الفنان إياد البلداوي: الشعر الأقرب لنفسي والمسرح لا يفارقني

الاثنين, يوليو 6, 2020 - 06
مشاهير

نسرين حلس

رئيس التحرير

من أوكلاهوما ………………...شخصية اليوم شخصية طموحة لأبعد حد، متواضعة، ترى العالم في عيون الحب،  أقل ما يمكن أن يقال عنها " فنان شامل بكل ما في الكلمة من معنى; أفنى حياته على مسارح بغداد والتلفزوين; يتقن الرسم ويهوى الشعرويسرح بكل افكاره في عالم الكتابة. درس الفن منذ نعومة أظافره, وتنقل بين كل دهاليزه, واستقر أخيرا في الشعر;على الرغم من حبه الكبير للمسرح، له ديوانين من الشعر الأول ( معذبتي)  والثاني (خاصرة في الوجع) إنشاء إتحادا أدبيا للفنون ويشمل الكتابة والشعر والإعلام والفن التشكيلي  يعيش الأن في ، المهجر في ولاية أوكلاهوما الأمريكية، إنه الفنان إياد البلداوي الذ كان لنا في المنصة بوست شرف اللقاء به، وفي المقهى ألتقينا ودار اللقاء 
 
ولدت فنانا والحب أجمل ما في الوجود
هل لك ان تعطينا تعريفا عن الفنان اياد البلداوي؟

 اياد البلداوي ..انسان متواضع يحب الآخر دون النظر الى الحواجز ولكنه يطمئن لحقيقة واحدة أن الحب هو الذي يوافق العقول والقلوب ببعض دون حواجز،  في حين من يختزن السوء في اعماق قلبه لابد وان يتضح يوما وتكتشف خباياه. عرف عنه أنه  ممثلاً وكاتباً درامياً ومخرجاً منذ بدائة حياته الفنية، طموح لأقصى درجة، يجد نفسه في الشعر الذي خبايا النفس ويعيش مع الذات. عشت حياة البساطة بين اسرة متوسطة الحال ولجت عالم الفن واحببته منذ نعومة اظفاري وترعرع معي وصقلت ذلك مع دراسة الفن وبذلك مضت حياتي بين العلم والفن والكتابة وعملت في مواقع وظيفية ومهنية عديدة والحمد لله كان أدائي موفقا وقدمت للآخرين ما يجب علي تقديمه وما اؤمن به كإنسان وكفنان وككاتب يشعر بالآخر

 

الفنان اياد البلداوي بالامس كنت ممثلا مسرحيا اليوم انت شاعرا ايهما الاقرب الى قلبك؟

 اليوم الشعر هو الاقرب وهو الذي يسكنني ولا ادعي انني نسيت او ان المسرح فارقني عندها سأكون كاذبا ... ولكني اعتقد بإمكان الشاعر ان يوظف الكثير لخدمة حرفه وكلمته ويجعلها في كفة ميزان واحدة

 

هل نستطيع ان نقول بعد هذه التوليفة الفنية التي تمتلكها في حياتك ان الفن قدر يولد معه؟ ام دراسة تصقل مع الوقت؟

 موهبة الفن تولد مع الانسان ولكن عليه ان يعمل على التمسك بها وصقلها بشكل دائم فالقراءة جزء مهم من حياة اي مثقف فنان كان ام اديبا وصقل تلك الحياة بالدراسة تكون صورة مكتملة دائما تمنحك الثقة بالنفس اكثر وترفع من شأنك

 الفنان العراقي عملة محروقة مظلومة ومواقع التواصل ساهمت في  شهرة الفنانين والشعراء 
الفنان اياد البلداوي بعد البحث عنك وجدنا انك شخصية فنية عراقية مشهورة الا انها عربيا يجهلها الكثيرين لماذا في اعتقادك ما الاسباب؟

 لست انا الوحيد كنت اعاني من هذه حال جميع الفنانين العراقيين للاسف فهم يعانون سوء الحصار الفني والثقافي المفروض عليهم بسبب توجهات الانظمة وعدم فهمها وتقديرها للفن والثقافة في البلد تخاف الانتشار وكذا الدول التي كانت تشتري الانتاجات العراقية كانت تشتريها مجاملة اذ انها تأخذها وتحتفظ بها في الادراج وربما تعمل على اتلافها فالفنان والمثقف عملة محروقة مظلومة في هذا البلد ...ظلمه تداخل في جميع حالته الحياتية ...المعيشية والثقافية والاعلامية ...حتى اصبحت ملازمة لجميع مناحي حياته

