ما بعد المصالحة بين فتح وحماس ؟

مقالات عامة
الكاتب: 

منذر السيد الحلولي

كاتب حر
السبت, يوليو 25, 2020 - 16

ثلاثة عشر عاما وما يزيد من الانقسام بين حركتي فتح وحماس ؛ يبدو انها ستنتهي بإعلانهما التوصل إلى مهرجان ومؤتمر وطني في غزة، سيلقى به السيد الرئيس محمود عباس والسيد اسماعيل هنية وغيرهما كلمات في مواجهة خطة الاستيلاء على الارضي الفلسطينية او ما يعرف بخطة الضم ( مع تحفظنا على كلمة ضم ! )
ويعتقد محليا رغم حالة الاحباط في المجتمع الفلسطيني ان ينتهى المؤتمر بالاتفاق على الوحدة الفلسطينية، و تشكيل حكومة توافق وطني، والتأكيد على تزامن الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، إضافة إلى أن يخوّل الرئيس بتحديد موعد الانتخابات بالتشاور مع القوى والفعاليات الوطنية، و على عقد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير لممارسة مهامها المنصوص عليها في الاتفاقات السابقة بين الطرفان .
و الاستئناف الفوري لعمل المصالحة المجتمعية ولجانها الفرعية استنادًا إلى ما تم الاتفاق عليه مسبقًا.
 تغيرات كبيرة ستشهدها الساحة الفلسطينية حال تحققت المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، وتشكلت فعلاً حكومة وحدة وطنية من كل أطياف الشعب، وأجريت انتخابات رئاسية وتشريعية، وأيضًا انتخابات منظمة التحرير الفلسطيني التي ستدخل فيها حماس لأول مرة، فضلاً عن وضع إستراتيجية موحدة داخل إطار المنظمة.
 في حال تحققت المصالحة ونجحت بين الطرفين فإن التغيرات ستكون على النحو التالي:

_ وفدا فتح وحماس يجتمعان في غزة لبحث تنفيذ اتفاق المصالحة ، واجراءات بناء الثقة مثل تسليم المعابر والحدود لرجال الامن الوطني الفلسطيني ، واطلاق سراح المعتقلين السياسين من الطرفين في غزة ورام الله .
والاتفاق على مواجهة الخطط الاستعمارية التوسعية الاسرائيلية بفعاليات وطنية موحدة ، وتحديد موعد لاجراء الانتخابات المقبلة .

ومن الطبيعي ان يؤدي المؤتمر الوطني إلى وقف التراشق الإعلامي إلى حد ما على وسائل إعلام الحركتين المحلية بشتى مضامينها المرئية والمسموعة والمرئية وحتى المطبوعة .

_ انفراج الأزمة المالية المتفاقمة لدى الحكومة الفلسطينية في رام الله وغزة ، مما سيدفع إسرائيل بالتصعيد ضد الضفة والقطاع و إعتمادها سياسة الاغتيالات في الضفة والقطاع كما كل جولة تصالحية بين الطرفين، لا سيما وأن استمرار الانقسام يصب في المصلحة الاسرائيلية .
بالأضافة الى فتح المعابر التجارية ونشاط ملحوظ في الحركة التجارية في قطاع غزة، مما سيساهم في الحد من البطالة وزيادة فرص العمل .

_ أبرز ما هو متوقع حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المتواصل في غزة  منذ عام ٢٠٠٧ .

_  تلغي إسرائيل خطة ما يسمى ضم المستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطينينة المحتلة عام ١٩٦٧ ، نتيجة تلك الوحدة التي قامت بالاصل نتيجة لتلك الاجراءات العنصرية، واستمرار وقف التنسيق الامني بين السلطة واسرائيل .

_ تطور وتعاطف مهم سيطرأ للحكومة المصرية كفاعل اساسي في القضية الفلسطينية ، ودعم عربي سعودي واردني وقطري واماراتي لدعم تلك الجهود ، وإنجاز الاتفاق بين فتح وحماس سيدفع عملية السلام المتجمدة منذ عقود عدة، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني .

_ دعم اوروبي وروسي لاتمام انجاز تحقيق الوحدة والمصالحة وبالتالي تغير كبير سيطرأ في وقف التفرد الامريكي بالعالم وخاصة بأهم مشكلة في الشرق الاوسط ، ووقف رسم خريطة الدم الامريكية لاعادة تقسيم المنطقة ، وتفعيل دور الام المتحدة التي سيكون لها كلمة في مؤتمر المصالحة القادم .