نَصبي المَجهول قصيدة للشاعرة نهى عمر

الكاتب: 

نهى عمر

شاعرة- فلسطين
الاثنين, أغسطس 30, 2021 - 04

حيرَةٌ تَتلاعَبُ بي
شُعوراً، وفِكراً
تَغتالُ حُسنَ الظَنِّ،
وجَذرَ بَراءتي
كُنتَ قِبلةَ روحي،
ومحرابَ صلاتي 
وصومَعةَ اعتِكافي ..
أُناجيكَ ليلي نهاري
في واحَتَيِّ عينيكَ
أَتَبَتَّلُ
أصلُبُني انتِظاراً ..
لِقَطراتِ غيثٍ عاشِقاتٍ
عانَدْتَ
كابَرْتَ
شَنَقْتَ روحي 
على حِبالِ قسوَتِكَ والغِياب ..!!
أَراكَ ظِلي .. أُلَوِّحُ ..
لا تَراني
كيفَ تَرى،
وأنتَ ظِلُّ سَرابٍ
لا يخشى دمعَ المَطَر ..
لا يَبْتَلُّ ..
تَتَآكَلُ عند عَتَباتِه الهَمَساتُ،
والصَلَواتُ ..
صمتٌ تُأَوِّلُه ضَجيجَ الكونِ
تَختَزِلُ المَدى ..
احتِراقَ سَحابٍ
وكلُّ شرارةٍ تومِضُ بِكَياني 
حَريقاً لا ينطَفيء
أَتَوَسَّدُ حَرارةَ القلق
تُعاقِرُني الظُنونُ تَهَجُّداً
تَمورُ أفكارُ وَساوِسي، ومَخاوِفي ..
في دمائي 
تُرى أينَ تُهتَ .. 
لِمَ اختَفَيتَ ..؟؟
أَكُنتَ وَهْماً ..
امتَطَيتُ شِراعَهُ،
فَخَطَفَتني أيادي أمواجِهِ البَربَرية ..؟؟!!
أم كنتَ حلماً من لَهيبِ الشوق ..
ألسِنَتهُ أحاطَت بي حِصاراً،
وضَلَّلَتني مَشاعِلُ الريبَةِ،
وسُفُنُ الخداع ..
لِتٌبقيني رهينَةَ نٌطقِ الشِفاه ..؟؟!!
جَفَّْت منابِعُهُ،
فلا عطرٌ ولا أشعار
يَبابُ ضِفافِها أوْدَى
بِشهدٍ من رِضاب ..
دونَ تَواجُدنا معاً
تَحتَضِرُ شُموعُ اللقاء ..
لَياليَّ يأسُ الإغتِراب ..
وتَلومُني، وتَدَّعي بؤساً وحزناً
وأنَّني سببَ العَناءِ مع الجَفاءِ مع الغِياب ..!!
زَرَعتَ حولي غٌربَةً، 
وفي القلبِ اكتِئاب
تَعالَيتَ بُعداً،
وبادَرتَ تشكو بانتِحاب
مَزَّقتَ حروفَ التوقِ،
وأحلامي العِذاب
أهملتَ أشجارَ حبي
شَجرُ الغارِ مَحزونُ الإهاب 
لا تشتَكي وأنتَ مُفارِقٌ،
وَتَسومُ عمري سوءَ الصَلبِ والجَورِ المَقيت
مُرُّ النَوى .. نَبتَتُهُ عَذابٌ 
وتزيدُهُ نار العِتاب
قد تذكُرُني ذاتَ وعيٍ 
أو ذات شوقٍ آيِبٍ،
فيَزورُ طيفُكَ دَوحَتي ..
قَفراً تكونُ،
فإني راحِلَة
فلتُرسِل الأزهارَ التي أحببَتُها ..
إكليلَ تعزيَةٍ
على نصبيَ المَجهولِ،
فقد ارتَقَيتُ معَ السَحاب ...


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0