أوبرا وينفري أيقونة الأمل

الكاتب: 

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية
التاريخ: 
الاثنين, مارس 8, 2021 - 22

أوبرا جيل وينفري مقدمة البرنامج الحواري الأشهر The OprahWinfrey Show، إعلاميةٌ وممثلة ومنتجة وناشطة في حقوق الإنسان. شاركت في عدّة أفلام سينمائية، أطلقت عدّة شركات في عدّة مجالات كالإنتاج الفني والإذاعة والتلفزيون.

وُلدت وينفري يناير عام 1954 في بيئةٍ ريفيةٍ زراعية فقيرة وسيئة ، ضمن مقاطعة كوسيوسكو التابعة لولاية مسيسيبي حيث تعرضت هناك للعديد من الإساءات الجنسية من قبل أقربائها ومن قبل أصدقاء أمها،وبعد عدّة أعوام انتقلت لتعيش مع والدها في ناشفيل حيث كان يعمل حلاقًا ورجل أعمالٍ حرّة. دخلت جامعة ولاية تينسيني وبدأت العمل كمذيعة في الراديو والتلفزيون في ناشفيل.

في عام 1976 انتقلت للعيش في بالتيمور-ماريلاند وقدّمت هناك برنامج المحادثة The People are Talking حيث حقق العرض نجاحًا كبيرًا وبقيت فيه لثمان سنوات متتالية، وتم اختيارها فيما بعد من قبل محطّة شيكاغو لتقدم برنامجها الصباحي الخاص A.M.Chicago وكان منافسها الأقرب إليها فيل دوناهيو Phil Donahue.

وفي غضون أشهرٍ معدودة وبفضل نمطها الهادئ والقريب من القلوب حصدت وينفري 100 ألف متابع إضافي، متجاوزةً بذلك دوناهيو ودفعت ببرنامجها من المراتب الأخيرة إلى المقدّمة في التصنيف العام. حملها هذا النجاح إلى المزيد من الشهرة على المستوى الوطني وللمشاركة في فيلم The Color Purple عام 1985 للمخرج ستيفن سبيلبرغ Steven Spilberg، كما تم ترشيحها من أجل جائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد.

وقد أطلقت وينفري برنامجها الحواري الخاص The Oprah Winfrey Show ليكون برنامجًا على المستوى الوطني من خلال بثّه على 125 قناة ومتابعته من قبل 10 مليون مشاهد. بعد فترةٍ قصيرة حصلت وينفري على ملكية البرنامج من شبكة ABC حيث أعادت تخطيطه وتجهيزه بإشراف شركة إنتاجها الجديدة هاربو Harpo (يمثل اسم الشركة الترتيب العكسي لأحرف كلمة Oprah) وبذلك بدأت تحصد المزيد من الأموال من خلال بيع البرنامج للقنوات التلفزيونية.

وفي عام 1994 بدأت البرامج الحوارية تتجه نحو السخافة والرداءة بشكلٍ كبير ومتسارع، لكن وينفري راهنت أن برنامجها لن يصبح كما لو أنّه مجلّةً لعرض التقارير المصورة. بالرغم من أنها توقعت الفشل في بداية الأمر، لكنها بالفعل نالت احترام متابعيها وازدادت شعبيتها بشكلٍ متسارع كما حصدت المسلسلات المنتجة من قبل شركتها هاربو مراتب متقدّمة في تصنيف المسلسلات القصيرة مثل The Women of Brewster Palace والذي لعبت فيه دور البطولة، كما وقعت عدّة عقود تصوير مع ديزني مثل Beloved عام 1998 المستند إلى رواية توني موريسون Toni Morrison الحائزة على جائزة بوليتزرpulitzer.

وقد ساهمت وينفري بشكلٍ كبير في عالم النشر من خلال إطلاقها مشروع Oprah’s Book والذي دفع بالعديد من الكتّاب المغمورين إلى مراتب متقدّمة في قائمة الكتّاب الأكثر مبيعًا. وفي عام 1999 ظهرت شركة Oxygen Media وكانت وينفري من المؤسسين لها، وكان الهدف من الشركة هو إنتاج الكابلات وبرمجيات الإنترنت للنساء، وبذلك ضمنت وينفري صدارتها لمجال الإعلام وكواحدة من أقوى وأغنى الناس في البرامج الحوارية.

