عصر الدفق العنكوبتي

مقالات عامة
الكاتب: 

إلهام عيسى

كاتبة صحفية
الثلاثاء, يناير 12, 2021 - 22

 تحت شعار ووقع الحرية المزعومة والديمقراطية الناشئة اغرقت مجتمعاتنا بالمد الغربي تحت يافطة التواصل وشبكته العنكوبتية التي لا ترحم أي مغلوق مكتوم قديم .. مهما حاولت الحكومات والزعامات الروحية ان تحصر تبعات هذا المارد في قمقم معين لم تستطع في ظل تجدد شبكات وبرامج وتنوع التواصل وانفتاح اعلامي غير مسبوق اصبح فيه الضخ الإعلامي اخطر من الكتم .. اذ كنا نصارع الاغلاق والكتم والتقنين فيما اليوم نعاني من اثر الانفتاح والدفق غير المنضبط الذي لم يبن على أسس صحيحة جراء ثقافات مجتمعية ما زالت قاصرة مما أدى الى عدم التصرف بحسن وتروية تنسجم مع البيئة والواقع والتاريخ والمجتمع ويمكن لها ان تتفحص الأفق وتنطلق نحوه رويدا رويدا ..

لكن الموج كان اعلى وهكذا تصاعد المد يغرق في مدياته كل شيء سيما بعد ان اصبح الموبايل والانترنيت في كل مدينة وقريبة وبيت بل في كل غرفة وجيب ... يمنح تمام الحرية لكلك الاعمار بلا قيود ولا رقابة ولا حدود غير قدرة الانسان وعقله وتربيته وانضباطه .. مما جعل الحكومات والمؤسسات المدنية في حيرة من امرها بكيفية التصرف إزاء ما يحدث ..

في النتيجة التي يجب ان يعيها الجميع بما فيهم أصحاب القرار والنخب والمرجعيات بان المد العنكبوتي – اذا جازت التسمية – يجب ان يستمر وان لا نضع ضوابط وتقييد جديد يات بنتائج عكسية وفقا لقاعدة كل ممنوع مرغوب وهذا ما عاشته وعرفته امتنا العربية بدولها وشعوبها ..

لكن ثقافة التسامح وحسن التصرف وتعميم الرقابة البيئية والبيتية والإرشاد مع المتابعة واحساس الاخر بان الحرية مقيدة ومرشدة مقننة لحمايته حتى يعي  ذلك ويستوعبه .. اذا ما استطعنا ان نصل بهذا المفهوم الواعي الى بقية أفراد المجتمع بقناعة الابوة الحكومية والمؤسساتية والاسرية والدينية  .. يمكن لنا ان نتلمس الضوء في كل النفق وليس في نهايته الماسوية التي نخشاها وربما يخطط الاخر لنا كي نقع بها .. علينا تدارك الموقف عبر التعاطي بإيجابية وعلمية واريحية قبل تهور وارتجتال عشوائي لا علم فيه وبفحواه ..  
كونوا بخير .. ساكن معكم ..