الذكاء الاصطناعي والذاكرة البشرية

كرث الإنسان طاقاته وابتكاراته من أجل نقل عالما خياليا إلى أرض الواقع ، عالما يتضمن الكثير من المضامين المعقدة، ينقلها بالشكل السهل الممتنع ، عالما يحول العنصر البشري إلي عنصر ألي ، استخدم فيها جميع الاختراعات ليتم تحويلها إلى حياة تنتابها الجمود ،خالية من المشاعر والمناقشات وطرح الآراء المختلفة ، ولكنه اكتفى  باستخدام الأزرار و الريموت كونترول ليحقق كل ما يحلم به ، آليات  وأنظمة مبرمجة تتفاعل مع المعلومات التي تم تغذيتها في أوقات مختلفة ، لتعطي الخيارات المناسبة والتنبؤ بالأحداث المستقبلية ، عالما يلغي العنصر البشري في الكثير من القطاعات والمستويات الإدارية والمصرفية والاقتصادية والسياسية الهامة،
 باستخدام التفكير الآلي لا البشري وأيضا  استخدامها كبديل للمغني والطبيب والمعلم وأيضا في إدارة المنزل ، تحولت الرفاهية إلى كسل حركي ، استبدلوا الحركة في القري والمنشأة الذكية الي إنجاز المهام بأوامر يستخدم فيها النطق والعبارات فقط  لا تحتاج الي اي مجهود ، حياه في خارجها مبهره وسهله تغمرها السرعة والتسارع من أجل إنجاز الأفضل والاسرع ، ولكنها في مضمونها تكنولوجيا موقوتة تتوغل بشكل كبير لتصبح انت و غيرك جالس في منزلك مخترقا في جميع أنحاء حياتك ، لا يوجد أسرار كل المعلومات الخاصة متواجدة  ومدونه في بنك المعلومات  الخاصة بك وبغيرك ، ومع مرور الوقت فالكثير من التفكير والابتكارات والقيم والمناسبات ستتلاشى ويظهر أجيالا مستقبلية لا تعلم شيء عن ماضيها وقيمها بسبب انتشار العنصر الآلي وخضوعهم لتربية أليه  مما يجعلهم تحت سيطرة العنصر الالي ،  فإن فكرة ُ وجود آلي واعٍ بنفسه وله ذكاء  خاصّ ومستقلّ أمر ذات مخاوف، فهذا يعني أنّ على الإنسان حينها التفاوض مع الآلة التي صنعها بيده، ونتيجة هذه المفاوضات تكون السيطرة الكبرى هي سيطرة الألة لأنها ستكون فاقت في رد فعلها جميع الافتراضات والتوقعات والتخيلات ، التي يصعب أن يصل إليها الإنسان وذلك نتيجة التفاني والعمل منذ سنوات لتكوين ذاكرة اصطناعيه قويه مبنيه علي خلاصه العلوم التكنولوجية والابتكارات السابقة والحالية والمستقبلية، فيجب أن يضع الإنسان من الان الكثير من الاحتمالات والمخاوف وطرق التعامل معها حتي لا ينجرف وراء الإبهار الألي ، فيتحول في ذلك الوقت كل ما هو خيالا علميا مخيفا إلي أرض الواقع فيصبح في ذلك الوقت هي النهاية .