تخيّل الأشياء والأحداث والوقائع إحدى أهم النّعم التي وهبها الله لبني البشر، وميّزه بهذه القوة عن الكثير من المخلوقات والكائنات الموجودة ، كما يعد الخيال أيضاً إحدى أهم وسائل تغيير الوقائع التي يملكها الإنسان، ليغيّر واقعه إلى واقعٍ أفضل، فبالتخيّل فقط يستطيع الإنسان أن يحوّل واقعه الصعب والمرير والمليء بمكدّرات الحياة ومنغصاتها وضنكها إلى واقع آخر أكثر جمالاً ونوراً ومحبةً ورضي، وينسج في هذا الواقع كل ما يتمنّى وجوده في حياته، وقد عبّر عن قوة الخيال آينشتاين بقوله :"إنّ القدرة على التخيّل أهم بكثير من المعرفة"، لأنه يرسم لنفسه صورة من الواقع تحفزه على تحقيق ما يطمح له ويتمنى تحقيقه في مخيلته .
أما لو تحدثنا عن العقل الباطن
فله قدرات غير محدودة، فقدراته فاقت كل التصوّرات والتوقعات على مرّ الزمان، وكانت قدراته اللامحدودة محط أنظار العلماء والمفكرين ، فمن قدراته التي يمكن للإنسان استغلالها لفرض واقعٍ جميل هو إطلاق العنان لخياله ومحاولة تحديد الأهداف التي يتمنى تحقيقها وتخزينها داخل مخيلته وعقله الباطن ،
ف قوة الخيال هنا تنبع من عدم معرفة العقل الباطن الفرق بين الواقع المعاش والخيال غير الحقيقي ومحاولة أيضا الدمج بينهما، فالعقل الباطن بقدراته اللامتناهية لا يمكن أن يفرّق بينهما، أي أنّ العقل الباطن لا يفرق بين ما يستقبل من صورٍ حقيقيةٍ وواقعيةٍ معاشةٍ ترى بالعين المجردة، وبالتالي مع تكرار التخيّل، وبمرور الوقت يبدأ العقل الباطن بالتحرّك لتغيير الواقع الحالي إلى واقع آخر مطابق لما كان في خياله.
فلذلك
فعلى الإنسان تغذية عقله دائما بالأفكار والأهداف الإيجابيّة، والتّي تحمل في مجملها رسائل، الخير، والنجاح، والفلاح، والقيم والأخلاق الدينية.
فتغذية عقل الإنسان بمثل هذه الصور تساعده على عيش حياة مليئة بالسعادة والنجاح وتجعله أيضاً يحقق من النجاحات والإنجازات والمراتب العليا ما لا يستطيعه الإنسان الّذي يملأ رأسه بالأفكار السلبية والصور المدمّرة ومعاني الشر والإحباط والقلق ويركز عليها فالنجاح يتطلب تخيل ما تريد، تخيل أنك انتصرت، تخيل أنك تقدمت ونجحت، تخيل أنك تعيش الواقع الذي تريده تماما وإبتعد عن تخيل المشاكل و العقبات والاعتراضات والفشل. فقط تخيل ما يسعدك ويساعدك واستمر في التخيل حتى يتحقق ما تريده.
أكثر الناس لا يعرفون قوة الخيال أو الأدهى يتخيلون الخوف والقهر وسوء العاقبة وهذا ما يحصلون عليه. لا يستطيعون تصور أنهم سينجحون يوما، يتوقعون أن حالهم لا يمكن أن يتبدل بينما هناك الكثير من البشر يبدلون واقعهم كل يوم بنجاح كبير.
قم بالدعاء بما تتمنى حدوثه وتتمنى وتتخيل نجاحه فيكمن داخل عقلك الباطن منذ سنوات أطلبه وارجوه وثابر على المطالبة به، فلن تخذل أبدا فأنت على يقين أن التأكد من تحقيقيه فسيتحقق بإذن الله ، وكن على ثقة وقناعة داخلية أن المستقبل أفضل دائما
إضافة تعليق جديد