قناة السويس بين الماضى والمستقبل

مقالات عامة
الكاتب: 

الباحث الإقتصادي سيد خضر

كاتب حر
الأربعاء, أغسطس 5, 2020 - 22

لقد كان افتتاح قناة السويس عام 1869 م نقطة تحول فارقة فى تاريخ مصر في تلك البقعة الحيوية من مصرنا العزيزة التي شهدت تطورا عمرانيا واقتصاديا على مر السنين ، والتى تم حفرها بسواعد ودماء أبنائها العظماء ، وكان هذا التحول نحو عملية تنمية وتطوير مدن كبرى على ضفاف القناة وهى السويس والإسماعيلية وبورسعيد وأيضا سيناء الحبيبة .

اليوم وفى ذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة فإن مصر على موعد جديد مع التاريخ أنجزت بسواعد مصرية وأموال مصرية ،بل شيدت قناة جديدة تفتح الباب والأمل واسعا أمام حزمة من المشروعات الاقتصادية العملاقة التى نقلت بمصرنا الغالية إلى برالأمان ومزيد من التنمية الشاملة في مختلف المجالات الصناعية والزراعية والعمرانية وجعلها من أهم المراكز التجارية العالمية .

تعد قناة السويس المصرية معبرا مائيا له أهمية كبرى في حركة التجارة العالمية ،وفي ضوء نمو التجارة العالمية جديد لدعم وتعزيزالاقتصادي المصري،ومن أبرز الصفات الهامة للقناة الجديدة، أنها تبلغ 35 كم، إذ تبدأ من الكيلومتر 60 إلى 95 كم، وقد تم توسيع القناة من خلال الحفر الجاف بنحو 37 كم ليصل طولها الإجمالي إلى 72 كم ، لتعمل على اختصار زمن العبور من 22 ساعة إلى 11 ساعة فقط بنسبة 50% وكذلك فترة الانتظار من 9 ساعات إلى 3 ساعات.

فقد وفرت القناة للسفن والباخرات إمكانية الإبحار في كلا الاتجاهين في نفس الوقت، وذلك للتقليل من وقت الانتظار لمعظم السفن، ولمضاعفة قدرة قناة السويس على تسهيل حركة النقل بين الدول.

عام الفرح 2014م تم إصدار قرار ببدء العمل به من قبل القيادة الرشيدة وإعطاء البدء فى تنفيذ الإنشاء ،وذلك بعد أن تم إعادة تشكيل الخرائط وتعديلها بما يتناسب مع المشروع الجديد، وإنجازه في مدة عام واحد بتمويل كامل من الشعب المصرى العظيم من خلال طرح سندات ذات فائدة في سوق الأسهم المالية وقد تم جمع نحو أكثر من 64 مليار جنية مصرى في بضعة أيا م.

أهمية قناة السويس الجديدة تكمن أهميّة المشروع في زيادة العائد الإيجابي الذي تفرضه على الاقتصاد المصري، فقد ساهم في تعزيز الثقة وزيادة قوة الاقتصاد المصرى، وذلك من خلال توفيرالفرص الاستثمارية للشركات الوطنية والأجنبية، مما أدى لزيادة معدل دخل القناة من العملات الأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين، بالإضافة إلى دورالمشروع في تسهيل حركة السفن التجارية وتوفير أكبر قدر ممكن من الأمان لحمايتها،وإعطاء الحكومة المصرية مزيد من المنح والحوافز لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية فى منطقة محور قناة السويس وجعلها منطقة صناعية لوجستية وكذلك محور تجارة عالمى ، يساعد فى دعم الدخل القومي المصري وتعزيز أرباح العملة الصعبة وتوفير فرص عمل للشباب ،و زيادة حجم نقل البضائع وتعظيم العائد من القناة وتعظيم دور النقل المتعدد الوسائط .

وملء فراغ سيناء لتطوير هذا الجزء المهم من أرض مصر،والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة والاستفادة من تلك المنطقة الاستراتيجية ،ووضع مكانة مصراقتصاديا على خريطة العالم الاقتصادية ،وسيكون لة آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مسبوقة على مصرنا الحبيبة ،وكذلك تعزيز الأمن القومى المصرى.