الهيمنة الإعلامية أو السيطرة الإعلامية كلاهما وجهان لعملة واحدة ، فهيمنه الإعلام أصبحت في الوقت الحالي تشكل عنصر كبير ومؤثر في العديد من القطاعات الداخلية والخارجيه للدول، وقد ارتبط الإعلام بالكثير من الجوانب المعلوماتية و السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه فجميعهم لهم تأثير على الأخر بشكل كبير، فأصبح العالم من حولنا يشكل خريطة إعلامية أكثر من كونها خريطة جغرافية أو تاريخية وأصبحت وسائل الإعلام اللاعب الأساسي في صياغة وسرد الترتيبات العالمية والمتغيرات الأساسية، لما له دور كبير في تشكيل العقل والسلوك البشري ، وللأهمية الكبيرة للمجال الإعلامي لا تخلو أيضا أي مؤسسة إلا بتواجد القسم الإعلامي والمعلوماتي لدوره الأساسي داخل المؤسسة والإدارة ، وإذا تحدثنا عن الهيمنة الإعلامية الدولية الإخبارية المسيطرة بالشكل الكبير على القطاع المعلوماتي فبعد اقتحام الإعلام الإلكتروني وأصبحت المعلومات متداولة بشكل كبير على المنصات والمواقع الإخبارية ، أصبحت التغطية الإخبارية يحدث بها التسابق والتنافس بشكل كبير لتحقيق الأرباح على حساب جودة الخبر بغرض حصد العديد من القراءات والمشاهدات مما يجعل تقييم جودة وأهمية الخبر من خلال حصد آلاف المشاهدات من جمهور الإعلام الرقمي، فيتم التركيز على استعمال المعلومات المسليه ليتم إغراق العالم في المعلومات الأكثر ربحا دون أدني هدف حتى يفقد المواطنون قدراتهم على اهتماماته بالأخبار الهامة، ولذلك أصبحت معظم الأخبار التي تقدمها وسائل الإعلام متشابهة ومكررة ويرمي معظمها إلى التسلية أكثر من تقديم الحقائق، فإن هيمنة وكالات الأنباء والإذاعات والتلفاز والأفلام والصحف والمجلات والنشرات وتدفق المعلومات، طبيعياً أن يثير اختلال التوازن بسبب تشتت الكثير من المتابعين والمتلقيين من الأفراد ، ولذلك لابد من وضع العديد من الإجراءات الجزريه التي تستغل الوسائل الإعلاميه بأشكال تهدف إلي الربح فقط دون الحرص علي إستخدام الأمانه الإعلاميه في طرح المواضيع البنائه للفرد والمجتمع ، إن الهيمنة الإعلاميه التي تمارسها وسائل الإعلام الغربية في البلدان النامية بترويجها للكثير من أنماط الحياة التي تسهم في عولمة الثقافة وتهديد الكثير مرتكزات القومية والوطنية في تلك البلدان وإشغال عقول الشباب بقضايا خارجية أكثر لفرض الهيمنة والسيطرة وبسط النفوذ وازدياد المصالح داخل الدول النامية واشغالهم عن القضايا الأساسية داخل مجتمعهم ، فالحرب المعلوماتية أصبحت الركيزه الأساسيه للهيمنة الإعلامية ، لأنها تطوع بشكل يكفل مصالح الكثير من الأطراف سواء الوكالات الدولية التي تحمي مصالح البلد التابع لها ، أو بهدف تحقيق الأرباح من خلال تصدير محتويات بهدف تشكيل واحتكار عقول الكثير من الشباب دون أدنى وعي لعواقب هذه الهيمنة الإعلامية ، والتي لم تقتصر خطورتها على الهيمنة فقط ولكن تم تصدير العديد من المواقع الإعلامية والصفحات الإلكترونية التي تكون بمثابة أداه تجسس لنقل المعلومات والأخبار وما يدور في عقول الشباب ليتم أخذ الخطوات المسبقة والسريعه لطرح هذه الأفكار لمحاولة السيطرة السريعة على المعلومات المطروحة وتوجيه الشباب إلى أفكار إعلامية معينة. فهذه هي الهيمنة الإعلامية المعلوماتية
إضافة تعليق جديد