في تطور مهم وضمن اليات تفعيل مقاطعة دولة الاحتلال على المستوي الدولي اعتبر 120 مركزا بحثيا للدراسات في جامعات أميركية مرموقة أن دولة الاحتلال الاسرائيلي دولة تمارس الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني ودعا بيان اعلامي صدر عن تلك الجامعات الكبرى الامريكية الناشطات النسويات إلى الانضمام إلى النضال من أجل حرية فلسطين وجاء البيان الذي صدر ضمن حملة دولية لا زال جمع التواقيع عليها مستمرا في الجامعات الاميركية "نلبي نداء التضامن مع شعب فلسطين بشكل لا لبس فيه ونعلن انضمامنا إلى النضال من أجل التحرر الفلسطيني" .
ومع تنامي تلك الاصوات التي بدأت تطالب بالتدخل السياسي لوقف ما تقوم به حكومة الاحتلال وضمن اليات العمل ادانت تلك المؤسسات التهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم في الشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى والقصف العشوائي لغزة وعنف المستوطنين الإسرائيليين المدعومين من الشرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي وممارساتهم التي يقومون خلالها بالسيطرة على الشوارع واقتحام المنازل ومعاملة الفلسطينيين بوحشية عبر الحواجز الاسرائيلية خاصة انه غالبا ما يصاحب عنف المستوطنين القومي العرقي اليميني الهتاف البغيض "الموت للعرب" ومع تطور لتلك المواقف المهمة من قبل نشطاء على المستوي السياسي المناهض لدولة الاحتلال رفض الموقعين على البيان ما اسموه مصطلح "كلا الجانبين" المستخدم في وصف الصراع القائم في المنطقة كونه يساوى قوة عسكرية واقتصادية وإعلامية عالمية تتمتع بها دولة الاحتلال الاسرائيلي مع فلسطين الخاضعة للاحتلال العسكري .
دولة الاحتلال قائمة باستخدام القوة العنيفة والبيروقراطية العقابية والنظام القانوني لطرد الفلسطينيين من منازلهم الشرعية وإخراجهم من أرضهم في ظل اعتمادهم على القانون الإسرائيلي الذي يوفر الغطاء لجرائم الاحتلال والعمل بشكل منهجي ضد المواطنين الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال والسيطرة الاسرائيلية في ظل استمرار سياسة الاحتلال واعتماده على دعم المستوطنين من خلال ما تقوم به المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية بتطويق المجتمعات الفلسطينية والفلسطينيين المعزولين عن بعضهم البعض بشبكة من نقاط التفتيش وجدار الفاصل الذي يبتلع الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل غير قانوني ليدعم ذلك ما خلصت كل من منظمات "هيومن رايتس ووتش" و"بتسيلم" إلى أن السياسات والممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين هي سياسات فصل عنصري .
وفي ظل استمرار تلك السياسة بات الصوت الدولي يرتفع والعمل المناهض للاحتلال يأخذ اشكال تضامن مختلفة فقيام تلك المؤسسات والجمعيات بالدعوة إلى إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي لفلسطين ودعم حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم يعد خطوة مهمة وتشكل تقدم ملموس على مستوى الرأي العام الامريكي والدولي ومن المهم تفعيل مثل تلك النشاطات التي تشكل العمود الفقري لدعم النضال الفلسطيني على المستوي الدولي وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي والعمل على فضح سياسة الاحتلال والضغط على الحكومات لتغير مواقفها ورفض ممارسات الاحتلال القمعية ضد الشعب الفلسطيني ومساندته في نضاله الشرعي لنيل حقوقه التاريخية .
وفى ظل اتساع قاعدة العمل والتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وتنامي دعم الحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني فأننا نتطلع الي اهمية القيام بالنشاط السياسي والدبلوماسي على المستوي الشعبي من مختلف المنظمات والهيئات والنقابات الجماهيرية وبشكل واسع ومتنامي للتضامن مع فلسطين والعمل على بناء اوسع تحالف دولي داعم لحقوق الشعب الفلسطيني وليرتفع صوت العالم وصوت هؤلاء الذين يرفعون أصواتهم لدعم حق الفلسطينيين في الحرية والعودة والأمان والازدهار وتقرير المصير .
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com
إضافة تعليق جديد