فاز الكاتب العماني زهران القاسمي بالجائزة العالمية للرواية العربية , يوم الأحد الماضي الموافق 05/21/2023, لأفضل رواية عربية عن روايته تحت عنوان "تغريبة القافر" في الدورة السادسة عشرة للعام 2023.
وقد كشف محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم، بشكل افتراضي عن الرواية الفائزة بالجائزة والصادرة عن دار رشم، خلال فعالية أُقيمت في أبوظبي.
و تمنح الجائزة النقدية للقاسمي مبلغ 50 ألف دولار أمريكي، وتدعم أيضًا ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية، وذلك للترويج لها على المستوى الدولي.
و قال الأشعري إن لجنة التحكيم قد اختارت رواية تغريبة القافر للكاتب زهران القاسمي، وذلك بسبب اهتمامها بموضوع جديد في الأدب الروائي المعاصر، وهو الماء وعلاقته بالبيئة الطبيعية وحياة الإنسان في المناطق الصعبة.
و قدّم الكاتب هذا الموضوع عن طريق تجميع الواقع والأسطورة معاً بشكل مستمر، وذلك عبر بناء رواية متينة ولغة شعرية سلسة وصياغة شخصيات مثيرة للاهتمام التي تؤدي دوراً رئيسياً في الحياة اليومية للناس، وفي نفس الوقت تثير مخاوفهم وانزعاجهم.
و أكد الأشعري إن الكاتب نجح في تقريبنا من مسرح غير مألوف للرواية المعتادة في العالم العربي، ألا وهو مسرح الوديان والأفلاج في سلطنة عمان وأهمية العوامل الطبيعية في العلاقة المتبادلة بين الإنسان ومحيطه وثقافته".
فيما قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء جائزة الرواية العربية العالمية، بأن " تغريبة القافر " هي رواية تنشأ من وسط بيئتها القروية في عمان، وهي تعيش وتعاني من النقص المائي ومخاطر الجفاف والفيضانات المفاجئة.
تدور أحداث الحكاية في بلدة عمانية وتروي الحكاية سالم بن عبدالله، وهو أحد الأشخاص الذين يتبعون مسار المياه، والذي يساعد الأهالي في البحث عن الينابيع الجوفية.
تتدور الأحداث في الرواية في عالم الجداول والمنافذ المرتبط بحياة الري الفلاحي لتقوية الحدائق، المتطابقة مع الحياة في القرى العُمانية التي شكلت موضوعًا ولفت الأساطير حولها.
و يطرح الكاتب في النص سؤالًا مهمًّا على القارئ، حول إمكانية أنّ تكون المادّة التي تمنح الحياة للكائنات هي نفسها سبب موتها من خلال ندرتها أو فيضانها، مثلما حدث مع القافر الذي ارتبطت حياته منذ ولادته بالماء. فقد ماتت أمه غرقاً، وطُمر والده تحت قناة أحد الأفلاج، ويتردد القافر كسجين في قناة أحد الأفلاج، مقاومًا للحياة. ويعيد نص " تغريبة القافر" للراوي وظيفته الأساسية في ريّ الناس وإشباع ظمئهم.
و زهران القاسمي هو كاتب عماني بارز في الشعر والرواية، مهداً من الطائيين في دماء، في سلطنة عمان، والذي ولد عام 1974. لقد صدرت له ثلاث روايات قبل تغريبة القافر، وهم: "جبل الشوع" (2013)، "القنّاص" (2014)، و"جوع العسل" (2017). والى جانب ذلك، فهو قد نشر عشرة دواوين شعرية، و"سيرة الحجر 1 (قصص قصيرة، 2009)، و"سيرة الحجر 2" (نصوص، 2011).
و يعد القاسمي المؤلف العُماني الأول الذي حاز على الجائزة العالمية للرواية العربية، وصدرت روايته من دار رشم السعودية.
وقد تم إختيار رواية " تغريبة القافر " من قبل لجنة التحكيم كأفضل رواية نُشرت بين 1 يوليو 2021 و 30 يونيو 2022، وذلك من بين ست روايات قصيرة من كتّاب ممثلين للجزائر، السعودية، العراق، عُمان، ليبيا، ومصر، ترشحوا للجائزة لهذه الدورة. وكان الكتاب الذين ترشحوا في القائمة القصيرة هم الصديق حاج أحمد، أزهر جرجيس، نجوى بن شتوان، ميرال الطحاوي، فاطمة عبد الحميد، وزهران القاسمي. وتم تقديم جائزة بمقدار عشرة آلاف دولار أميركي للمرشحين الستة.
هذا وقد تم اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مؤلفة من خمسة أعضاء، حيث يترأسهم الأديب والروائي المغربي محمد الأشعري، ويشارك في اللجنة كل من الأكاديمية والروائية المصرية ريم بسيوني، والأستاذ الجامعي والمترجم السويدي تيتز روك، والكاتبة والأكاديمية العمانية عزيزة الطائي، وأخيرًا الروائية والباحثة والصحافية الجزائرية فضيلة الفاروق.
إضافة تعليق جديد