وقد أتمت عام 2002 عقدًا مع شبكة الإنترنت لبث برنامجها الحواري، كما أصدرت مجلّة The Oprah Magazine عام 2000. وفي 2004 وقعت عقدًا لاستكمال برنامجها الحواري حتى موسم 2010-11، وقد وصل حينها عدد القنوات التي تبث البرنامج إلى 212 قناة أمريكية وتابعه الناس في أكثر من 100 دولة حول العالم.

وقد أعلنت وينفري في عام 2009 أنها قررت إنهاء برنامجها الحواري عندما ينتهي العقد مع شبكة ABC عام 2011، بعد ذلك بوقتٍ قصير انتقلت وينفري إلى شبكتها الجديدةThe Oprah Winfrey، وهي مشروع مشترك مع شركة Discovery Communications.

ولقد كانت البداية المالية للشبكة هائلة، وفي عام 2013 بثت لقاء وينفري مع لانس أرمسترونغ Lance Armstrong، الدراج الأمريكي الحاصل على جائزة طواف فرنسا للدراجات الهوائية سبع مرات والذي تم تجريده من جميع ألقابه في هذه المسابقة عام 2012 كعقوبةٍ لتعاطيه المنشطات.

هذا وقد اعترف أرمسترونغ خلال المقابلة أنّه استعمل المنشطات طوال حياته المهنية في سباقات الدراجات الهوائية، ومنها هرمونات الكورتيزون والتستوسترون والإريثروبويتين (المعروف أيضًا باسم أي بي أو) ويقول: "إنني مخطئٌ بشكلٍ كبير.

أدفع الثمن الآن وأعتقد أن ذلك جيد، إنني أستحق ذلك"، وقد حققت هذه المقابلة عائدات بملايين الدولارات لشبكتها أوبرا وينفري نيتوورك OWN.

وتقول وينفري عن لقائها مع أرمسترونغ: "لم يعترف بالأسلوب الذي كنت أتوقعه، لقد كان ذلك مفاجئًا لي، وأود أن أقول عن نفسي وعن فريق العمل أننا كنا مسحورين ببعض إجاباته، شعرت أنّه كامل، كان وقورًا وجدّيًا وربما حضّر نفسه من أجل تلك اللحظات وأعتقد أنه وجد الفرصة والوقت المناسب ليقول ما قال، وفي النهاية الجميع كان منهكًا جدًا".

وفي عام 2015 أعلنت وينفري أن استوديوهات شركتها Harpo الموجودة في شيكاغو سوف يتم إغلاقها من أجل إتمام عملية الاندماج مع شركتها الجديدة والانتقال إلى مقر رئاسة الشركة OWN في لوس أنجلوس.

انطلقت إمبراطورة الشاشة من الاستوديو الذي كان أشبه بوطنٍ لبرنامجها اليومي حتى نهايته في عام 2011،

وتقول وينفري: "لقد حان الوقت للانتهاء من هذا الجزء من العمل وللانتقال إلى الأمام وسيكون الوداع محزنًا، لكنني أنظر إلى الأمام وأنا أعلم أن المستقبل يحمل لي أكثر مما يمكنني أن أرى".

عادت وينفري للتمثيل في فيلم Greenleaf والذي يعتبر أول عمل تلفزيوني مكتوب تقوم به، حيث تم عرضه لأول مرّة على شبكة أوبرا وينفري التلفزيونية OWN في يونيو 2016.

وكانت مجلة فوربس Forbes الأمريكية قد أعلنت أن أوبرا وينفري أغنى امرأة أفريقية-أمريكية في القرن العشرين والمليارديرة الوحيدة ذات البشرة السوداء لثلاث سنوات متتالية، واعتبرتها مجلة Life المرأة الأكثر تأثيرًا من بين بنات جيلها، وفي عام 2005 أسمتها مجلة Business Week أعظم فاعل خير في التاريخ الأمريكي، حيث رصدت شركتها Angel Network ما يقارب 51 مليون دولار من أجل الأعمال الخيرية بما فيها تعليم الفتيات في جنوب إفريقيا، والإسعافات والمساعدات لضحايا إعصار كاترينا.

