ن الجَميل غيرَ الخميل، والجَليِل، ليس كالذَليل، والحمال ليس هو الطبَال، وإن البطل، والأبطال غير الباطِل، والبَطَال، والفاعِلُ ليس كالمفعول!؛ ومن المعلوم بَأن النحيف الضعيف غير الثخين السمين؛ كما إن الطَحَيِن غير العجين، والماءُ المَعَيِنَ ليس الطين، والمُؤمِنُ الأمين، ليس كالخائن اللعين!؛ والعَينَ، والسِينُ ليست كالغَينِ، والنُون، والطيبُون ليسوا كالخَبِيِثْون، لا يستُوون؛ والنور ليس كالظلام، وجَمالَ غيَر كَمَالَ ، وجَلالُ ليس كَامِل؛؛ وأملٌ غيرَ أميِل؛ والمَيَلُ غير المَيِّلَ، والنيلُ ليس مثل ماءُ السبيل، وإن أجمل الكلام ما كان فيهِ ظِّلٌ ظليل اِسَتَظَلَ بهِ خِلٌ خَليلٌ من جَمَالٌ جميلٌ جليلٌ يدوم كل يومٍ بانتظامٍ كامِل، وفي الأَمَام يَؤم إمامٌ مِقدامٍ في الحقِ مُقَدَمَ، وعلى الجميع يتقدمَ؛ ويُداوم ابن أدم الهُمام، على ذِكرٍ دائم فيُرفَعَ لهُ فوق الغَمام، ودامَ ذلك الالهام، فارتقي في أفضل مقام، لأنه قَام قلبهُ فقَوُمَ لسانه فأقام في أعظم مقام، لِمن أدامَ الصلاة، والسلام، والتسليم، بِالكمالِ، والتمام على أشرف اَلأنَام، وأكرم الكِرام، الرحيم بكِل الأنَام، والعطُوف على عموم العالمين، وجميع الأيتام. وأما عن عنوان هذا المقال: "الدين، والتين"، فنقول أصح ما قد يُقال، فكل مقامٍ مقال _ فنحن نعلم أن سورة التين عَلمٌ مَعلَومٌ في القرآن الكريم العظيم، وصدق الله العظيم القائل:" والتينِ والزيتون، وطًور سنين"؛ وهنا من المعلوم أن التين الذي نأكلهُ، ويكثُر في فلسطين، وبلاد الشام ليس المقصود به الْدِيِنَ!!؛ وما دفعنا لقول ذلك هو كثرة من يتكلمون ويفُتُون في أمور الْدِيِنَ الإسلامي في هذا الزمان من غير أن يكون مُعلِم، أو تَعلَم أو عَلَمَ. فالطَامَة الكُبرى ما نَراهُ اليوم من انتشار الأحاديث المكذوبة، والموضوعة، والتي قد وقع فيها بعض الدُعاة، والخُطباء والمشايخ، وقد صال، وجال فيها أبطال العالم الافتراضي على كافة مواقع التواصل الاجتماعي!!؛؛ ظانًا أنها أحاديث نبوية صحيحة، وهي غير صحيحة!؛ وحينما تنصح البعض منهم بأن تلك أحاديث مكذوبة، وغير صحيحة، وموضوعة، ولا يجوز، ولا يصح نشرها!؛ تجد البعض منهُم يُجادلك ويكُثِرْ جدالك!؛ فيقول لك:" نحنُ نسَتأَنِسُ بها!!؛؛ فنقول له لا يجوز شرعًا الاِستِئَنَاس بالحديث الموضوع، والمكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم؛؛ لأن الحديث الموضوع المكذوب لا يجوز اطلاقًا نشرهُ، إلا في حالة البيان، والتوضيح للناس، ولبيان حاله، والتحذير منه بأنه حديث مكذوب..، ولقد جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن كذَب عليّ مُتعمّداً فليتبوأ مقعده من النار".؛؛ حتى اختلف العلماء فيمن كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يكفر بذلك أو لا؟ ولا شك أن هذا يدلّ على خطورة هذا الأمر خطورةً بالغة لمن ينشر الأحاديث المكذوبة دون أن يتأكد من صحتها!!؛ ولقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ حَـدّث عنّي بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين"، (رواه مسلم في المقدمة)؛ إذاً فإن الأمر ليس سهلاً، بل هو خطير، وخطير جـداً في ترويج الأحاديث المكذوبة، والأحاديث التي لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والواجب على كل مسلم، ومسلمة أن لا يكون إمّـعـة، وعليهِ أن لا يُسَارع إلى نقل، ونشر كل ما يأتيه عبر البريد أو من خلال إعادة نشر ما يراه من أحاديث عبر مواقع التواصل مما تُعجبه دون تحقق منها!!؛؛ ودون أن يتأكد من صحة الحديث، لذلك فلا يجوز له أن ينشر الأحاديث الموضوعة حتى لا يكون أحد الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم!؛ ولذلك يجب علينا أن نتعلم الثابت من النصوص الشرعية الصحيحة، من القرآن الكريم، والسنة النبوية الثابتة قبل نشرها، وعلينا تشجيع، وحض الأمة على تعلم العلم الشرعي والعمل بهِ، لأن ذلك أعظم أثرَا في قلوب العباد؛ كما يجب الابتعاد كل البعد عن الاحاديث الموضوعة والضعيفة، فلا يعتمد عليها في إثبات شيء من الشرع، وهكذا من بعض الحكايات، والمنامات، والمرويات، والآثار عن بعض السلف، وكلها لا يعتمد عليها في إثبات الحكم الشرعي، إنما الأحكام تثبت بالآيات القرآنية أو بالأحاديث النبوية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بما يأتي عن الخلفاء الراشدين.
وأما الأحاديث الضعيفة فلا يثبت فيها حكم، لا واجب، ولا سنة، ولا تحريم، ولا كراهة، وإنما يثبت هذا في الأحاديث الصحيحة فقط؛؛ وأما الأحاديث الضعيفة يكون راوي الحديث إما سيئ الحفظ، أو راوي عنده شيء من الفسق، أو ما أشبه مما يقال إنهُ حديث ضعيف، فُيذكر عند العلماء في مقام الترغيب في الأعمال الصالحة المعروفة مثل: في مقام الصدقات المعروفة، أو في فضل التسبيح أو التهليل والأذكار، فكل هذه أمور معلومة علمًا بأن الأحاديث الضعيفة لا يثبت بها عبادة، ولا تحريم، ولا مكروه، ولا واجب، والذين يثبتون بها عبادات جديدة مُخطئون!؛ ولذلك يجب الحذر ، وعدم نشر الأحاديث إلا بعد التحقق الشديد، والتأكد من صحتها أولاَ فنحن نعيش في عصر التطور التقني، والانفجار المعرفي، والعالم أصبح قرية صغيرة، فمن ينشر حديث مكذوب ثم يقول لا يعلم فلا يُعذر بجهله لأنه يجب عليه أن يسأل قال تعالى:" “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.
الباحث والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي والمحلل السياسي
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية/ dr.jamalnahel@gmail.com
إضافة تعليق جديد