الإعلامي فراس الطيراوي يكتب : هشام ابو هواش .. فأنا والنصر وشمس الاحرار على ميعاد

مقالات عامة
الإعلامي فراس الطيراوي يكتب : هشام ابو هواش .. فأنا والنصر وشمس الاحرار على ميعاد
الكاتب: 

الإعلامي فراس الطيرواي

إعلامي وكاتب عضو الامانة العامة للشبكة العربية للثقافة والراي والاعلام - شيكاغو
الثلاثاء, يناير 11, 2022 - 04

صدق القائل فينا يوما ؛ سأظل إلى أبد الآباد … أتجدد في وطن الأجداد ،‏فأنا..والنصرُ وشمس الأحرار على ميعاد. ألف تحية عز وفخار ومجد ، و إجلال وإكبار الى الاسير البطل هشام ابو هواش الذي انتصر على الجلاد بأمعائه الخاوية بعدما خاض الاضراب عن الطعام لمدة تزيد عن 141 يومًا ، وربما هذا دليل أبلج لكل من سكن في قلبه دمس الليل وشك باليقين ، وان دل على شيء انما يدل  ان الكف يمكن ان تقاوم المخرز وتنتصر عليه بالارادة الصلبة، والعزيمة والإصرار والثبات والتحدي .. رغم الحرمان و الجوع والألم والعذاب. طوبى للاسير البطل هشام ابو هواش ولكل أسرانا البواسل، وأسيراتنا الماجدات الحرائر في الباستيلات، تحية من القلب منبعها، ومن الأعماق مصدرها إلى هؤلاء الرجال الغر الميامين الذين يتمترسون في الخنادق الأمامية من اجل فلسطين وترابها الطاهر المقدس، ويقدمون الغالي والنفيس، ويسطرون بأحرف من نورٍ تاريخاً رائعاً، ومشرقاً، ومشرفاً كتبت حروفه بالدم والمعاناة، والصمود والإرادة الفولاذية، تاريخ يزداد عطاءً، ويزداد اشراقاً مع فجر كل يوم جديد. ألف تحية الى رجال الزمان  القابضين على الجمر في زمن الجمر، الذين يصنعون من مشاعرهم، وآلامهم، وعذاباتهم رغم الاضطهاد والاعتقال مشاعل نور تضيئ لنا الطريق رغم حلكة الليل، واثبتوا للعالم اجمع أن إرادة الفلسطيني عصية على الانكسار، وانه يتحمل الابتلاء، ويصبر على المعاناة،  ويتجلد في وجه الخطوب، وانه اقوى من المحن، وأشد من الصعاب، وانه قادر في سجنه على مواجهة الجلاد، وتحدي السجان وهو يخوض غمار الموت، ويعلم ان الإضراب عن الطعام طريق صعب، ومسلك خطر قد يودي به الى الشهادة، او يلحق به أمراضاً مزمنة. ورغم ذلك يصر على خوض الإضراب عن الطعام لأنه يدرك ان العدو الصهيوني لا يستجيب لمطالبه الا اذا اجبر على ذلك وايمانا منه بأن ليل السجن والإحتلال والجلاد زائل وان انبلاج فجر الحرية قادم لا محال. 
 حقاً ان قلوبنا يعتصرها الآلم على هؤلاء الأسود الذين لم يجدوا وسيلة للضغط على الجلاد الا أمعائهم الخاوية التي اصبحت شرعيتهم الوحيدة رفضاً للإعتقال الإدراي، وللدفاع عن حقوقهم الحياتية البسيطة في زمن الهوان العربي، والعهر السياسي، والضعف، والإنقسام البغيض، والتخاذل الدولي مع هذه الدولة المارقة التي تدعى ( اسرائيل ) والتي تضرب بعرض الحائط لكافة القوانين والاعراف والمواثيق الدولية في انتهاك صارخ لكافة قواعد القانون الدولي والانساني والاتفاقيات الدولية الموقعة وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية مناهضة التعذيب والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في تحد واضح وصارخ للعالم اجمع دون اكتراث لما يمثله هذا الانتهاك من خرق للقانون الدولي، حيث ان دولة الاحتلال لا تحتكم ولا تلتزم لاي معيار قانوني او اخلاقي وتعتبر نفسها فوق القانون الدولي بكافة مسمياته، وأن حريتها مطلقة في القتل والإعتقال الجائر كون العالم الذي يدعي زورا وبهتانا انه متحضر ويغض البصر والسمع كأنه لا يرى ما تقوم به، منوم فاقد الأحاسيس قيما يتعلق بالحق الفلسطيني بشكل عام!! وفي نفس الوقت تخلق الحجج والمبررات لكل فعل إجرامي تقوم به او خرق تفعله بحجة الأمن المصطنع، حيث انه يحق لها ما لا يحق للغيرها . المطلوب فلسطينيا أولاً، وعربيا ثانياً تفعيل قضية الأسرى من جميع النواحي وتدويلها، وتسليط الضوء عليها، وايلائها اهتماما اكبر لأنكم ايها الفلسطينيون والعرب ستقفون يوما امام الله والتاريخ ولن يرحمكم طالما بقي اسرانا البواسل في غياهب السجون يعذبون لأن هؤلاء الأبطال أمانة في الاعناق ويجب ان يكونوا في حدقات العيون لأنهم  ضحوا بكل متاع الحياة الدنيا، وقدموا زهرات شبابهم، ورغد عيشهم من اجل كرامتنا، وحريتنا، واستقلالنا، وكنس الاحتلال الصهيوني الغاشم عن ارضنا الفلسطينية المباركة. ختاما: نقول للأسير البطل هشام ابو هواش ولكل اسرانا البواسل خلف القضبان كما قال شاعرنا الغائب الحاضر محمود درويش طيب الله ثراه : يا دامي العينين والكفين ... ان الليل زائل ... لا غرف التوقيف باقية ... ولا زرد السلاسل ... نيرون مات ... ولم تمت روما بعينها تقاتل!!!!