سلبا على الشارع الإسرائيلي سواء" المدني أو العسكري معا وما نتج عنه تخوف شديد وقلق على مستقبل كيانهم الصهيوني أما أن يخسروا أو يربحوا كيانهم أو المحافظة عليه وقد يقود بهم إلى إعلان حالة التمرد والعصيان للمؤسسة العسكرية وأيضاً حتى المدنية وعلى كل من المؤيدين والمعارضين وهي على شفا اندلاع حرب أهلية مناهضة وما تسببه من أعمال عنف وتخريب بالممتلكات وفوضى عارمة ، حينها سيبقى في حالة من عدم الاستقرار للجيش الإسرائيلي إلى أي جانب ينحاز مع أجهزة إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية فيما تشهد إسرائيل حالة استقطاب حاد بين الحكومة والمعارضة، وصلت إلى حد تحذير وزير الدفاع السابق بيني غانتس من اندلاع "حرب أهلية " و سيبقى كيان الاحتلال في حالة مستمرة من التناقضات الداخلية العميقة في التآكل الداخلي المستمر .... والكثير من التطورات التي تجري في إسرائيل تنذر بتآكل كبير يعكسه النقاش العام الدائر ما بين الهجرة المعاكسة والتفسخ الاجتماعي والانقسام وانهيار القضاء وهذا نستنتج أن سيطرة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية ولا يمكن استنساخه لباقي الدول ابداً .  علاوة عن الأخطار التي تهدد وجودها وتؤرق مضجع كل يهودي فهي تعاني خطر وجودي قائم على حدودها الغير ثابتة ابداً وعلى سيادتها الغير محصنة فهي هشة في كل لحظة أن تتأزم وتقع في مأزق ونستشهد من ذلك عندما قال العميد عيران أورتال، قائد مركز دادو للدراسات العسكرية متعددة التخصصات وضعنا العسكري ٱخذ في التٱكل وليس التحسن وأيضاً قال: إن "حماس وحزب الله اللتين كان يُنظر إليهما في السابق على أنهما جماعات ضعيفة الموارد؛ يمكنهما تنفيذ تفجيرات عرضية وهجمات كر وفر صغيرة، تمتلكان الآن قدرات مرتبطة بجيوش الدولة، ويشغّلون طائرات بدون طيار، وينفذون هجمات وحربًا إلكترونية ، وعلى نحو متزايد، تشتمل ترساناتهم الصاروخية الكبيرة و-لكن غير المتطورة- على صواريخ دقيقة يمكنها استهداف البنية التحتية الإسرائيلية الرئيسية، مثل محطات الطاقة والمكاتب الحكومية والجسور، ناهيك عن قواعد الجيش الإسرائيلي ومدارج الطائرات، وفق أورتال .... وأشار إلى أن إدخال نظام القبة الحديدية المضادة للصواريخ، على الرغم من نجاحه التكتيكي، "لم يفعل شيئًا لإقناع أعداء إسرائيل بخلاف ذلك، وهذا يشير إلى أن عمليات الردع قد وصلت إلى طريق مسدود وشدد على أن "عمليات الردع لم تستنفذ نفسها فحسب، ولكن بعد فوات الأوان، عجّلت من نطاق وقوة التهديدات ضد إسرائيل " – وستبقى شراكة عداوتها سارية ونشطة وبوتيرة متطورة جداً مواكبة للحداثة التكنولوجية طيلة السنوات القادمة مع الدول الممانعة وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة للحركات المقاومة وما تمتلكه من صواريخ عابرة الحدود ودقيقة التصويب وكذلك الطائرات المسيرة بمدياتها الطويلة خطر قائم لا يمكن الاستهانة به . 

 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0