 كما أن وينفري هي ناشطةٌ في حقوق الأطفال، وفي عام 1994 وقع الرئيس كلينتون على مشروع قرار كانت وينفري قد اقترحته على الكونغرس، حيث يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية تتضمن كل المحكومين بجرائم الاعتداء أو إيذاء الاطفال.

 كما أنشأت مؤسسة The Family For Better Lives وتبرعت لجامعتها التي تخرجت منها جامعة ولاية تينيسي Tennessee. في سبتمبر 2002 تمت تسميتها كأول حائز على جائزة بوب هوب الإنسانية من أكاديمية الفنون والعلوم التلفزيونية.

وفي ديسمبر 2007، شاركت وينفري في الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي باراك أوباما، حيث جذبت أكبر الحشود من أجل تلك الحملة، وقد انضمت لأوباما في سلسلةٍ من المسيرات ضمن السباق الرئاسي في بعض الولايات مثل أيوا وهامبشاير وكارولينا الجنوبية، وكانت المرة الأولى التي تشارك فيها وينفري في حملة انتخابية لمرشح سياسي.

وكان الحدث الأكبر في جامعة كارولينا الجنوبية عندما تجمع 29 ألف مناصر للرئيس أوباما وتحولت المدرجات من مدرجاتٍ رياضية إلى مدرجات لتلبية الطلبات العامّة.

 وقد قالت وينفري للجماهير: "إن الدكتور مارتن لوثر كينغ حلم بهذا لكن يجب علينا ألا نحلم فقط بعد الآن، يجب أن نجعل ذلك الحلم حقيقة من خلال دعمنا لرجل لا يعرف من نحن فقط وإنما ما يمكن أن نكون أيضًا".

 بعد انتهاء برنامجها في 9 سبتمبر 2011 بقيت وينفري تساهم في تقدم وتنوع الإعلام في مجالاته كافّة من خلال شبكتها OWN التي أطلقتها في 1 يناير 2011.

أما أسريا ففي الموسم الأخير من برنامجها رفعت تصنيفها بشكلٍ كبير جدًا عندما باحت بأحد أسرارها العائلية، وهو أن لديها أخت غير شقيقة اسمها باتريسيا Patricia؛ فقد ولدت أمها طفلة عام 1963 عندما كانت وينفري في التاسعة من العمر وتعيش مع والدها فيرنون وينفري Vernon Winfrey، وقد عرضتها للتبني لأنها كانت تعلم أنها لن تحصل على المساعدة من الناس إذا كان لديها طفلة أخرى يجب أن تعتني بها.

- عاشت باتريسيا في عدّة دور حضانة حتى أصبحت في السابعة من العمر، وعندما أصبحت باتريسيا راشدة حاولت الاتصال بوالدتها من خلال دار التبني التي كانت فيها.

- لكن والدتها فيرنيتا لي Vernita Lee لم تكن تريد أن تلتقيها، وبعد إجراء فحوص DNA توصلت باتريسيا إلى ابنة أخ وينفري حيث تطابقت نتائج فحص الـDNA لكل منهما فثبت وجود قرابه بينهما، لم تعلم وينفري بوجود أختها إلا قبل أشهر قليلة قبل أن تقرر الإعلان عن ذلك حيث قالت في أثناء عرض البرنامج "كانت أعظم مفاجئة في حياتي".

وختاما فإنه في نوفمبر 2013 حصلت على أعلى رتبة شرف مدنية في البلاد، الميدالية الرئاسية للحرية، وقلّدها إياها الرئيس أوباما تقديرًا لمساهماتها وأفعالها الوطنية.

وفي يناير 2017 أعلنت وكالة CBS أن وينفري ستنضم إلى المجلّة الإخبارية 60 Minutes كمساهم خاص في الخريف القادم.

 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0