الدكتور جمال أبو نحل يكتب :: حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ من قَسْوَرَةٍ

مقالات عامة
الدكتور جمال أبو نحل يكتب :: حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ من قَسْوَرَةٍ
الكاتب: 

الدكتور جمال أبو نحل

كاتب، باحث، مفكر ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين، والعرب
الأحد, مايو 1, 2022 - 22

مُرُالأيامبِحلُوهاِومُرهِاويَمضيِ كل شيءٍ، ويسير بِنا نحو المصير، سواء بِالأمرِ العسيرِ، أم اليسير. وأكثر أبناء الأُمة العربية، والإسلامية لاهيةً قُلوبهم التي في الصُدُور، وبعضهم مَسرور  في مُلهِيات هذهِ الحياة الدُنيا وزخارفها، وبما في القصور، من الذراري، والعطور، واَلَسُرُر، والحرير؛ وبعضهم غارق في مشاكِلها، وهمومها، وكأنهم يعيشون في القبُور!؛ مُنهكين مُنهَمِّكين باحثين عن لقمة الخُبز المُر!؛ ولِكل بداية نهاية، وهكذا ينتهي كل عام شهر رمضان المبارك، ولكنهُ سوف يعود، وكذلك سوف تنتهي أعمارنا، فالبعض منا كان العام الماضي بيننا، وقد رحل عنا للأبد وسكن في ظُلمة المقابر، ولن يحُور مرة أُخري للدورِ أو القصور؛ و تستمر الحكاية وتدور عجلة الزمان مُسرعة بنا فيما لا يزال المسجد الأقصى المبارك أسير يُدنَسهُ الصهاينة من غيرِ تحرير!!؛؛ رغم كونهُ أقدس بقاع الأرض بعد مكة المكرمة، والمدينة المنورة؛ فهل لنا من أمير بصير يُعيد المسَرى، ويحرر الأسري، ويعيد من هُجِّر إلى فلسطين والديار. ويحِل العمار بدل الدمار، والعار؛ أم سيبقي مصير فلسطين، والمسجد الأقصى  الأسير مجهول؛ و خط  السيرِ، والمسير للتحرير مجهول والأرضُ بِنا تستمرُ تدور، تَمور، وتَبُورْ  من غير أن يبزغ  فجر النور، والتمكين، وتحقيق النصر. لقد ذهبت عن فلسطين، وأهل القدس أيام العبير، والسرورِ، والنور، والعطور، والفتح، والتحرير، والعبور، والذي كان في عهد الصحابي الجليل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والصحابة الأبرار، وكذلك في زمانِ  صلاح الدين ومن معه من وزير، وثوار مجاهدين أبرار.

فمنذ زهاء القرن قد حل ظلام الظَُّلامْ من عِصَّابِة الاحتلال الكٌفَار أصحاب البقرة، والثورِ، والسفور، والثبور، والفجور، والشر، والضُر، والحروب، وكل الشرور!. وأغلب الأمة نائمة، والدماء في القدس تنزف، وتسيل من مُحتلٍ غادرٍ بلا ضمير!؛ كل ذلك يجري على الرغم من مكانة، وقداسة المسجد الأقصى المبارك، الدينية عند العرب والمُسلمين على مر التاريخ؛ فالمسجد الأقصى أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فهو ثاني مسجد بني في الإسلام بعد المسجد الحرام؛ فلقد  جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: حينما سُأل عن أول مسجد وضع في الأرض قال: "المسجد الحرام " ثم "المسجد الأقصى "، وبينهما أربعون عامًا" .، وقد دفن في مدينة القدس المباركة، وفي المسجد الأقصى المبارك الكثير من الأنبياء؛ كما اختلف المؤرخون فيما بينهم على من وضع اللبنة الأولى لبناء المسجد الأقصى، فمنهم من قال الملائِكة، ومنهم من قال إن النبي آدم أبو البشر هو من بناه، والبعض يقول أن سام بن نوح وآخرون ذهبوا إلى أن النبي إبراهيم هو من عمد إلى بناء المسجد الأقصى؛ وقد تعرض للعدوان، ومحاولات هدمة عدة مرات حتي تم إعادة ترميمه على يد الخليفة العباسي. واليوم تحاول الحُمر المُستنفرة من عصابة جنود المحتلين المجرمين، مع المستوطنين الغاصبين تهويد المسجد الأقصى المبارك وذبح بقرة!؛ محاولين تقسيمه زمانيًا، ومكانياً، وهدم المسجد الأقصى المبارك!؛ وأنى لهُم ذلك فإن هؤلاء الغاصبين المحتلين مثلهم كمثل الحمارِ يحمل أسفارًا؛ ومثل الحمر المستنفرة التي فرت من الأسد قسورة لأن في القدس رجال أبرار مرابطين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضي نحبه دفاعًا عن مسرى، ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من ينتظر؛ وإن تلك الدماء الزكية التي سالت من تلك الأسود التي تُزمجر صامدة في وجه المحتلين، فمن في القدس إلا أنتم أيها الأبطال الصناديد، وصدق رسول الله صلى الله عليه، وسلم القائل: "" لا تَزالُ طائفةٌ مِن أُمَّتي على الدِّينِ ظاهرينَ لعَدوِّهم قاهرينَ، لا يَضُرُّهم مَن خالَفَهم، إلَّا ما أصابَهم مِن لَأواءَ حتى يَأتيَهم أمْرُ اللهِ وهم كذلك، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وأين هم؟ قال: ببَيتِ المَقدِسِ وأكنافِ بَيتِ المَقدِسِ""؛ وعلى الرغم  من هذا الاجرام المتصاعد يوميًا من عصابة الاحتلال في مدينة القدس، وفي المسجد الأقصى المبارك !؛ إلى أن فجر النصر، والتحرير بات قريب، بل هو أقرب لنا من حبلِ الوريد؛ ولَسوف يأتي هذا اليوم الذي يحاسب فيه حسابًا عسيرًا هذا العدو الغاصب على تلك المجازر البشعة التي ارتكبها في فلسطين بحق المقدسات، وبحق الشعب الفلسطيني المُرابط، والمدافع عن المقدسات. إنهُم يرونها بعيدًا ونراها قريبًا وإنا لصادقون يومها سوف ينطق الشجر، والحجر ، ويصبح  زعران عصابة المحتلين الغاصبين من المستوطنين الخنازير  يهربون خلف شجر الغرقد، وحالهم مثل الدمر  المستنفرة التي مرت من قسورة.