 

اليوم انت شاعر مشهور ومعروف على مواقع التواصل الاجتماعي هل لك دواوين شعرية وكم ديوان صدر لك؟

 نعم لدي ديوانين الاول ( معذبتي ) و الثاني ( خاصرة الوجع) وكانت مدونة الادب العربي اصدر اصدارا الكترونيا تحت عنوان( قراءة منتحرة) كما هناك ديوانا تحت الاصدار تحت عنوان ( تكورات مبتورة الاذرع) والان تتم التهيأة لديوان آخر

 

هل أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في اعطاء فرصة للشعراء بالظهور؟

 نعم قد تكون تساهم بعض الشئ الا انها لم تكن العامل الرئيس والاساس لان الشاعر له وسائله في الانتشار حتى في الوقت الذي لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي منتشرة كما هو في الوقت الراهن

 

الست معي بان الشعراء اليوم اوفر حظا من شعراء الامس بسبب التقدم التكنلوجي في عالم الاتصالات والتواصل؟

 قد يكون ذلك فعلا بالنسبة لعدد من الاخوة الادباء الا انه في ذات الوقت اصبحت هذه الوسائل متاحة للجميع بحيث اصبح يكتب ويعتقد انه يكتب شعرا وكثيرا منهم وللاسف يصف نفسه بالشاعر في الوقت الذي هناك الكثير من الشعراء الكبار لم يطلقوا على انفسهم صفة الشاعر او الاديب ..اذ ان صفة الشاعر هناك من يطلقها على الشاعر الحقيقي الا وهو القارئ المستمتع بما يقرأ وما يكتبه الاديب من حرف راقي وكلمة لها جماليتها ووقعها على ذات المتلقي كما ان الشاعر هو ذاك الفنان الرائع الجميل الذي يرسم لوحاته الشعرية كما الفنان التشكيلي الذي يعلم متى واين تأتي ريشته وانامله التي تلامس اللون والايقاع اللوني والشكلي والجمالي لذا فوسائل التواصل هذه اتاحت الفرصة لكل من هب ودب ان يكتب ...نعم هناك قابليات وامكانات تتوفر لدى البعض وعلينا الاخذ بها ودعمها لترتقي لما يجب ان تكون عليه

 

هل الشعر اليوم على مواقع التواصل وسيلة للايقاع بالمرأة؟

 ام نوع من التعبير عن الذات للاسف نعم هناك العدد من الشكاوي تصلنا وبشكل دائم عن وجود مثل هذه الحالات وانا شخصيا اعتبرها حالات شاذة لا يمكن تعميمها على الجميع ...هناك احيانا بعض المجاملات الاخلاقية التي تدور بين الاصدقاء وبالتأكيد لا ترتقي للأساءة للمرأة على العكس من الذين يتخذون من الكلمة ستاراً يتبجحون به من أجل ايقاعها في شباكهم وتلك حالة لا اعتقد اي أديب حقيقي أن يصل الى هذا المستوى

 

الإتحادات ضرورة صحية لتنظيم أعمال الأدباء ولم شملهم

انشأت اتحاد الادباء الدولي في المهجر وسيسجل التاريخ انك اول من اطلق اتحادا ادبيا مهجريا في ولاية اوكلاهوما هل واجهتك صعوبات في ذلك؟

