توصلت دراسة علمية أجراها علماء أستراليا حول تغذية أطفال صغار أعمارهم مابين 6 أشهر وعامين، أن جميع الأطفال الرضع وربع الأطفال الصغار لا يحصلون على كمية الحديد اللازمة.
وتشير مجلة Nutrients، إلى أنه اتضح للباحثين من نتائج لقائهم بـ 1100 من آباء وأمهات الأطفال، أن 9 من كل 10 أطفال دون الثانية من العمر في أستراليا لا يحصلون على كمية الحديد اللازمة.
ويثير نقص الحديد في مرحلة الطفولة اهتمام العلماء. لأن نقص هذا العنصر يؤثر في النمو والتطور ويسبب التعب وفقدان الشهية وفقر الدم.
ووفقًا للإرشادات الأسترالية الرسمية، يحتاج الأطفال إلى 7 ملغم من الحديد يوميًا. وللحصول على هذه الكمية عليهم تناول حوالي 300 غرام من لحم البقر أو 400 غرام من الحبوب المدعمة بالحديد.
ولا يستبعد الباحثون أن يكون مقرروا هذه الارشادات قد تعمدوا رفع مقاديرها. لذلك يجب إعادة النظر بها، ولكن هذا يتطلب إجراء دراسة واسعة تشمل مجموعة كبيرة من الأطفال الرضع.
وفي الواقع لا تختلف الارشادات الأسترالية عن العالمية. فإذا كانت المعايير الأسترالية مرتفعة فعلا، فيجب على جميع الأنظمة الصحية في العالم إعادة النظر في حساباتها وتوصياتها.
وبالإضافة إلى هذا لم يكن لدى الباحثين بيانات عن مستوى الحديد في الدم أو فقر الدم لدى المشاركين الصغار في الدراسة. لذلك يخططون الآن لاستكمال دراستهم بهذه البيانات في أسرع وقت ممكن، وفي نفس الوقت معرفة كيف يؤثر ذلك في صحة الأطفال. فإذا اتضح أن مستوى الحديد منخفض لدى الأطفال، فيجب إعطاؤهم مكملات محتوية على الحديد.
وتجدر الإشارة، إلى أن مصدر الحديد للأطفال الرضع هو حليب الأم، وتوصي منظمة الصحة العالمية بضرورة إرضاع الطفل على الأقل إلى عمر ستة أشهر لكي يحصل على المواد المغذية اللازمة.
وبالنسبة للأطفال الآخرين، فإن مصدر الحديد هي اللحوم والماكولات البحرية والبقوليات والخضروات وخاصة البروكلي والخضروات الورقية ومنها السبانخ، والفواكه مثل التفاح والحمضيات الغنية بالحديد وفيتامين С، الذي يساعد على امتصاص الحديد. وأما حليب البقر والماعز، فإنه يؤثر سلبا في امتصاص الجسم للحديد لأنه يحتوي على الكالسيوم.
واكتشف الباحثون أن مستوى الحديد منخفض لدى ثلث الأطفال، لأنهم يستهلكون كمية كبيرة من الملح. وكما هو معلوم، فإن الأطفال الذين منذ طفولتهم يفرطون في استهلاك الملح معرضون للإدمان على الأطعمة المالحة، ما يشكل خطورة على صحتهم.