نَفَسٌ يُعَطِّرُها السماءَ وشَهقَةٌ ..
كالمِسكِ، يَسري في الفَضا، وَتَناسَقوا
والمُخلِصونَ، على التُرابِ تَعاهَدوا
وتَشَبَّثوا بالحقِّ .. فيهِ تَعانَقوا
في القدسِ أطفالٌ، رِجالٌ فِعلُهُم
هَزَموا صُروفَ الخَوفِ حينَ تَعَملَقوا
يا قدسُنا فيكِ المَواجِعُ أُوِّلَتْ
شُهَداؤنا دَربٌ أُعِدَّ، وَأعمَقُ
الحُرُّ يَقلَقُ مِن سُكونِ حُشودِهم
نُومُ العِدا .. لا بدّ حتماً يُقلَقُ
في القدسِ يَحدُثُ ليسَ يَحدُثُ مِثلَهُ
ما عادَ شَهمٌ أو نَبِيٌّ مُطلَقُ
فاروقُ أينَكَ أو صلاحُ تغيثُها
تَستَصرِخُ الألبابَ، دَمعاً تَشرَقُ
صوتُ الحَرائرِ شُعلَةٌ، وَِسِعَ المَدى
وَيُصارِعُ الدُخَلاءَ مُنذُ تَحَلَّقوا
وتَناسَلَ الأحرارُ ثمَّ تَهافَتوا
شُعلاتُ نارٍ للتَحَرُّرِ .. أطلَقوا
إنّا لَها، هذي البِلادُ نُعيدُها
مِن كلِّ خُرمٍ ثائرٌ يَتَمَنطَقُ
قَسَماً سَنَقتَلِعّ البّغاةَ فلا خُناً
في ثورَةِ الإعجازِ ذُلٌّ يُزهَقُ
مهما تَوارَوْا أو تَكاثَرَ حِلفُهُم
صوتُ الخِيانَةِ والفَسادِ سَيُشْنَقُ
عَدَدُ الرِمالِ دِماؤهم أبناؤنا
حانَ الرَحيلُ .. بأرضِنا لن تُخلَقُوا
بالزحفِ للتَحريرِ تَشخَصُ أعيُنٌ
مِن بأسِنا كلُّ الرِئاتِ سَتَشهَقُ
سنُعيدُ للأقصى الطَهارَةَ، والحَرَم
أنهارُنا والبحرُ، كَوْناً أنطَقوا ..
أنَّ البِلادَ وكلَّها، وَطَنٌ لَنا
الزَرعُ والأطيارُ، نورًا أشرَقوا