 نعم .لوهلة من الزمن وبعد تفكير عميق ودراسة الوضع الادبي الحالي وما يعانية الاديب في جميع انحاء العالم وبخاصة العالم العربي وحالة التردي الادبي على الساحة الثقافية وبعد تفكير عميق تكونت لدي فكرة تأسيس موقع الكتروني على صفحات التواصل وكاتن يحمل ( منتدى المثقفين في امريكا ودول المهجر ) وبعد مضي سنة او اكثر وبعد ان تفاعلت الجهود وتبلورت تماماً خطرت فكرة تأسيس اتحاد للادباء ليضم جميع الادباء دون النظر الى خلفياتهم الدينية والتوجهات ولكن يجب ان يكون هذا الاتحاد بعيد كل البعد عن التناحرات والسجالات السياسية التي قد تودي مستقبلا بتفتيت الاتحاد ...وبالفعل تم العمل على وضع برنامجا خاصا له وتم تكليف محامي خاص لمتابعة الامر وبعد مضي قرابة ستة شهور وبعد اجراء الكثير من التعديلات على النظام وفقا لمتطلبات القوانين تمت الموافقة على ترخيص ( اتحاد الادباء الدولي ) كمؤسسة غير ربحية تطوعية هدفها الادبا والادباء وخدمتهم والعمل على كل مامن شأنه تهيئة جيل مثقف يهتم بالادب والثقافة ويعقد لقاءات التواصل بين الادباء في مختلف انحاء العالم وبالفعل اعلن التأسيس في 10\2\2016 والعمل يسير وفق نهج واضح ومرتكز على اسس واضحة ... أما أن يسجل لي او لا يسجل فإنه امر لا يهمني بالقدر الذي انني حققت مهمة ذات قيمة يستفاد منها الادباء وتعتمد الاساليب الناجعة لعلو الكلمة ورقيها فأنا كانت لي الكثير من هذه الاهتمامات سابقا وتقريبا والحمد لله حققت نجاحا وتركت اثرا لامعا

 

هل من السهولة تجميع الشعراء والادباء والمفكرين والفنانين والاعلامين على مستوى امريكا؟

 قد يبدو للوهلة الاولى مهمة التجميع هذه صعبة الا اننا خططنا للعمل بهدوء ودون تسرع ليكون هذا التجميع حقيقيا يؤدي بنتيجة المطاف الى ان يكون هناك تآلف بين الادباء ومن مختلف الجنسيات فأمريكا بلد يجمع الادباء والفنانين جاؤوا اليها من مختلف انحاء العالم اذن هي عالم متآلف

 

ما هي اهم الصعوبات التي تواجهك في الاتحاد؟

 لا اعتقد أهن هناك صعوبات لا يمكن السيطرة عليها الا الصعوبات المالية فهي التي تحجم احيانا بل وفي اوقات كثيرة حركة العمل وهذا ما يدعوني وفي احيان كثيرة ان انفق من حسابات الكرد كارت الخاصة وهذا يحملني عبئا ماليا ولكني أتمنى تجاوز ذلك فاعتقد ان هناك الكثير ممن ينظرون لتقديم بعض التبرعات ونحن بانتظار ان يتحقق ذلك لتتحقق برامجنا بالشكل المطلوب

 

ما هي الركيزة الاساسية التي ترتكزون عليها في اختياركم للمشتركين معكم في الاتحاد؟

 هناك لجنة متخصصة تنظر في امور قبول العضوية بين صفوف الاتحاد وفقا لشروط وضعت لهذا الغرض وهناك ما يتوجب ان يرفق بطلب الانتساب تعبئة الاستمارة الخاصة بالعضوية اضف الى السيرة الادبية ومعلومات عن الاديب وتقدم الى هيئات الفروع او المركز بغية الموافقة عليها وبذلك نكون قد اطلعنا على خلفات الاديب الذي ينوي الانضمام الى صفوف الاتحاد وهذا ما يتم بالفعل لغاية اللحظة

 

ما اهمية هذه الاتحادات في المسيرة الفنية للفنان والاعلامي؟

 الاتحادات تنظم المسيرة الادبية والاعلامية والفنية والعلاقات المترابطة بين الجميع وتبادل وجهات النظر وعلى جميع الاصعدة فهذه التجمعات لها الفعل التام في تسهيل هذه المهمات وتكون الوسيلة الفعالة لتقريب وجهات النظر

 

كيف ترى اليوم الساحة الادبية المهجرية؟

 للاسف الساحة الادبية في المهجر ضعيفة جدا وسنحاول من خلال برامجنا الفعالة والمستقبلية لارساء الاسس المشجعة لذلك وهذا ما نفكر به من خلال اقامة الاحتفالية قريبا والتي ستجمع بعض الادباء والفنانين كما ستم تكريم بعض الادباء بوسام الثقافة ووسام الابداع

 

الحب أرقي ما في الحياة وكل قصة حالة خاص
في كل مرة نقرأ فيها الشعر للفنان اياد البلداوي نرى فيها حبا جميلا ينقلنا لعالم جميل هل يستطيع الشاعر ان يتحدث عن الحب دون ان يعيشه؟

