تقرير عالمي: اتساع الفجوة بين الجنسين بمقدار جيل كامل بسبب كورونا

أوروبا الغربية الأفضل أداءا وجنوب أسيا في المرتبة الثانية في الأسوء إداء
الجمعة, أبريل 2, 2021 - 20
تقارير منوعة

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية

خلص التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين 2021، إلى أنه سيتعين على جيل آخر من النساء الانتظار لحين تحقق التكافؤ بين الجنسين، فمع استمرار تأثير توابع جائحة كورونا ، ازدادت المدة المطلوبة لسد الفجوة العالمية بين الجنسين بمقدار جيل كامل، حيث كانت 99.5 عاماً وفقاً لتقرير العام الماضي، وباتت اليوم 135.6 عاماً.

ووفقا للتقرير الذي دخل عامه الخامس عشر، تطور الفجوات النوعية في أربعة مجالات هي: الفرص الاقتصادية، والتمكين السياسي، والتحصيل العلمي، والصحة والبقاء على قيد الحياة. هذا ويدرس التقرير أسباب الفجوات ويحدد السياسات والممارسات اللازمة للتعافي الشامل.

ويعود سبب التدهور الذي نراه في نتائج تقرير هذا العام جزئياً إلى اتساع الفجوة السياسية بين الجنسين في العديد من البلدان ذات الكثافة السكانية العالية، فعلى الرغم من أن أكثر من نصف الدول الـ156 التي شملها المؤشر سجلت تحسناً، لاتزال المرأة تشغل 26.1٪ فقط من المقاعد البرلمانية و22.6٪ من المناصب الوزارية في مختلف أنحاء العالم.

وعلى حسب النتائج، فإنه من المتوقع أن يستغرق سدّ الفجوة السياسية بين الجنسين 145.5 عاماً، مقارنة بـ95 عاماً في إصدار 2020 من التقرير، أي بزيادة أكثر من 50٪.

أما الفجوة الاقتصادية بين الجنسين  فلم تشهد سوى تحسن هامشي، ومن المتوقع أن يستغرق إغلاقها 267.6 سنة أخرى. ويعزى التقدم البطيء إلى اتجاهات متعارضة، وعلى الرغم من ازدياد نسبة النساء بين العاملين المهرة باستمرار، فإن التفاوتات في الدخل لاتزال تشكل عائقاً كبيراً، الأمر المصحوب بقلة تمثيل النساء في المناصب الإدارية.

و في مجال التعليم، وصلت 37 دولة إلى التكافؤ التام، بينما سيستغرق الأمر في الدول الأخرى 14.2 عاماً أخرى لسد هذه الفجوة بسبب تباطؤ التقدم.

وعن مجال الصحة، تم سد أكثر من 95٪ من هذه الفجوة بين الجنسين، وعلى الرغم من النتيجة الإيجابية جداً فإنها تعتبر انخفاضاً طفيفاً عن نتيجة العام الماضي.

وكان تأثير الجائحة أكثر سلباً على النساء من الرجال، حيث فقدت النساء وظائفهن بمعدلات أعلى (5٪ مقابل 3.9٪ بين الرجال، بحسب منظمة العمل الدولية).

ويرجع ذلك جزئياً إلى تمثيلهن غير المتناسب في القطاعات التي تعطلت بشكل مباشر بسبب الإغلاق، كالقطاع الاستهلاكي.

و توضح البيانات الواردة من الولايات المتحدة أيضاً إلى أن النساء من المجموعات العرقية والإثنية المحرومة والمهمشة تاريخياً هن الأكثر تضرراً.

و في دراسة مسحية من إيبسوس Ipsos إلى أنه عند غلق مؤسسات الرعاية، فإن الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال والمسنين تقع على عاتق النساء، ما يسهم في رفع مستويات التوتر لديهن وانخفاض مستويات إنتاجيتهن في العمل.

وكانت أمريكا الشمالية (76.4٪)، والتي تضم كندا والولايات المتحدة، هي المنطقة الأكثر تحسناً، بزيادة وصلت إلى نحو 3.5٪. وعليه سيستغرق سد الفجوة بين الجنسين فيها 61.5 عاماً.

وشهدت أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (72.1٪) تحسناً في درجات 15 دولة من أصل 25 مدرجة في هذه المنطقة.

وتتخلف أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى (71.2٪) عن أوروبا الغربية، ليس فقط من حيث النسبة المغلقة ولكن أيضاً في وتيرة التقدم.

و في ضوء السابق فإن الوقت المقدر لسد الفجوة بين الجنسين هو 134.7 عاماً، أي أكثر من ضعف الوقت المطلوب في أوروبا الغربية (52.1 سنة).

 

ويتضمن المتوسط الإقليمي تباينات كبيرة بين الدول في سدّ الفجوة في التمكين السياسي. وفي الوقت الذي أغلقت فيه كل من صربيا وليتوانيا وألبانيا ولاتفيا 30٪ على الأقل من هذه الفجوة، أغلق الاتحاد الروسي وأذربيجان أقل من 10٪ من فجواتهما.

ولا تزال أوروبا الغربية هي المنطقة الأفضل أداءً، وقد شهد أداؤها تحسناً كبيراً، حيث تم إغلاق 77.6٪ من الفجوة بين الجنسين بشكل عام. وبهذا المعدل، سيستغرق سد الفجوة بين الجنسين 52.1 عاماً.

وتنتمي 6 من البلدان العشرة الأولى في المؤشر إلى هذه المنطقة الجغرافية.

وتعتبر منطقة جنوب آسيا ثاني أسوأ الأقاليم أداءً، حيث تمكنت من سدّ 62.3٪ من الفجوة الإجمالية بين الجنسين وحققت تراجعاً مقارنةً بالعام الماضي.

هذا الانخفاض الذي وصل إلى 3.8 نقطة يستدعي 195.4 عاماً لسد الفجوة بين الجنسين، ولا بد من الإشارة إلى أن أداء الهند له تأثير كبير على النتيجة الإجمالية للمنطقة