الدكتور أحمد شاهين يكتب : لمحة عن الاقتصاد الامريكي والعالم

مقالات عامة
الدكتور أحمد شاهين يكتب : لمحة عن الاقتصاد الامريكي والعالم
الكاتب: 

الدكتور أحمد شاهين

فلكي في علم الأبراج
الجمعة, يوليو 29, 2022 - 05

يتساءل الجميع عن الأسرار الخفية وراء قوة الاقتصاد الامريكي، وهيمنتها على العالم، رغم الأزمات المتعددة التي عصفت بها وآخرها جائحة كورونا. وتعتبر امريكا في الواقع  أكثر دولة استهلاكية في العالم، حيث تستورد الكثير من احتياجاتها من الخارج، كما تعتبر اليوم أكثر بلدان العالم مديونية، فقد تجاوزت ديونها الـ 12 ترليون دولار، وهو رقم هائل جدا، لم يُعرف له في التاريخ الحديث مثيلا، ولن يتمكن هذا البلد في أي حال من سداد ديونه أبدا، ورغم كل ذلك لا يزال هذا الاقتصاد متماسكا ومحافظا على تفوقه على بقية الاقتصاديات كأول اقتصاد عالمي بناتج محلي إجمالي يفوق الـ 18 ترليون دولار... ويحمل لقب الاقتصاد الأميركي أكبر اقتصاد في العالم معاني أكبر من أن الولايات المتحدة لديها أعلى ناتج محلي إجمالي قارب 19 تريليون دولار العام الماضي، فهي أيضا حاضنة لأكبر سوق استهلاكي في العالم، بالتالي، هي ثاني أكبر قوة شرائية عالميا. ولذلك يبقى اقتصاد الولايات المتحدة الخيار الأول للمستثمرين الأجانب، حيث تهيمن أمريكا على الاستثمار الأجنبي المباشر والذي بلغ حتى عام  2016نحو 11 تريليون دولار، وفقا لتقرير أصدرته منظمة الاستثمار الدولي ذلك الوقت ولكن بدأ الاقتصاد الامريكي يتراجع في هذا الجانب منذ ذلك الوقت حتى  2022  لصالح الاقتصاد الصيني حيث. أفاد تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" أن الصين تمتلك 163 مليار دولار من التدفقات المالية الواردة ، مقارنة بـ 134 مليار دولار نصيب الولايات المتحدة. ورغم كل ذلك ايضا فإن امريكا لا تزال الأقوى اقتصاديا عالميا .. فلماذا ؟؟

في امريكا يعتبر التصنيع أحد أهم القطاعات التي تدعم الاقتصاد حيث تبلغ مساهمة هذا القطاع تريليوني دولار سنوياً، وتمثل السلع الصناعية  نصف الصادرات الأميركية  ورغم ان امريكا، تعد ثاني أكبر مصنع في العالم بعد الصين،. إلا ان الاقتصاد الامريكي عمليا اقوى من الاقتصاد الصيني .. فلماذا ؟؟

لقد ظهرت الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية كقوة سياسية واقتصادية وعسكرية كبرى، وهيمنت على الكثير من المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة، كمجلس الأمن الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ، كما تسيطر على “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك” المسؤولة عن نظام سويفت ..والكثير من المنظمات العاملة في المجالات المختلفة، كما تمكنت من التأثير في القرار السيادي للكثير من الدول خصوصا دول العالم الثالث، وشهدت نموا اقتصاديا متسارعا وطفرة تكنولوجية وفتحت ابواب الاستقطاب للعقول والمستثمرين مقابل تسهيلات وامتيازات داخل امريكا لتشجيعهم  . ولم تتمكن اي قوة في العالم من الوقوف في مواجهة النفوذ الأميركي على العالم باستثناء الاتحاد السوفيتي، لكن امريكا استطاعت تفكيكه بشكل غير مباشر بعد خطوات كثيرة عبر سنوات طويلة

وفي ذات السياق  الانتهازي الامبريالي  تمكنت أمريكا من فرض عملتها المحلية (الدولار) كعملة عالمية، تستخدم في مختلف التداولات التجارية الدولية، وبهذه الطريقة تتمكن أمريكا من نهب موارد وثروات وخيرات البلدان الأخرى، إذ تقوم الخزانة الأميركية بطبع المليارات من الدولارات بدون أي غطاء نقدي ذهبي أبدا وتُستخدم هذه الكميات من الأموال التي قيمتها المعنوية لا تساوي سوى قيمة الورق العادي في استيراد المواد الأولية والمنتجات الضرورية من البلدان الأخرى خصوصا بلدان العالم الثالث، وعمليا تُعتبر هذه الموارد مسروقة وليست مباعة بل وتصبح السلع نفسها غطاءً نقديا للدولار في اكبر واوقح عملية غسيل اموال على مرأى ومسمع العالم كله وهذا ما يمنع الدولار من الانهيار، وبهذه الطريقة تتمكن أميركا من نهب ثروات غيرها من الدول بدون مقابل حقيقي ، فقط حفنة من الاوراق النقدية وبذلك تحافظ امريكا على تفوق اقتصادها مقابل الورق المطبوع الذي لا غطاء ذهبي له وانما الغطاء هو الهيمنة والقوة العسكرية والسيطرة على مؤسسات العالم ويعززها في ذلك الماسونية العالمية وربيبتها الصهيونية العالمية و كل ما تقدم يصب في صالح بقاء واستمرار الكيان الصهيوني الذي هو قاعدة متقدمة للغرب وأوروبا في خاصرة العالم العربي والاسلامي.

ومن اسباب قوة اقتصاد امريكا انها تعتبر استخدام العملات الأخرى في التداولات التجارية بين الدول جريمة تستحق العقوبة عليه وبالفعل تم معاقبة كثير من دول العالم مثل كوبا وفنزويلا وليبيا والعراق وغيرها بالتعاون مع الامم المتحدة والمؤسسات الدولية والاقليمية وكل من يصفق لأمريكا رغم انها تسرق ثرواتهم وتهيمن على قراراتهم وتتدخل في سياساتهم ولا اعلم…