السيرة هي الثروة الوحيدة التي سترافقنا طيلة حياتنا، والتي نصنعها بأيدينا، لتتحدث عنّا بعد رحيلنا، سيرتنا مرآة إلا أنها لا تعكس مظاهرنا، بل تعكس عمق أرواحنا، وانفعالاتها، وصاحبة السيرة برتبة شهيد اختارت الوطن أولاً وقبل كل شيء، حيث كانت الاخت والزميلة العزيزة الاستاذة شيرين ابو عاقلة صحفية حرة الكلمة ومناضلة صلبة قدمت الكثير لفلسطين وشعبها، وكانت مثالا للعطاء والتضحية في سبيل نقل الصورة والكلمة والحقيقة، عُرفت بمواقفها النبيلة على كافة الاصعدة.
يوم الاربعاء, يوم حزين للصحافة في العالم بشكل عام ، وللصحفيين الفلسطينيين بشكل خاص , يوم سقطت شيرين برصاصة جندي صهيوني حاقد تلقى تعليمات من قادته باغتيالها، لاسكات صوتها وانذار الصحفيين الاخرين بانه لا حدود لفاشيتنا، واجرامنا ولا حرية لاحد منكم حتى لو حمل الجنسية الامريكية، او الكندية، او غيرها فانتم فلسطينيون في نظرنا ومكانكم تحت الارض.
وقد شهد العالم بأسره عملية الاغتيال بالصوت والصورة، ليتأكد من وحشية هذا المحتل الغاشم، وأن غض الطرف عنه وعدم محاسبة قياداته ومحاكمتهم يجعل المجتمع الدولي شريكًا مباشرًا في الجريمة المستمرة.
وإننا كاعلاميين وكتاب ونشطاء نطالب بردع قادة الكيان الصهيوني وضباط جيشه وتقديمهم لمحاكمات دولية، نصرةً للحياة والإنسان، وحفظًا للحريات العامة والمهنية، كما يجب تفعيل الميثاق الدولي لحماية الصحفيين وإلزام الكيان الصهيوني به.
حقا ونحن أمام الشهداء
نقف صامتين، فالصمت في حرم الشهادة شهادة لمن نال هذا الشرف العظيم، تقدر كل الأوطان شهداءها، وتقيم لهم نصب الجنود المجهولين في العواصم والمدن الكبرى، ونقدر نحن شهدائنا، ونقيم لهم نصب الجنود المعلومين، لأن شهدائنا مقيمون في القلب، ويسكنون الوجدان، ولا يغيبون لحظة عن ذاكرة الوطن.
تتلقى كل الشعوب في شهدائها العزاء، ونتلقى نحن في شهدائنا التهاني، لأن شهداءنا ليسوا أمواتاً، وإنما هم أحياء يقيمون بيننا، نستلهم منهم معاني التضحية والفداء، ونستمد من تضحياتهم العزم والإباء، ونرفع بهم رؤوسنا حتى تعانق السماء.
ختاما : نتقدم بخالص العزاء وأصدق المواساة من المؤسسات الإعلامية والصحفية والزميلات والزملاء الصحفيين عامة ومن أسرة الشهيدة شيرين أبو عاقلة ومحبيها، سائلين الله لها الرحمة والمغفرة، كما نتمنى الشفاء العاجل للزميل الصحفي علي السمودي الذي استهدف برصاص الاحتلال مع الزميلة أبو عاقلة".
المجد والخلود لشهدائنا الابرار ، والنصر والعزة لفلسطين ، والاحتلال مهما طال فهو الى زوال
إضافة تعليق جديد