حكمة بكر.. رواية تبرز تناقضات الطبقات الاجتماعية في مصر

السبت, يونيو 12, 2021 - 15
تحقيقات منوعة

الكاتب ناصر خليفة

كاتب حر

صدرت حديثا رواية بعنوان "حكمة بكر" للمؤلفة الشابة رهام راضي عن دار الرواق للنشر والتوزيع.

جدير بالذكر أن "حكمة بكر" هى الرواية الثالثة بعد رواية "مرآة فريدة" التى صدرت عام 2014 ورواية "سُمعة شريفة" التى تم إصدارها عام 2017.

عن الرواية يقول الدكتور سمير محمود استاذ الإعلام : جاءت رواية "حكمة بكر" بلغة تترواح بين الفصحى البليغة والعامية الدارجة في حوارات الأبطال يتخللها أشعار لابن عروس تم توظيفها بإتقان ومهارة فريدة، نجحت الكاتبة رهام راضي في نسج أحداث وخيوط روايتها الجديدة . 

تدور أحداث الرواية حول "حِكَم" الصعيدية الأصل، التى تعيش لسنوات طويلة من حياتها أسيرة قيود وهمية تنكسر مرات ومرات، حتى تسير بإستسلام في طريق طويل لا عودة منه، إلى أن يصفعها القدر فى منتصف طريقها بصدمة عنيفة لم تكن قد حسبت حسابها، ما أدى لاهتزازها وزلزلة كيانها إلى حد فقدان السيطرة التامة على واقعها وخطواتها، لكنها مع ذلك تقف وتواجه بيقين تام.

ويضيف دكتور سمير محمود : نجحت الكاتبة في تصوير مسارح الأحداث المتعددة بين القاهرة والصعيد الذي برعت في وصف عاداته وتقاليده ولغته، كما تنتقل الرواية في جزء منها إلى القاهرة الجديدة، وتناقش العديد من القضايا الملحة مثل الزواج المبكر و الختان، وقد نجحت في بناء شخصية "حكم" الشخصية المحورية فى روايتها،  التي تمثل نموذج له دلالته على المرأة المصرية الحمولة، فيما كان في المقابل وصفها وبنائها البارع لشخصية عدوي المفعمة بالتناقضات. 

ويكمل سمير محمود : الرواية تبعث رسائل عديدة ولكن الرسالة الأهم هي ضرورة الصمود أمام صفعات الحياة وعدم الاستسلام.

وعن اليقين الذي وصل إليه حكم في النهاية يقول سمير محمود: اليقين يأتي بزوال الشك، وتخبطات الحياة إما تبعد الإنسان كل البعد عن يقينه بالله ورفضه الدائم لكل ما يحدث له، و إما أن يحدث مثل ما حدث مع حكم، كل ما مرت به كان بمثابة تأهيل لها لكي تصبح على ثقه بأن الحياة تحمل الخير والشر معًا وأن توقع الخير فقط أمر عبثي والاستسلام لشرور البشر هو قمة الأذى، وانما رفض الشر والسعي الدائم لتحقيق الخير.

وعن البطولة في الرواية تقول المؤلفة رهام راضي " رغم أن البطوله نسائية إلا أن اسم الرواية يحمل أسم بطل أساسي من ابطالها، وهو سبب في أن تصبح حكم هي بطلة الرواية.. ربما يذكر اسم شخصية ما في صفحة واحدة ويكون هو المحرك الإساسي لباقي أحداث الروايه. 

وحول لغة الرواية تقول  رهام راضي : عادة ما أعتمد على اللغة العربية الفصحى في السرد ولكن في الحوارات بين أبطال الرواية أستخدم العامية، والسبب الرئيسي هو كما ذكرت أنني اتعمد دائمًا في كل عمل إظهار التناقضات بين الأبطال من حيث المناطق السكنية ومستوى التعليم والثقافة والخلفيات الاجتماعية، وأكثر ما يقرب العمل الأدبي من القارىء هو شعوره بصدق الابطال..

وتضيف المؤلفة : يعتقد البعض أنه من السهل على الكاتب أن يعير بالعامية على لسان أبطاله ولكن في الحقيقة أن الأمر أصعب بكثير لو أن الرواية بأكملها لغة عربيه فصحى، هذا لأنني يجب أن ادرس كل فئة وطريقة تعبيرهم في سعادتهم وغضبهم وحواراتهم اليوميه.. وهو ما حدث معي في روايتي الأخيرة على سبيل المثال فقد أختلفت مسارح الأحداث ما بين حي السيدة زينب وحي القاهره الجديدة وصعيد مصر وكل بطل كان له أسلوبه الخاص. 

وعن ترتيباتها قبل الشروع في كتابة الرواية  قالت رهام راضي : قبل البدء في كتابة الرواية أبدأ في كتابة وصف لكل بطل..عمره ملامحه- وكأنني أرسم صورة له- له علامة مميزة في وجهه/وجهها، طريقة ملابسه واللون الذي يحبه وربما الأكلات التي يحبها! 

قبل كل هذا يكون في ذهني تصور مبدئي للقصة بشكل عام..ولكن رسم الشخصيات وعمل ملف خاص بالأبطال يفيدني جدًا أثناء كتابتي .
واحيانًا عند مراجعتي أُصدم من بعض التصرفات ولا أتذكر كيف كتبتها هكذا ولكن مع الوقت ادركت أن البناء المبدئي يجعل الأبطال في مرحلة نمو ونضج مستمر في عقلي الباطن، هذا لأنني رأيتهم بعقلي قبل البدء في الكتابة، فيتحول الأمر وكأنهم هم من يملون علي ما يجب كتابته.. 

ترفض رهام تصنيف روايتها ضمن الأدب النسائي فتقول: لا أعتقد أن رواياتي تناقش بشكل محدد قضايا المرأه دونًا عن غيرها.. في كل رواية اطرح عدة قضايا تخص المجتمع بشكل عام ومن ضمنها قضايا تخص المرأه والرجل أيضًا.
وأنا لا ارفض التصنيف أو اقبله.. ما يهمني في النهايه ان تصل كتاباتي الى القارىء وأن تترك فيه أثًرًا. لأن هذا ما سيبقى له في النهاية وفي رصيدي الأدبي.

 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0