طقوس وعادات خاصة لرمضان في السودان

الأربعاء, أبريل 28, 2021 - 21
تقارير منوعة

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية

رحلتنا الرمضانية اليوم من السودان وعاداته التي تميز بها عن غيره من البلدان ، فقبيل حلول الشهر الكريم يشتري السودانيون التوابل وقمر الدين ويقومون بإعداد مكوّنات شراب شهير يسمّى "الحلومر" وهو يصنع من عدة مواد أهمها الذرة والتوابل وغيرها،وتحتوي المائدة السودانية على بعض الأكلات المقلية والحلويات و"العصيدة" والسلطات، وأنواع عديدة من المشروبات المحلية والعصائر المعروفة، فضلاً عن "سلطة الروب" والشوربة وغيرها من مكوّنات المائدة الرمضانية العامرة.

فمع بداية شهر شعبان  تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة، هي رائحة ( الأبري ) أو ( المديدة ). ونسبة المسلمين تصل إلى (96%)، يتكلمون أكثر من ( 110 ) لغة ولهجة محلية.

أهم العادات الرمضانية السودانية :

- عبارات التهنئة  الخاصة برمضان 

من عبارات التهنئة المتعارف عليها بينهم في هذه المناسبة قولهم: ( رمضان كريم ) وتكون الإجابة بالقول: (الله أكرم) أو: ( الشهر مبارك عليكم ) أو: ( تصوموا وتفطروا على خير ) .

 - الأواني الجديدة 

ومما يلفت النظر عند أهل السودان أن ربّات البيوت اعتدن على تجديد وتغيير كل أواني المطبخ ، احتفالاً وابتهاجًا بقدوم شهر رمضان .

- المدافع 

كما تبدأ المدافع في الانطلاق عند كل أذان مغرب، معلنة حلول موعد الإفطار، وقبل الفجر للتنبيه على الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات.

- الإفطار في المساجد والساحات

ومن العادات السودانية الفريدة في رمضان، وهو إفطار الناس في المساجد وفي الساحات التي تتوسّط الأحياء، وعلى الطرقات تحسباً لوجود مارة ربما يكونون بعيدين عن منازلهم أو وجود عزّاب في الأحياء قد لا يتوفر لديهم الوقت لإعداد الطعام بالطريقة التي يريدونها، فقبل الغروب بدقائق تجد الناس يتحلَّقون في جماعات خلال لحظات الإفطار لاصطياد المارة ودعوتهم لتناول الإفطار معهم.

- الهدايا للأطفال الصائمين 

 يعتمد السودانيون تعليم الأطفال الصيام منذ الصغر، فيشجعونهم على صيام الشهر من خلال تقديم الهدايا في آخر النهار، كما يقدمون الإفطار والطعام للأطفال قبل الكبار والضيوف، تكريماً لهم ولصيامهم في هذا الشهر، الأمر الذي يجعل الأطفال يرغبون في الصيام منذ الصغر.

- الزفة

وعند ثبوت رؤيته الهلال يحدث ما يُعرف بـ ( الزفة ) إذ تنتظم مسيرة مكونة من رجال الشرطة، والجوقة الموسيقية العسكرية، ويتبعهم موكب رجال الطرق الصوفية، ثم فئات الشعب شبابًا ورجالاً. وتقوم هذه ( الزفة ) بالطواف في شوارع المدن الكبرى، معلنة بدء شهر الصيام .

- المشروبات 

ومع حلول موعد الإفطار يتم شرب ( الآبريه ) ويُعرف بـ الحلومر وهو شراب يروي الظمآن، ويقضي على العطش الذي تسببه تلك المناطق المرتفعة الحرارة. و( الآبريه ) كما يصفه أهل تلك البلاد، عبارة عن ذرة تنقع بالماء حتى تنبت جذورها، ثم تُعرَّض لأشعة الشمس حتى تجفَّ، ثم تطحن مع البهارات، وتعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج . ويستعد الناس عادة لتحضير هذا الشراب قبل رمضان بأشهر، فإذا جاء الشهر الفضيل تقوم النساء بنقع ( الآبريه ) بالماء فترة حتى يصبح لونه أحمر، ويفطر عليه الصائمون، فيشعرون بالري والارتواء بعد العطش والظمأ طوال النهار.

ومن المشروبات المشهورة عند أهل السودان في هذا الشهر الكريم شراب يُصنع من رقائق دقيق الذرة البيضاء، حيث تطهى على النار ، ويُعمل منها مشروب أبيض يُعرف بـ ( الآبري الأبيض ) له خاصية الإرواء والإشباع، إضافة إلى شراب (المانجو) و( البرتقال)و( الكركدى )و( قمر الدين ) ونحو ذلك .

المناطق الريفية 

وفي المناطق الطرفية للعاصمة السودانية الخرطوم، وعلى طول الطرق التي تربطها بأقاليم السودان المختلفة تنتشر تجمعات الإفطار الرمضاني التي تضم في العادة الرجال والصبية من أهل البيوت المتجاورة على جانبي الشارع، وقبل مغيب الشمس، يقوم الشباب بتجهيز المكان المعد للافطار وذلك بان يفرشوه بما تيسر من مفروشات وفق المستوى المالي لأهل الحي، وقبيل أذان المغرب يجلس الرجال فوق هذه المفارش، بينما ينهمك الشبان في إحضار الصواني التي تحمل طعام الإفطار، ويشكل تناول الإفطار عادة اجتماعية أصيلة فيها الكثير من قيم التعاون، حيث يحضر كل شخص طعاما من منزله.