هل تحقق الحلم الصهيوني! سؤال يختصر أكثر من مئة عام من الصراع فمنذ إعلان بلفور المشؤوم وحتى يومنا هذا تسارعت الأحداث وتبدلت موازين القوى وفرضت حقائق جديدة على الأرض العربية أدت لاختلاف الحسابات ولتبدل التحالفات ومواقف الأطراف، اليوم يقف أربعة من وزراء خارجية الدول العربية على قبر مؤسس "الدولة" اليهودية ربما ليؤدوا التحية له على الجهد الذي بدله في إقامة "الدولة" أو ليعتذروا عن مئة عام من السياسات "الخاطئة" التي انتهجتها دولهم.
لم يكن الاجتماع في تل الربيع "تل أبيب" بل كان في سديه بوكير مكان دفن بن غوريون، وللرمزية بالفعل السياسي معانٍ قد تكون أهم بكثير من الفعل المباشر، أيضا فشكل اللقاء وحرارة الأحضان لم تشي أبدا بأن بين الحاضرين مئة عام من الصراع المرير والدماء الكثيرة. أهي المصالح تؤدي فعل السحر في النفوس أم أن مخاوف الأطراف طغت على تاريخ طويل من الحروب والمعارك، وحتى وإن كان من بين الأربعة الحاضرين ثلاثة لم تخض بلدانهم أي حروب مع كيان الاحتلال إلا أن انتماءاتهم لذات الأرض وذات العرق يحتم شيئا من الخجل!!!. أما المضيف فهو من أرسى قواعد الاستعمار وطبق نظرية أجداده حرفيا بأن ما لا يأتي بالقوة سيأتي حتما بقوة أكبر، وقد أثبتت الأحداث بأن نظريته تؤدي غرضها وتنجح مع جزء كبير من عرب اليوم .
ففي فلسطين هو يمارس القتل والاضطهاد وسرقة الأرض والاستيطان والحصار وهدم البيوت والتميز العنصري وفي سوريا يضرب ويقتل صبح مساء وفي لبنان يمارس العربدة دون حسيب أو رقيب وتصل أذرعه للعراق وللسودان ولذات البلد الذي حضر منها وزير خارجيتها. وبعد كل هذا يصل العرب البراغماتيون لقناعة مفادها بأن صد الأخطار المحدقة بالمنطقة والتي كان سيدهم أساسها ولولا استعماره لما كانت أصلا، لن يحدث إلأ بالتعاون معهم "حاميها حراميها".
نظرة قاصرة متخبطة لم تقم أي اعتبار للتاريخ وحق الشعوب وهي بكل تأكيد مضللة بالخدعة الكبرى المسماه أمريكا ، هذا الحلف المبتور لن يستطيع فعل شيء لإيران أو لغيرها وهو لن يخدم إلا دولة الاستعمار والأبارتهايد ويطيل أمد احتلالها واستعمارها وقتلها إنه أشبه بعزف على الناي الصهيونية التي بشرت منذ مئة عام بأن العرب سيصلون من خلال القوة والعنف لقناعة مفادها بأن هذا الكيان لن يحيى إلا بالسيف والحراب وهي كذلك اليوم، ففي فعلهم هذا يحقق العرب النبوءة الصهيونية الاستعمارية الكولونيالية، فالكيان الإسرائيلي الذي يجمع العرب بالقوة على الأرض العربية ليقاتلوا بعضهم أو جيرانهم هي غاية الصهيونية القسوى منذ مئة عام وهي ما أراده بن غوريون فيما بعد.
إضافة تعليق جديد