"بقايا أمة " قصيدة للأديب عبد الكريم البعلبكي

الكاتب: 

الأديب عبد الكريم البعلبكي

شاعر وفنان - لبنان
الخميس, أغسطس 12, 2021 - 02

قلبي ضَفّتان لنهرِ حبِّكِ
مليئتانِ بالأزهارِ
والماءِ 
جداولُ دموعٍ فوّارةٍ 
على فرَسِ الأعمارِ،
و شَعرُكِ
ينسابُ وجعَ وطنٍ 
يُلهبُ
سنابلَ الرّوحِ 
رؤيا دمارٍ
وأقبيةُ مجدِكِ
صَدَحتْ في عيونِ القهرِ،
أجراسًا على النكساتِ،
صُراخًا وانفجاراً
برزتْ قبابًا
أشعلتْ أرديةَ الخوفِ
سِدرةَ افتخارٍ
إيهٍ يا شجرَ الفجرِ
لقد أسندوا الى جنازاتِ الشّهامةِ
اشتعالًا وعاراً
و الضوءُ
تعفَّنَ
فامتصَّ علقُ الشّتاتِ
دماءَ الصغارِ
نثروا على صفحاتِ الخيبةِ 
رمادَ الربيعِ
أشعلوا رَحِمَ القصيدِ
سجّلوا على رفِّ الجروحِ 
ميلادَ الثوّارِ
حملوا 
بأكفِّ تاريخِ الجليدِ
لهيبَ الأشعارِ
زرعوا التضحيةَ 
فوقَ ضفافِ دمي
ساروا باتجاهِ الريحِ
نوراً وناراً
امتطَوا
مراكبَ زَبَدِ
جنازاتٍ
 فوق طريقِ نكستهم
جُلناراً
تفسَّخَتْ خلاياكِ يا أمَّتي
تجمَّعتْ أشلاءَ أطفالٍ 
هياكلَ انتصارٍ
نصّبوا 
على بوّابةِ الصّمودِ
شُموسًا وأقماراً
تركوا رُفاتَهم
زينةً لقبوركم
خلّفوا الافتخارَ
أمّا أنتِ
أيتها الشمطاءُ
 التي تُسمّى أمَّةً
ماذا فعلتِ
سوى احتفالاتٍ
 داعبتْ ظمأ السّاحاتِ
والعروشِ 
 يباسٌ
 سنَدَت ذراعَ فَيئِكِ
 أحجاراً 
تاركةً الذِّكرياتِ 
والانهيارَ
ايتها الشَّمطاءُ
 التي تسمّى أمَّةً
سأرثيكِ، وأرثي وجهيَ
المُعَفَّرَ
 بالخيبةِ، والانكسارِ


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0