الكاتب ناصر خليفة يكتب : وللمؤامرة وجوه كثيرة

مقالات عامة
الكاتب ناصر خليفة يكتب : وللمؤامرة وجوه كثيرة
الكاتب: 

الكاتب ناصر خليفة

كاتب حر
الاثنين, مارس 14, 2022 - 06

لقد وقعنا منذ زمن بعيد في فخ صُنع "خصيصا" لنا، نحن " منطقةالشرق الأوسط" بشكل عام  والدول والمجتمعات  "العربية" بكل مراحل تاريخها ومعتقداتها الدينية وطوائفها السياسية وفئاتها الثقافية والفكرية بصفة خاصة ! 

فالكل مستهدف والبعض مستخدم للنيل من الهدف !
لا استثني أحدا من أي فئة، حتى فئة المفكر الذي حسبناه عاقلا واعيا وجدناه "يصيح ويصدح"  من فوق كل منصة ثقافية وحول طاولات الحوارات الفكرية؛ مدافعا شرسا عن الغرب ! وحضارة الغرب! وأضواء الغرب! وبريق الغرب ! وفلسفات ونظريات الغرب -قديما وحديثا- فما أكثر العالقين في "أوهامهم" عن الغرب ! ولا زالوا غافلين عن حقيقة الغرب ومؤامرات الغرب، وربما يعلمون كل شيء لكنهم "يتجاهلون ويتناسون" أو أخذتهم العزة بالإثم ! فتجدهم يقفون على قدم وثاق يهاجمون كل من يتحدث عن "نظرية المؤامرة" .. بعضهم "يهِبُ كالنار في الهشيم" في وجه من يشير لسياسة الغرب والاعيبهم ومخططاتهم الخبيثة الدنيئة بهدف تقسيم الشرق وتفتيت قوته ونهب مقدراته، وإنهاك عزمه وإرادته وحريته في إدارة شؤونه الداخلية وحتى الخارجية، لجعله ك"الثور في الساقية" وضعت على عينيه وعقله غشاوة سوداء لا يسمع لا يرى لا يتكلم  لا يفكر لا يتقدم لا يرتقي ! 
-الغريب والعجيب أن هذه حقائق ظاهرة ولا تخفى على أحد ؛ وفي ذات الوقت تجد من ينكرها بل ويتهم من يتحدث عنها ويؤكد وجودها بالجهل والتخلف والرجعية ! ثم يعلق أحوالنا المزرية على شماعات الدين "خاصة الدين الإسلامي"  شماعات وحجج واهية ومكذوبة، وافتراءات هي في الأساس من صنع المستشرقين الغرب ويؤيدها في الآونة الأخيرة (المستشرقون العرب) ..!

فمن دعم تيارات الإسلام السياسي واتخذ منه ورقة ضغط على الأنظمة العربية الحاكمة ! ومن دشَّن وجهَّز وأعد معسكرات التدريبات لجماعة "بن لادن والظواهري" في افغانستان ! من استغل جماعة الإخوان واستقبل قادتهم على البساط الأخضر سرا وعلانية ! من يلاعب من بمن ! من يعقد الصفقات "المخابراتية السرية" مع داعش والإخوان وحماس وحزب الله وغيرهم ! من يرسم ورقة "الإرهاب والعنف المُسيس" في كل مكان ! من حطم العراق من قبل وجعل أهلها شيعا متفرقة ضعيفة هزيلة بعد أن فتت عضد جيشها بحجة حيازة صدام للسلاح النووي! من خلق كل هذه الخلافات العربية العربية واستغلها لمصلحة الكيان الصهيوني !
من دبر (تفجيرات ١١ سبتمبر) لتكون سببا مباشرا لشن حروب على العرب تحت ذريعة ضرب الإرهاب ! من قسم السودان ! من جعل لبنان ساحة قتال ! من دمر اليمن وزاده على فقره فقرا ! من خلق الذعر والرعب في قلوب الخليج من ايران !  من جعل البون شاسع بين المشرق العربي والمغرب العربي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ! من ساند أثيوبيا وأنشأ السد ومن يحميه ! من خطط لما سموه "الربيع العربي" ليخدعوا به المغيبين ! لماذا استطاع الربيع العربي تغيير بعض الأنظمة العربية واستبقى البعض حتى الآن ! أين العدل الغربي والرقي من القضية الفلسطينية ! أليست فلسطين محتلة ! لقد استطاع "العدل الغربي" في تحويل الظالم إلى مظلوم وخلق صورة ذهنية عن الاضطهاد العربي الفلسطيني لليهود "الكيوت" ودولة اسرائيل "الضعيفة المستسلمة" ! ومن يخالف هذه الوقائع ويدعي أنه "كلام على عواهنه" وليس مدعوم  بتقارير موثقة  فليأتني  بقرار واحد من قرارات مجلس الأمن تم تنفيذه على أرض الواقع في فلسطين المحتلة ! إنه مجلس أمن اسرائيل وليس مجلس أمن دولي ! وتاريخ القضية يشهد ! 
ولازالت المؤامرة مستمرة  والحاضر "الفعلي" المعاصر خير دليل.