في عالم الدبلوماسية المتعارف عليها والتي تحكمها الكثير من القوانين و الأعراف والبروتوكولات ، ظهرت الدبلوماسية الحديثة عبر المنصات الرقمية ، والتي تتناول العديد من العلاقات والمجاملات والتغريدات بين الدبلوماسيين والسياسيين عبر تويتر ، لتعيد إظهار الدبلوماسية بشكل مختلف من خلال الإعلام الرقمي ، وعلى رغم حساسية الدبلوماسية الرقمية، إلا أنها أصبحت واقعا مفروضا على جميع الدول، ومن لا يتجاوب مع الثورة الرقمية بحذر لن تساعده الأساليب الكلاسيكية، لأن أصبح عالم التكنولوجيا مسيطر بشكل كبير والتي يمكن من خلالها تمرير الرسائل بشكل سريع و بطريقة مختلفة ، ويمكن الاعتماد عليها اعتمادا كليا في بعض القضايا. إلا أنها في المقابل تحمل تحديات مقلقة لممارسي الدبلوماسية الرقمية. ويمكن إبراز أهمها وهو صعوبة الفصل بين ما هو المتحدث لغرض شخصي أو لغرض مهني. وهذا بحد ذاته يزيد وتيرة التهكم وعدم التمييز على المنصات الاجتماعية ، وربما تتأثر الدقة والمصداقية لدى المتلقي في بعض الأحيان ، كما تصدر بعض التغريدات من العديد من دبلوماسيين الدول بغرض إبراز الهيمنة والقوة ، بغرض التهديد والاستفزاز لدول أخري.
كما توجد بعض المواقع التي تتم فيها مناقشة قضايا دولهم، ومحاولة إيجاد طرق للمشاركة فيها، على سبيل المثال شبكة الويكيبيديا، واحدة من أكبر الشبكات العالمية، هي من تقوم بتغطية مجموعة واسعة من القضايا الدولية المعاصرة، وعادة ما تُستخدم من طرف غير الخبراء كمنفذٍ للتوجيه أو الحصول على معلومات أولية، وبالتالي تستهدف الدول اتّباع نهج أكثر إبداعا وذكاء لتحقيق وجود مستمر على الويب كما أن الدبلوماسية الرقمية راعت الانتباه إلى تعزيز الممارسات الديمقراطية والتنبيه إلى انتهاكات حقوق الإنسان، حيث أبدت كثير من الدول مساندتها للحملة الإعلامية ،ونشر آرائهم المختلفة ودعم الدول التابعة لها للمساعدة في حل مثل هذه القضايا ، وفتحت أيضا باب المشاركة بين الحكومة والجماهير وعملت على زيادة المشاركين في الشؤون الدبلوماسية الدولية، ليشمل الأشخاص العاديين، الذين قد يأخذ الدبلوماسيون بآرائهم لتعزيز و لتسليط الأضواء حول قضايا بعينها، أو للاطلاع على وجهات نظرهم المختلفة لحل القضايا المطروحة ، فكان من الهام أن نتناول جزء من الدور الذي تلعبه الدبلوماسية الرقمية في الوقت الحالي والذي أوجد الترابط بين الجميع من خلال الإستخدام الرقمي وخارج الإطار التقليدي.
إضافة تعليق جديد