الصراع فى ليبيا وأبعاده الاستراتيجية

مقالات عامة
الكاتب: 

ناصر حماد

كاتب واعلامي فلسطيني
السبت, ديسمبر 26, 2020 - 01

الارهاب والفساد نقيض للحق الانسانى واستقرار وامن الشعوب وهما مرتبطان بأجندات خارجية وأداة أساسية لعدم الاستقرار البلد. 
تعيش اطراف ليبية على بكتيريا الإرهاب والفساد وتستفيد من حالات الانقسامات و التشظى وعدم الاستقرار بليبيا ومنها الطبقة السياسية الفاسدة الأداة التي بيد الجهات الأجنبية تنفذ سياسات بعيداً عن القاموس الوطني والهوية الليبية وتعرقل أي حلول تحلق بالأفق قد تصل البلاد الى بر الامان، وذلك عبر منظومة تخدم مصالحهم الخاصة وهم الخطر الحقيقي على امن واستقرار الجغرافية السياسية الليبية. 
جلسات ومبادرات متعددة في الداخل الليبي وبدول عربية وأجنبية عملت جاهدة لجمع الفرقاء الليبيين لإيجاد حل للأزمة في البلاد ولم تؤد إلى أي نتيجه، وتدخلت الامم المتحدة وكانت حاضرة بقوة ليكون الحوار سيد الموقف، وأخذت النقاشات ابعاداً للحلول السياسية والأمنية والاقتصادية، وحسب تصريح ستيفانى وليامز الممثلة الاممية لدى ليبيا "إن هناك عشر قواعد عسكرية بليبيا اجنبية وأكثر من 25 الف مرتزق وإرهابى أجنبي، ناهيك عن المليشيات الخارجة عن القانون الليبي، بالإضافة الى الشركات المتعددة الجنسيات التى وراءها دول هم جزء أساسي من الازمة الليبية". 
سيحمل عام 2021م فى طياته الامل القادم من الانفتاح ولو جزئياً لليبيا بالرغم من المفاوضات المتعثرة والتي لها انعكاساتها السلبية على الداخل الليبى بكافة المجالات وان الحلول للمعضلة الليبية تكون عبر توافق دولي ومع الحفاظ لكل طرف على مصالحه. 
لم تتفق الاطراف الليبية تحت رعاية الامم المتحدة على أي من المقررات التى تدعم استقرار وامن في ليبيا بالشكل الفعلى لان اللاعبون الدوليون كثر والكل يسعى لتثبيت مصالحه وهناك خلافات كبيرة بين الاعضاء على قيادة ليبيا وعملية استبعاد اطراف وشخصيات ليبية هو العمل الاكبر بين اعضاء المجلس 75 وعدم الاتفاق سيفتح الباب امام صراع عسكرى جديد فى ظل تحالفات جديدة وان المنتصر هو من يقرر المرحلة المقبلة، والظروف القادمة ستتجه الى التصعيد لان المجلس يعيش حالة من التفتت، ان لم يتم الاتفاق بين الاعضاء لحالة جديدة يضع مصالح ليبيا وشعبها فوق كل المصالح، ان صعوبة الازمة الليبية تتمثل بكل الاطراف الفاعلة وهذا يحتاج الى الآتي: 
1_ الاتفاق الليبي - الليبي وصدق النوايا.
2_ ابعاد الاجندات الغربية بكل مكوناتها.
3_ وضع دستور وطني ليبي يخدم المصالح والاهداف الوطنية الليبية.
هل هناك توافق دولى للحل فى ليبيا؟
هذا السؤال المهم الذي يندرج تحت طياته كثير من الاولويات، الاطراف تبحث عن مصالحها فلا اعتبار للشعب الليبي. 
فالمواجهة تحتاج  الى رؤية واضحة واهداف وخطط ومعرفة حقيقية بالواقع الموضوعى والقياس بميزان القوى وبتقدير واضح للموقف، والمواجهة ستؤدى الى كوارث حقيقية والثمن باهض جداً هذا ما تم دفعه سابقاً، وحاليا الخوف من المستقبل انه قانون الواقع الموضوعي الذى علينا ان نعيّه فليتزمه، هذا ما يجب ان نفهمه ونعمل به ونسعى له.
لقد دخلت الولايات المتحدة الامريكية على خط الازمة من اوسع الابواب وذلك لتكون جزء من مصالحها الاستراتيجية، واصدار قانون امريكى بمجلس النواب لرفعه الى الكونجرس الامريكي لاعتماده جاء نتيجة تضارب المصالح العالمية في ليبيا ولاهميتها الجيو- سياسية والاقتصادية، وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة ليكون لها موطىء قدم عسكري، كما لها قواعد عسكرية فى عدد من الدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط، وحسب تقديرات يسبب لها الأمن والأمان وتنفيذ مصالحها، كما تسعى الولايات المتحدة الامريكية بكل جهد مستطاع وعبر عدة طرق تبنى مشروع تطبيع بين الكيان الصهيوني وليبيا مقابل الهدوء والعلاقات الصهيونية العربية هى اولويات امريكا، ولتأمين مصالحها الاقتصادية بليبيا، ومن جهة أخرى محاصرة الصين طريق الحرير المتاخم للحدود البحرية الليبية حوالى 1900 كيلومتر، وكما هو ملاحظ ليبيا هي محور صراع أمريكي ـ غربي ـ تركي ـ روسي.ات