الكاتب ناصر خليفة يكتب : إسلامي ليس مرهونا بمذهب

مقالات عامة
الكاتب ناصر خليفة
الكاتب: 

الكاتب ناصر خليفة

كاتب حر
الأحد, نوفمبر 28, 2021 - 23

 
•• إن  إيماني بالله مرهون بسنوات عمري وحياتي المكتوبة لي، وليس مرهونا بحياة الذين آمنوا من قبلي في زمن غير زمني وواقع غير واقعي، ولا انتظر منهم "صك ايمان"  يمنحونني إياه عندما اتبع مذهبهم أو طريقتهم أو فرقتهم، أو جل ما كتبوه وخطته أقلامهم وحوته مجلداتهم، وما تمذهبوا عليه فليس لي منهم سوى هذا الكتاب الكريم وما صح من السنة وتطابق مع القرآن .. أما أن ارهن ايماني باتباع مذهب سلفي وهابي شيعي صوفي حنبلي معتزلي أشعري ماتريدي جهمي إلى آخر تلك النِحل والفرق والكتب والمجلدات التي خطها ووضعها بشر مثلي مثلهم لا يزيدون في ايمانهم عن ايماني فلا يزايدون ! فليس واقع حياتي واقعهم .. كيف لي أن اقول أنا أشعري أو حنبلي أو صوفي أو سلفي أو شيعي أو علوي أو أو ...، ما علاقتي المباشرة بكل هؤلاء ! غير كتاب الله الذي كلام الله الموجه لي ولغيري حتى قيام الساعة، هل اعبد أشخاص ومذاهب أم أعبد الله الواحد لا شريك له؟! هل اتبع سننهم التي هي وليدة أفكارهم الخاصة واجتهاداتهم وقياساتهم وبيئاتهم أم اتبع سنة النبي محمد الصحيحة والتي فقط تطابق ما قال عنه الله ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء ١٠٧
وكذلك ما يطابق (وإنك لعلى خلق عظيم ) القلم ٤ .. لذلك عندما آخذ بحديث لابد وأن يكون متطابق تمام التطابق مع مفهوم (الرحمة والخُلق) وما دون ذلك فلا يلزمني وإن تركته فلا تأثير بتركه على  إيماني بربي. كيف يُعقل أن اتعرض كمسلم بسيط لهذا الكم الهائل من التناقضات القادمة من تراث بشري تشكل في الماضي، وعلى قدر كمه الكثير؛ على قدر اختلافاته فكرا وتشتته فرقا ومذاهبا.. وها هو الواقع الذي ورث هذا الإرث من  كتب لهذا الامام أو ذاك أو المذهب هذا أو ذاك تشكل في القرن الثاني أو الثالث أو الرابع أو الخامس أو السادس الهجري إلخ...كيف جُعِل منه معتقد رسخ في قلوب وعقول بل وفي وجدان اتباعه ومريديه !؟ حتى أنهم يتقاتلون أحيانا ويتضاربون على خلاف بسيط بين فتوى الامام هذا وذاك !
هذه العقيدة السلفية الوديعة وتلك السلفية الجهادية حاملة السيف والبندقية، والسلفية الوهابية التّيمية الحنبلية وهؤلاء الأشعرية وهذه المعتزلية وتلك الصوفية وهذه الشيعية الاثني عشرية والزيدية والاسماعيلية والعلوية وتلك وهذه وهذا وذاك،،، إلى آخره وليس لها آخر ..! والدوغمائية تصول وتجول والشتائم والسباب في المناظرات والحوارات العقيمة.. ولم يفكر أحدهم في عوام المسلمين البسطاء ! الذين كلمة تأخذهم بعيدا وكلمة تعيدهم وكلمة تدفنهم وكلمة تقتلهم وكلمة تجعل منهم ارهابيين وكلمة تجعل منهم خاضعين تابعين كالقطيع..! حتى ذابت ما يسمى العقيدة الإسلامية الحق، وتبخرت وغابت في هذا الخضم وتلك اللجج.! للحد الذي إن أراد واحدا من غير دين الإسلام يسأل عن الإسلام فلا يجد مسلكا واحدا بل يجد أمامه طرق ومتفرعات وأودية لا آخر لها ولا حدود، فما يكون منه إلا أن يعود أدراجه ويبقى على ما هو عليه ! وبعد كل ذلك وأكثر؛ نسأل ونتساءل مندهشين : من أين جاء الداعشيون ؟!   من أين جاء الإخوان والتكفيريون ؟!  وكيف برز الإسلام السياسي الذي يحارب ويقتل من أجل إعتلاء السلطة والحاكمية تحت شعار تحقيق الخلافة الرشيدة  وتطبيق الشريعة الغراء ! ولا أدري عن أي شريعة يتحدثون ؟! شريعة السلفية أم الإخوانية أم الاشعرية الأزهرية أم الحنبلية الوهابية أم شريعة الشيعة أم الصوفية ..أم أم أم ؟! ثم مؤخرا نتساءل من أين جاءت الجرأة على سب نبي الإسلام !؟ ومن أين جاء الإلحاد ؟! ولماذا ازدراء الدين الاسلامي ؟! وعجبا لهؤلاء الذين يدَّعون (الأصولية وإتباع الإسلام الصحيح ) عندما يخرجون من سكنات "العز والنعيم" ومن فوق المنابر الإعلامية المأجورة أو المسيسة، يتبارون في الرد على أفكار الحداثيين عندما يقدم مشروعا فكريا تجديديا ! ويتهمونه بالفسق والفجور  والتطاول على ثوابت الدين ! والزندقة والكفر ؟! ويقاضونه ويتهمونه بازدراء الدين ويسجنونه !  أنتم من ازدرأتم ديننا وشوهتموه،  وفتحتم المنافذ والأبواب على مصراعيها لكل من يتطاول على الدين والعقيدة التي هي بريئة منكم !. فلترحلوا أنتم ومذاهبكم واختلافاتكم.. فاختلافاتكم نكبة علينا وليست رحمة لنا، كما أوهمتم عوام المسلمين . 
فلترحلوا .