أومن بالقيم، وأحترم اصحابها جيدا، تلك القيم التي ترتقي بصاحبها عن الدنايا، وتسمو به عن الرذائل، وتكون حاجزًا بينه وبين ما لا يليق، التي لا ترضى على صاحبها بالدون والهون، وتضعه في الأماكن الصحيحة، وتنشله من ضبابية الواقع ، التي تبتعد بصاحبها عن بؤس الندم وحرارة تأنيب الضمير، ويتصالح خلالها الانسان مع نفسه ، ويعانق الرضى التام.
انسان بلا قيم إنسانُ فارغ أجوف، تتلقفه الرياح حيث شاءت، وتأخذه معها أينما اتجهت ، انسان بلا دليل واضح ، هائم على وجهه في بيداء الحياة، تبصر في نظرته الشرود، وفي ملامحه الضياع، وفي غايته اللاجدوى ، وفي خطواته التذبذب ، وفي مواقفه التناقض ، انسان بلا قيم إنسان بوهيمي لا يمكن الوثوق به او الاعتماد عليه، ولا يمكنك توقع ردات فعله، فهو لا يؤمن بأساس يستند عليه، ولا يوجد ما يردعه، ولا يعترف بحدود.
لذا كان أول ما يجب علينا الاهتمام به والتركيز عليه تنمية القيم الفاضلة النبيلة في ذواتنا، وترسيخها في اعماقنا ، لانها هي الكنز الحقيقي التي ندخره لنا، وهي الثروة التي نحملها معنا اينما ذهبنا، وهي الضوء الذي يبدد عنا الظلمات ويفيض علينا دوما بأنوار الجلال.
إضافة تعليق جديد