العمل من المتطلبات الأساسية للفرد والأسرة داخل المجتمع للحصول على أساسيات الحياة من خلال مكسب الفرد من نتاج اجتهاده وتطلعه ،ويعتبر العمل الطاقة والجهد الفكري والبدني الذي يبذله الفرد بأشكال وصور مختلفة لسد حاجاته واحتياجات أسرته. فالقيمة التي تكمن في العمل تعتبر من القيم السامية التي ترسم الإحترام للشخص الذي يتعب ويأكل من عرق جبينه ،وقد دعانا ديننا للسعي في طلب الرزق من خلال العمل الشريف والبعد عن الكسب الحرام و محاوله البحث والسعي وكسب الحرف والخبرات من أجل كسب العيش، لأن اليد العليا التي تعمل وتبني خير من اليد السفلى التي تأخذ من الآخرين.
فالعمل يجعل للحياة الكثير من القيم والأهداف التي تدخر في العقول لتحقيقها ، كما تكسب الفرد الثقة في النفس لاحترافه وإبداعه في مهنة معينة يجعله يتميز فيها ويبدع بها، ومع الكثير من المشاكل التي تواجه الأفراد في العثور على وظائف أو أعمال مناسبة بسبب التنوع في المشكلات التي تواجه الدولة إلا أن الفرد لايكل ولا يئن من عدم وجود ما يناسبه أو من صعوبة الوصول إلي الوظيفة التي يتطلع لها ويضعها في مخيلته منذ فتره كبيره، ولكنه فوجئ بتكدس سوق العمل ، وأن العمل الذي كان يتطلع ويأمل إليه أصبح من الصعب العمل فيه، فيتوقف الفرد عن البحث والمكوث في المنزل منتظر أن يدق العمل باب منزله ، وتمر الأيام إلي أن يملأ الفراغ وقته ويصبح فرد ليس له أي قيمة داخل مجتمعه لأنه أصبح شخص عاطل ، نعم عاطل توقف عن السعي عن الفكر عن الإرادة عن التطلع لغدا مشرق ومستقبل باهر ، لذلك نلاحظ أن الاكتئاب النفسي والانتحار منتشر بين فئة العاطلين عن العمل، لأنهم يعانون من فراغ مخيف ، وشعور باللاجدوى من حياتهم. ولكي يخرج الفرد من هذه الدائرة ، دائرة البطالة يجب الا يحرم الفرد نفسه في اكتساب وتعلم حرفة أو مهارة معينة يجعله يستخدمها ويستغلها في بناء فكرة معينه يعمل على تطوير هذه الفكرة إلي العديد من الأفكار ثم إلي مشروع مصغر يعمل على نجاحه وبذل مجهود حتى يثبت مكانه ، فالعمل عباده يجب أن يفخر به الفرد مهما كان طبيعته بدام يحصد حلال عمله ومع تنوع الأعمال التي نمارسها، سواء كانت إدارية أو فنية أو حتى بسيطة فإن المجتمع يقوم علي جميع المهن والحرف فكل حرفة لها الكثير من الأهمية والتقدير لأن إختلاف المهن يحدث التكامل الداخلي للمجتمع ، وقد ظهر في الأونه الأخيره الوظائف عن بعد والتي أصبحت تفتح الكثير من الوظائف لحل مشاكل البطالة ومساعدة الكثير من الشباب ذات الإحتياجات الخاصة بالعمل بشكل يضمن اليسر وعدم المشقة في العمل حتى يصبح مجتمع عامل منتج ذات تكافؤ اجتماعي ،فالعمل أساس تقدم الشعوب وتطورها ، وأساس اعتمادها هو شباب واعي طموح يخدم نفسه ومجتمعه وبالتالي ستصبح البطالة ليست لها مكان بيننا جميعا .
إضافة تعليق جديد