الدكتور صبحي غندور يكتب : أمثولة من القمر إلى البشر

مقالات عامة
الكاتب: 

الدكتور صبحي غندور

مدير مركز الحوار العربي وكاتب حر ٠ واشنطن
الاثنين, أغسطس 9, 2021 - 05

حكاية البشر مع القمر هي حكاية الغزل والحب والجمال... فالقمر رمز لكل وصفٍ جميل، لكنْ هل فكرنا مرَّةً واحدة في أمثولة هذا الشغف الإنساني المتواصل عبر التاريخ بكوكبٍ صخري داسته أقدام الأميركي "نيل أرمسترونغ" ولم يجد عليه سوى صخورٍ داكنة اللون!
إنَّ الإعجاب الإنساني بالقمر لا يتأثر بحجم ضوئه. فالهلال له جماله كما البدر الكامل. ودائماً نقول" سبحان الله ما أجمل القمر! مهما كانت مساحة الضوء الظاهرة فيه. فلو تمعنَّا بأمثولة العلاقة بين البشر والقمر وطبَّقناها على العلاقة بين البشر أنفسهم، فماذا يحدث؟
إنَّ النَّاس تنظر دائماً إلى "إيجابيات" القمر وترى فيه الجانب المضيء فقط ولا تسأل عن حجم مساحة الظلام بل تعشق هلاله كما تتغزّل في اكتماله.. وينسى الناس حتماً أنَّ البدر هو "كمال" نسبي للقمر حيث نصفه الآخر غير المرئي للأرض يسوده ظلام دامس. فالكمال لله وحده عزَّ وجلّ.
أمَّا على الأرض، فالبشر ينظرون إلى بعضهم البعض من رؤيةٍ مختلفة ومعاكسة تماما. إنَّ الهمّ الأول لبعض النَّاس هو الانتباه لما عند غيرهم من سلبيات وما فيها من زوايا معتمة، وليس لما هنالك من إشعاع نور ولو بصيص محدود يستحيل انعدامه عند معظم الناس –إنْ لم نقل كلّهم.
إنَّ الأخذ بأمثولة التطلّع إلى القمر وتطبيقها في مجال العلاقة مع الآخرين تجعلها أكثر ارتياحاً وإنتاجاً وارتباطاً.
وما نراه عادةً من سلبيات إنْ هي إلا الجزء المظلم في كلِّ إنسان، سوف تتحوَّل بمرور الزّمن إلى انشدادٍ طبيعي لإيجابيات في الآخرين، موجودة حتماً مهما اختلف حجمها!,