 وهل هناك اجمل وارقى من الحب في حياتنا ... الحب وحده الذي يحقق السعادة والسلام في بقاع الارض ...الحب وحده هو الذي يبني العلاقات ويوطدها ومن لا يؤمن بالحب لايؤمن بالحياة ... وكذا الحب بين الحبيبين عنصر من عناصر الارتقاء بالحياة الى اطراف السماء ليكون اشعاعا انسانيا على العاشقين 

 

هل احببت يوما ؟ وكيف ترى الحب اليوم ؟ هل اختلف عن ذي قبل؟

 بالتاكيد...وهل يمكن ان يعيش الانسان دون حب …لا حياة دون حب ... ولا وجود للانسان دون أن يعشق وينغمر في بحور الحب ...نعم ..الحب سابقا كان له قيمته الحقيقية والانغماس فيه حالة لا يمكن وصفها ..كما أن الحب عالم لايمكن وصفه بكلمات او حروف سوى حين تكون في حالة من الشاعرية العالية والاحاسيس الجمالية المرتفعة والمتقنة بجماليتها لذلك حين يكتب الشعر الخاص بالمرأة نجد له نسق خاص لايمكن ان توازيه اية حالة اخرى ... نعم حب اليوم في كثير من الاحيان يقثد روحه النقية الا اذا كان حقيقيا ينطلق من عمق اعماق الروح لذا نجد الكثير من علاقات الحب في الوقت الحاضر غير حميمية لانها تعتمد على حالة طارئة لحظية وما ان نال الشاب او الشابة مبتغاهما حتى تنتفي حالة الحب لتصبح حالة تقليدية ومنذ تنتهي بالفشل وكل منهما يذهب ليبحث عن جديد للأسف أنها حالة مؤرقة جدا وانا كثير ما ينتابني الحزن لما يحصل

 

ايهما اوفر حظا الحب زمان ام اليوم؟

 ليس هناك ما يحدد تلك الحالة الا الحب بمعانية الجليلة والعلاقات النقية

 

العراق معادلة صعبة اليومومصير مجهول
اين العراق اليوم في شعر الفنان اياد؟

 العراق.... كتبت له العديد واكتبه دائما ففي ديواني الاول والثاني خصصت جزءا منهما للعراق وما يمر به منذ لحظاته الاولى ... ابتعد جسدك عن بغداد ماذا عن القلب اين هو ليس القلب ...بل الروح تسكن بكل ذرة تراب كثيرا ما استذكر ايام طفولتي وشبابي وتلك الايام الجميلة التي مضت بين المسرح والاذاعة والتلفزيون وشارع المتنبي وابو نؤاس كثيرة هي الاماكن التي لاتغيب عن المخيلة

 

كيف ترى العراق اليوم؟

 سؤال قد يصعب الاجابة عليه.... عام 1994 كنت قد غادرت العراق على اثر ظروف غير طبيعية مررت بها وحين غادرته كانت كل قطرة دم في جسدي تنتحب وفي مخيلتي بل في رأسي صورته الجميلة الرائعة ومنذ ذلك الوقت لم تسنح لي الظروف بزيارته ...والحقيقة اقول كلما كنت انوي زيارة العراق اتردد كصيرا ..كنت أخاف أن تخدش تلك الصورة الجميلة...الا انني اضطررت لزيارته بعد وفاة والدي وكانت الصدمة الكبيرة ... لم اجد العراق ... كل شئ تغير نحو الاسوأ ...بجميع مفاصله بدءاً اول واجهة وهو المطار وانتهاءاً بدوائره وشوارعه وجميع مرافق الحياة ...أمر ابكاني بل مزق روحي حتى كدت اختنق...لولا بعض الاهل والاصدقاء والمعارف الذين التقيتهم .... هاهو اليوم يعاني من حالة عدم الاستقرار وللاسف يير باتجاه طريق محفوف بالخطر وخير دليل ما نراه على ارض الواقع والصراعات على المصالح الخاصة ...للاسف لايوجد هناك خوف على البلد ...حتى تلك الفئات التي كنت اعتقد انهم حريصون على تربة هذا البلد ويؤمنون بعقيدة ومبادئ طالما آمنت بها ...وجدتهم يرتعون في احضان الكتل الدينية في الوقت الذي لا علاقة لهم بالدين من بعيد او قريب ولن يفكروا يوما أن المصلحة تتغلب على المبدأ ....لذلك لم تعد هناك مبادئ ولا اخلاقيات سياسية حقيقية يمكن ان نطمئن لها وهذا امر مؤلم جدا

 

 

 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0