الباحثة الإعلامية نانسي فودة تكتب : لغة الفراسة والإبداع عند العرب

مقالات عامة
الباحثة الإعلامية نانسي فودة تكتب : لغة الفراسة والإبداع عند العرب
الكاتب: 

الباحثة الإعلامية نانسي فودة

باحثة إعلامية - مصر
السبت, أغسطس 27, 2022 - 04

 يعد علم الفراسة من أقدم العلوم التي عرفها الإنسان، ويقال إنّ أول الشعوب استخداماً للفراسة هم العرب ، حيث أظهر بعض العلماء أنّ الفِراسة عبارة عن أفكارٍ تخطر على بال المرء ونابع من إحساس داخلي دون وجود ما يعارض هذا الفكر ، فإن تمت معارضة هذه الأفكار أو حدوث بعض الشكوك فهي ليست فراسة وإنما حديث نفس، وربط أحد العلماء الفراسة بالإيمان؛ حيث بين أن بينهما رابطة قوية فلا تكون الفراسة إلا نتيجةً لوجود الإيمان، وقد قيل حقيقة الفِراسة تكمن في أنَّ الله عزَّ وجل يضع في قلب المؤمن نوراً، يعطيه لمن يشاء من عباده، يجعله يميز بين الحق والباطل، ويجعل له الرؤية على كشف شخصية الأشخاص مِمن حوله، فَيحيا قلب المؤمن بذلك النور ولا تخطئ  فِراسته، 
قال تعالى: ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ)،
 والآية الكريمة توضِّح أنَّ قلب الإنسان كان ميتاً ولكن الله أحياه فبث النور فيه، 
وقال تعالى: (كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)،
فقد كان الإنسان ميتاً بسبب جهله ولكن الله أعطاه الحياة بالإيمان والعِلم. 
في بعض الأحيان نصادف أشخاص لأول مرة نسعى جاهدين إلى التحدث معهم وترتاح وتطمئن القلوب لهم ، وعلي النقيض أيضا يصادفنا أشخاص ينتابنا عند حديثهم أن هناك عدم ارتياح وشئ غريب يشير إلي عدم  صدق القول ، ففي هذه الحالة يتمتع الفرد بلغة الفراسة دون أن يشعر ،
 تمتع العرب بعلم الفراسة بشكل كبير وتم إستخدامها في معرفة الأنساب، وذلك من خلال تحليل الصفات الثابتة لكل قبيلة ، وكانوا يعرفون الكاذب من الصادق، والشُّجاع من الجبان ويميزون الخائن والمغرض داخل القبيله.
الكثير يروج في عصرنا الحالي لفكرة أنه يستطيع أن يدرس علم الفراسة، والحقيقة أن هذا الترويج هو فقط بهدف جمع المال من خلال تلك الدورات التدريبية وإظهار للجميع أن عصر التكنولوجيا والتطور يستحيل أن يغلبه لغة مثل لغة الفراسة ولكن الحقيقة من الصعب الوصول لهذا العلم من خلال دورات تدريبية وتكنولوجية ، ولكنهم يستخدمون بعض الدراسات مثل دراسة لغة الجسد والانفعالات الشخصية ويقولون أنها لغة الفراسة، 
فالفراسة في المقام الأول موهبة مزروعة داخل الفرد منذ طفولته منهم من تم تنمية هذه الموهبة والنعمة بالعلم والإيمان والدين إلى أن وصل إلي مرحلة الشفافية والفراسة ، ومن الناس من انجرفت داخل مغريات الحياة  وأشغلت نفسها بلغات أخري إلي أن اندثرت لغه الفراسة بداخلهم ، فهي مهارة ونعمة داخلية يجب تنميتها والعمل عليها بالحرص الدائم بتغذية العقل والجسم والروح بالفطره الإيمانية والدينية والصدق