لغة الضاد هوية البلاد

يرفض زمن الماضي أن يعيد ذاكرة طياته ليس حضوره كماضيه بل ما شدني أكثر من ذلك غرابة المشهد ...أريد عودته بكل تفاصيله ولا أحبذ الإسهاب والسرد الممل في طروحاته ... أصبحنا وأصبح عالمنا يسعى إلى التلخيص والتشطيب وأستبدلت رموزاً وحروفاً تكسيرية ليس بخلاً منا كوننا لا نملك حروفاً ولا أقلاماً حتى جفت الأحبار تعجز عن وصف الأخبار ...رسائل محادثات مكالمات حروفاً ورموزا شيطانية مردة ...اليوم مجالسنا خليطاً من اللغات المستوردة والإيحاءات المقطعة ... تركنا لغة القرآن وأحتلت شفاهنا لهجات متعددة ، من أجل تغيير ثقافات ولغات دفعنا تأشيرات وإقامات خارج الدولة ..، لقد إستبحنا موطناً للعربية وأستوطنت مكانها أفواهاً مدمرة ...عبثت أناساً بالضاد جنبها حروفاً لاتينية ملفقة .. نعتلي منصباً ومسرحاً كي نتلفظ حروفاً لا مجد لها سوى مبدأها يسارية ...!! تأبى أن تجتمع بين لغات دخيلة مع أصل لغتنا الأم العربية .. هل ستبقى العربية سرمدية تطغى على كل اللغات الأجنبية ..؟؟ يا أمتنا العربية علمني ربي الكتابة نزلت (( الذي علم بالقلم )) آيّة قرآنيــة .. جمل فعلية وأسمية تعبيراً كانت بين السطور تليها جملاً خبرية ..متى نعـود يا أمتنا نتحدث الفصحى العربية كأيام عصر الجاهلية ..ليت زماننا يرجع للوراء كي أصيغ وأنطق للضاد قافية ..كفاك يا أمتي دفعت أموالاً لطمس معالم خلّدت بها حروفاً أثرية ...قد أستبيحت أرضاً وأغتيلت مهداً وجلبت معولاً لهدم حروفاً قرآنية ..، بعدها مزقت حروفاً وأبجديات  وشوهت فتح وضم التنوين وبعدها صارت عبثية ...أبجدية هجائية تلتقي ثم تفترق مع سلسلة حروف نثرية ...ما أصعب الضاد في المراد صيغت منها اجمل القصائد في عهدها الماضي هجائية  زهدية ثم رثائية ..

من بعد ذلك استعمرت تجزأت تعددت دياركم واتخذتم عبارات غربية ...رضيتم لأنفسكم أن تستبدلوا لأنفسكم نصوصاً لديانات همجية ..!! 
هي لغة القرآن الكريم  و معجزة خاتم الأنبياء والأديان السماوية .. كفاكم فخراً للغتكم كلام الله أيها العرب نشرت وطبعت مصاحف قرآنية ... تمنيت ان أكون تلميذاً ومنتمياً لمدرسة سيبويه والفراهيدي كي أرتوي النحو و بلاغة سحرية ... لغة الإعجاز والإيجاز تشدو لحناً لكاتبها وتطرب لسامعها أنغاماً وترية ... عودوا يا عروبتنا قد أنشأ لكم  مرجعاً للنحو والصرف في نظم ألفيّة إبن مالك لجميع القواعد العربية .. لا تقتلوا عروبتكم برداء الألفاظ أصابها تشويهاً بحروف وكلمات مستجلبة ...! قد حلّت ضيفاً سخيفاً بين عوائلكم مرددين عبارات جهنمية ... يا أمتنا العربية بأيديكم مسحتم الهوية واستبدلتم مكانها لهجات إزدواجية ... 
   لا أعي لا أفهم كم من مشكلة تفرعت من مصدرها كانت لمخططات لقتل لسان الضاد اللغوية .. ليت الزمن يعود لطفولتي حتى يكون نطقــــــــــي نقياً لا خليطاً تشويهاً لقتل الهوية ...!! 
انطقوا جميعاً اليوم عربية فصحى لا تطوقوها وتحصروها دعوها تزدهر تنتشر حتى تبقى في كل المحافل عالمية ... لغة أهل السماء الملائكة ولغة الجنة والقرآن أعيدوا مجدها وأحيائها لأمتنا العربية ...سأكتب الضاد حتى تجف أقلاماً وتتمزق أوراقاً سلاحي قلمي لا يفارق دفتي الكتاب والمذكرة ...!!

بسم الله الله الرحمن الرحيم 
 (( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ  ))
ســـــــــــورة الأحقاف – الآية (12)