كتب : كمال الرواغ - غزة
ستقام في القاهرة القمة العربية للشباب العربي في الفترة من 10 إلى 12 يناير 2024. يتطلب النجاح العمل والتحضير الجاد والجيد والمثمر والمنظم. علينا أن نعمل على تعبئة جميع الطاقات الشبابية العربية في الدول العربية المختلفة وتعزيز دورها في التنمية المستدامة. يجب أيضًا رفع وعيها الثقافي الوطني والقومي وتعزيز الوحدة الوطنية وروح التكامل بين جميع الدول العربية. على العكس من ذلك، يجب أن نرفض ثقافة التجزئة والخلافات التي تنفذ طاقات العرب وتحرفها عن الطريق الصحيح في خدمة المصالح الوطنية والقومية الموحدة في ظل عالم متغير لا يحترم الضعفاء ولا يقدم لهم أي مكان.
ويتعين العمل على توعية الشباب العربي بأهمية القضية الفلسطينية للعالم العربي بأكمله، وكيف أن أمن واستقرار وتنمية العالم العربي ودوله مرتبطة بصورة كبيرة بتحقيق الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة التي لا يمكن المساومة عليها في فلسطين، بدءًا من حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها في عام 1948، وصولًا إلى حقوق الحرية والمساواة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والعاصمة القدس.
من هنا، يبرز أهمية زيادة وعي وإدراك الشباب العربي بأهمية القضية الفلسطينية والعمل بجد لإعادة إلحاق القضية الفلسطينية بأولويات المستويين الشعبي والرسمي العربي، وخاصة الشباب. كما يجب أن نتخلص من الغبار الذي تسببت فيه الخلافات العربية في سنوات الربيع العربي، حيث نقلل من اهتمامنا بمكانة القضية في نظر الكثيرين. يجب علينا أيضًا أن نعيد الاهتمام بأحداث فلسطين، مثل التصدي لاعتداءات الصهاينة على الفلسطينيين، واستمرار سياسات اليمين الفاشي الديني العنصري الصهيوني، بما في ذلك العنف والقتل والاعتقال والاحتلال اليومي للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. هذه السياسات تشمل أيضًا التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، وتبادل الأدوار بين جيش الاحتلال والمستوطنين في تنفيذ أعمال الإرهاب ضد الفلسطينيين في مدنهم وقراهم بشكل يومي وهستيري، بهدف الإضرار بصمود الشعب الفلسطيني وتحقيق استسلامه لخطط الكيان الصهيوني لتهويد فلسطين بشكل كامل وتحويل الفلسطينيين إلى عبيد ولاجئين داخل فلسطين أو خارجها.
يجلب تنظيم مؤتمر الشباب العربي في القاهرة، الذي من المقرر عقده في الفترة من 10 إلى 12 يناير 2024، أهمية كبيرة. وهذا المؤتمر سيتم في إطار إتحاد الشباب العربي، وسيهتم بدراسة قضايا الشباب في البناء والتنمية المستدامة، وكذلك مناقشة تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والعراق والسودان. وقد تم تخصيص جزء مهم من المؤتمر للتركيز على قضية فلسطين.
نتمنى أن يتم التحضير الجيد والكافي لقمة الشباب العربي، لكي يتحقق المؤتمر النتائج المطلوبة منه والتي تُعَتَمَد عليها كمحفز للتعاون العربي في جميع المجالات.
إضافة تعليق جديد