الاستهلاك الأخلاقي مابين البلوجرز والسويشيال ميديا

مقالات عامة
الكاتب: 

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية
الخميس, أكتوبر 27, 2022 - 15

ظهرت في الأونة الأخيرة بمصر ظاهرة البلوجرز وهم من يعرضون حياتهم على كافة وسائل التواصل الاجتماعي وصورهم الشخصية وكذلك علاقاتهم المختلفة القريبة والبعيدة بشكل يومي ليتسابقوا في شكل (ترند) لتحقيق أعلى المكاسب المادية دون أي جهد حقيقي مبذول وبدون محتوى هادف.

ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي لعبة السباق في ذلك في كثرة الإعجاب ب لايك أو كومنت أو كثرة المشاهدات ، و كثرة الفلورز هو معيار التواجد على الساحة الإلكترونية وتلاه بعد ذلك التيك توك وتلك الفيديوهات القصيرة التي لاتتعدى الدقيقتين .

وأصبحت تلك الساحة مرتعا لكل من يريد أن يظهر ليحقق مكسبا سريعا من المعروض مع تدني ما يقدم ، وأثر ذلك بشكل سلبي أكثر على السلوك العام المجتمعي ، فنجد الكثير من الفئات المجتمعية تشاهد تلك الفيديوهات وتقلد بشكل أعمى ما يحدث فيها ، في طريقة التعامل بين الأصدقاء ، في طريقة تناول الطعام ، في طريقة المشي ، الكلام ....حتى وصل الأمر إلى بعض الخلافات التي تعرض ونعلم بعد بضع من الوقت أنها لم تكن إلا مشاهد تمثيلية لزيادة الترند ...للأسف

وعلى غرار نظريات الغرس الثقافي في مجال الإعلام عندما يتم بث تلك المقاطع والعمل على انتشار تلك السلوكيات ، يعمل ذلك على مدار الوقت إلى ترسيخ سلوكيات تتداخل مع أخلاقيات المجتمع لتحل محل السائدة أو المتعارف عليها والمعهودة ، فتحل محلها فلانجدها يوما ما وتنشأ أجيال تأخذ ذلك نهجا في حياتها ، ونصبح ضحايا لإستهلاك عارم في أخلاق المجتمع فلا نعلم كيف أصبحنا نتفاخر بعرض كافة مناحي حياتنا دون مراعاة لما حثنا عليه ديننا الحنيف أو ماكان متعارفا من تقاليد في مجتمعنا المصري الحبيب ...

فلنحاول جميعا إنهاء تلك الترندات بل والعمل على إيقاف أولائك البلوجرز لمساعدتهم في تدني السلوك العام ، وكأن محيط الحياة ما هو إلا... كيف تتم تلك الرقصة أو كيف يتم التحضيير لخروجه ما ، أو كيف تقدم هدية لشخص غالي عليك أو مهم في حياتك بطريقة يرتفع بها سقف التوقع والمغالاة على من لا يستطيع فعل ذلك ..

يجب علينا أن نقدس علاقاتنا بمن نحب أكثر من ذلك ولا نجعل حياتنا مجالا مفتوحا للجميع...ولنعود إلى قيمنا الحقيقية التي تربينا عليها يوما ما ...فلنوقف سويا ظاهرة الترند والبلوجرز