عظيمة يا مصر روح نصر أكتوبر

مقالات عامة
الكاتب: 
مصطفى كمال الأمير

الكاتب مصطفى كمال الأمير

كاتب حر - هولندا
الخميس, أكتوبر 8, 2020 - 02

بعد 47 عاما علي ملحمة إنتصار حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973 م 
وبدرالعاشر من رمضان المعروفة في سوريا بحرب تشرين 
وفي إسرائيل بحرب يوم كيبور (عيد الغفران ) 
وهي الحرب الرابعة بعد حرب فلسطين 1948 والعدوان الثلاثي 1956 
ثم هزيمة العرب المريرة في1967 التي أدت الي إحتلال سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية ومدينة القدس العربية والمسجد الأقصي والضفة الغربية وغزة وباقي فلسطين
حرب السادس من أكتوبر الخالدة
 والتي خاضها العرب وقادتها مصر وسوريا بتنسيق القيادة المشتركة علي جبهة القتال 
لتحديد ساعة الصفر للهجوم المباغت والصاعق للعدو الإسرائيلي المسلح بأحدث الأسلحة الأمريكية وأقمارها الصناعية للتجسس علي تحركات الجيوش والأساطيل العربية المواجهة لإسرائيل
وساهم الأشقاء العرب في الحرب بالدم والرجال والمعدات والمال وحظر تصدير البترول العربي الي أمريكا والغرب 
في ملحمة نادرة للتكامل والوحدة والتضامن العربي لمحو عار الهزيمة وتحطيم أسطورة إسرائيل التي لا تقهر وإزالة آثار العدوان ورد العزة والكرامة والحرية لكل عربي ومسلم من المحيط الهادر الي الخليج الثائر..
تم أقتحام خط حاييم بارليف المنيع والدشم الحصينة بعرض 12 كم داخل عمق سيناء وطول 170 كم علي طول القناة بالقصف المدفعي وضربات الطيران المصري وإختراق الساتر الترابي في 81 موقع بإستخدام الطلمبات كمدافع للمياه 
في فكرة بسيطة لكنها عبقرية للضابط مهندس باقي زكي المصري القبطي مستوحاة من أعمال التجريف أثناء بناء السد العالي
 ونجح في عبور القناة عشرات الألاف من جنود مصر البواسل علي الجسور النقالة بآلياتهم المدرعة والدبابات 
أو في  القوارب المطاطية الي الضفة الشرقية 
في ملحمة بطولية نفذها سلاح المهندسين 
والتوغل أكثر من 20 كيلومتر في عُمق سيناء المصرية  
وقام الجيش السوري أيضا بتدمير خط آلون الدفاعي علي هضبة الجولان المحتلة
 لكن السوريين كانوا أقل ثباتا في الحفاظ علي مواقعهم 
وعانت أيضا مصر من ثغرة الدفرسوار في السويس بعد قيام فرقتين دبابات بقيادة آرييل شارون بعبور عكسي لقناة السويس ومحاصرة الجيش الثاني
 ثم مباحثات وقف إطلاق النار في الكيلو 101
بعد إعتراف قادتهم بأنهم عاشوا الجحيم وأن جيش مصر قد زلزل الأرض تحت أقدامهم وسقوط الألاف منهم قتلي وجرحي وأسري لأول مرة في تاريخ إسرائيل القصير 
لأن جيشنا الأكثر إيمانا بالله وبنفسه كان مختلفا بعد سنوات قليلة من التدريب والتسليح ونتيجة حائط الصواريخ وأشرس معارك الدبابات في سيناء وبطولات قواتنا البرية والجوية والبحرية وتضحيات شهدائنا الأبرارعلي أرض القمر والفيروز 
ومنهم الشهيد طيار عاطف السادات شقيق الرئيس السادات صاحب القرار الشجاع وخطة الخداع والتمويه وقادة الجيش المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع والفريق عبد الغني الجمسي قائد العمليات والفريق سعد الشاذلي  رئيس الاركان والفريق مبارك قائد الضربة الجوية
من نتائج الحرب عودة أهالينا في مدن القناة إليها بعدما هجروا منها الي محافظات داخلية بعيدة عن الجبهة والقصف المدفعي منذ حرب 1967 
والأهم هو كسر أنف وأسطورة إسرائيل التي لاتقهر وتغيير موازين القوة لصالح مصر 
إنهاء المستقبل السياسي لوزير الدفاع موشيه ديان ورئيسة حكومته جولدا مائير  بعد هزيمتهم في الحرب 
ثم إعادة فتح قناة السويس للملاحة الدولية في 5 يونيو 1975 منذ إغلاقها في1967 
ثم البدء بمفاوضات السلام لتحرير سيناء 
بعد زيارة القائد المنتصر الرئيس السادات التاريخية الي إسرائيل في شتاء 1977 والتي نجح بها في إستعادة أرض سيناء كاملة 
بينما فشل السوريين في تحرير هضبة الجولان علي مدار  47 عاما حتي تاريخه 
بعد رفضهم لمبادرة السلام مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وباقي الدول العربية
 وقاموا بتشكيل ماعرف حينها بجبهة الصمود والتصدي بقيادة رئيس العراق صدام حسين وحافظ الأسد سوريا والزعيم الليبي معمر القذافي  

وهناك قاعدة سياسية ثابتة بأنه لاسلام بدون سوريا 
ولا حرب بدون جيش مصر الدرع والسيف 
وكما قالها السادات في خطاب النصر أمام مجلس الشعب المصري قبل إغتياله علي يد خالد الإسلامبولي وعبود الزمر في 6 أكتوبر 1981 
أثناء العرض العسكري والمعروف تاريخيا بحادث المنصة الشهيرة 
في محاولة فاشلة من تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية والإخوان بالإستيلاء علي الحكم في مصر للتأسيس للدولة الدينية علي غرار داعش وأخواتها
 أو ما يدعونه زورا وبهتانا بدولة الخلافة الإسلامية 
تحول عيد الغفران اليهودي الي ذكري أليمة للإسرائيليين بعد هزيمتهم الساحقة من المصريين في ستة ساعات فقط 

ختاماً بعد 41 عاماً من معاهدة السلام كامب ديفيد بين البلدين عام 1979 
هل آن أوان تعديل بعض بنودها المجحفة بعد تغير الكثير من المعطيات علي الأرض المصرية وحربها المفتوحة علي الإرهاب الدولي
وتنامي قوة الجيش المصري تاسع جيوش العالم حالياً
بعد تنويع مصادر تسليحه شرقاً وغرباً 
و هل كانت حرب أكتوبر  حقاً هي آخر الحروب العربية الإسرائيلية
أم هناك حرب فاصلة أخيرة في ذكراها  الخمسين عام 2023