المنصة بوست - وكالات
بناء على ثقتها بالعوامل المشتركة بين النساء ودور المرأة في دعم بعضها البعض، تستخدم المصممة لماعازر فنها كوسيلة لنقل تلك الأفكار، من خلال تلويناتها الزاهية ورموزها المميزة.
نساء شبيهات، مزينة بالورود على رؤوسهن، تربطهن رموز تحمل معانٍ فنية وإنسانية، ترافقها ألوان أنثوية حيوية.. هذه العناصر تبرز في لوحاتها الفنانة الجمالية.
وقد عرضت عازر هذه المجموعة في معرض "هن" في "ذا بوكس" في عمان، في شهر يونيو الماضي.
وترمز الرموز الموجودة في اللوحات جميعها إلى الأثر الإيجابي لتضامن النساء، مثل العنكبوت الذي يرمز للبناء، والفراشة التي تدل على التغيير، والشمعة التي تمثل الإرشاد والتوجيه، واليعسوب الذي يرمز لبدايات جديدة.
ومن الواضح أنها استخدمت تقنية الكولاج في الرسم لتمثيل إنجازات النساء، سواء كانت فردية أو جماعية، وقد أرادت أن تظهر النساء بمظهر متشابه في العمل الفني، الأمر الذي يعكس التشابه الذي يتواجد بينهن في عدة جوانب وسمات.
وفقًا لعازر، كانت تجربتها العائلية إلهامًا كبيرًا لها، حيث نشأت في أسرة داعمة ومحبة وكانت لديها خمس شقيقات ومجموعة من الصديقات الملهمات. وقد لعبت هذه العلاقات القوية دورًا هامًا في تحفيزها لتحويل الرؤى والمشاعر القوية إلى تعبيرات بصرية.
بالنسبة لهذه القضية، يقول عازر: "أعتقد أن الفن يلعب دورًا هامًا في قضايا المرأة، وحتى وجود فنانات مبدعات بحد ذاته يعزز دور المرأة من خلال تمكينها". وتوضح قائلة: "كل امرأة تعمل، وتبدع وتنجح هي مثال ملهم للمرأة".
يذكر للتشكيلية عازر أنها شاركت في عروضٍ فنيةٍ عديدةٍ مع فريق "هن"، بما في ذلك مشاركتها في معرض جماعي تحت عنوان "التشخيصية في الفن الأردني" في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة. كما شاركت أيضًا في معرض جماعي آخر في رواق البلقاء. وقامت بعرضٍ فرديٍ تحت عنوان "المجموعة" في جاليري ذا بوكس.
وقد شهدت المعرض الذي عقد في بلاده إقبالاً كبيرًا وتفاعلاً من الجمهور، وبسبب هذا التفاعل والإقبال عبرت عازر عن سعادتها وفخرها بمعرض "هن" بشكل خاص، حيث تأثرت بتجربتها الشخصية مع وجود نساء داعمات ومحبات في محيطها.
بالنسبة لشغف عازر بالفن، فقد رافقها منذ صغرها، وتغذت من خلال الرسم والانضمام إلى دورات متخصصة في الفن، وهذا ما ساهم في تطوير مهاراتها وتحسين أسلوبها الفني الفريد.
لم يقتصر اهتمام عازر على الرسم فحسب، بل عمل أيضًا على النحت والتصميم والرسم في وسائط متعددة، حيث أوضحت أن لكل فنان أولوية معينة في الفن يمكن أن يعبر من خلالها عن رسالته.
في البداية، لم تتمكن عازر من دراسة الفن كتخصص أكاديمي. قررت أن تنضم إلى تخصص اللغة الإنجليزية وآدابها بسبب عدم وجود كلية للفنون في الجامعة الأردنية في ذلك الوقت. لكنها لم تتخلى عن الجانب الفني والإبداعي في حياتها المهنية. عملت في مجالات التصميم، والتدريب الفني، ورسم على الزجاج، وأعمال فنية أخرى لسنوات.
بعد افتتاح كلية الفنون في الجامعة الأردنية، بدأت عازر مرة أخرى دروسها الجامعية، في تخصص الفنون، وفي ذلك الوقت كانت أمًا لثلاثة أطفال.
وفقًا لعازر، بعد أن أصبحت أمًا، بدأت تشغل نفسها في كتابة قصص للأطفال إلى جانب الرسم. نشرت 13 قصة، وتلقت بعضها تقديرًا دوليًا. بالإضافة إلى ذلك، عملت على إعداد منهج التربية الفنية للأطفال، الذي يركز على تعزيز ثقافتهم الفنية وتدريبهم.
من خلال هذا الاتجاه، أسست لما عازر مركزًا للفنون البصرية في مركز هيا الثقافي بناءً على هذه الأساليب بشكل رئيسي وعملت هناك لمدة تقارب الأربع سنوات.
عازر، تبتكر فنها بمناسبة التفاصيل وكل شيء يحيط بها، مع تحملها قيمة محددة ولمستها للقلب، وتحويلها بأسلوبها إلى عمل فني مرئي.
وفي هذا السياق، تقولعازر: "الحقيقة هي أن من يرغب في القيام بشيء ما، يمكنه التغلب على جميع الصعاب والتحديات، وينظر إليها بطريقة مختلفة".
وفي ختام حديثها، تشير عازر إلى أنها حاليا تقوم بإعطاء دروس الفن للأطفال بالتعاون مع عدة جهات، وتقوم أيضًا بالرسم على نطاق شخصي. وتعتزم البقاء على هذا النحو حتى تتمكن من تقديم مجموعة كاملة من الأعمال التي تحمل فكرة جديدة وأسلوبًا مختلفًا.
إضافة تعليق جديد